أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - كلهم على طريق ?لاوي !















المزيد.....

كلهم على طريق ?لاوي !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1018 - 2004 / 11 / 15 - 05:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لا يستطيع أحد أن ينكر أن القوات الامريكية في حربها التي تشنها على الارهاب في أكثر بقعة من بقاع هذا العالم الفسيح هي حرب دفاع عن مصالحها ، ومصالح خطبوط شركاتها الذي يلف باطرافه دنيا الاعمال والمال شرقا وغربا ، شمالا وجنوبا ، وأن ما لقته وما تلقاه من معارضة من قبل دول راسمالية عريقية ، مثل فرنسا والمانيا ، في حربها المتواصلة في العراق ، ما هو الا تعبير بيّن وواضح عن حرب المصالح المقدسة هذه !
لقد جاءت اوربا القديمة ، فرنسا والمانيا ، الى ساحة الحرب في افغانستان سراعا ، واشتركتا في الجهد الحربي الامريكي هناك ، وبشكل جلي عن طريق منظمة دول حلف شمال الاطلسي ، وذلك على ما يبدو أن لا كعكة كبيرة في افغانستان تستحق القسمة مع حاملة لواء الحرب على الارهاب ، امريكا ، وإذا كانت ثمة منافع هناك لهما فهي لا تعدو عن منافع مكانية ، واثبات وجود ، فالمعروف أن الحرب الطويلة في افغانستان قد تركتها قاعا صفصفا ، جل زراعتها الحشيش ، واغلب صناعتها الافيون 0 لكن الحال مختلفة مع العراق ، حيث يسيل نهران خالدان ، كبيران على أرضه خيرا ، وحيث تتصاعد في سمائه نيران النفط الازلية ، تلك النيران التي مست فرنسا والمانيا بنفعها وخيرها مسا جما ، حينما نزلت شركاتهما أرض منابع النفط تلك ، متخيلتين لصدام الساقط بناء امبراطورية شرقية تشيدها أموال النفط ، وتبنيها المفاعلات النووية الفرنسية التي سُفحت من اجل شرائها ابار النفط في العراق ، فبيع برميل النفط لفرنسا بدولار واحد ، وقت أن كان سعره خمسة وعشرين دولارا ، ومثلما سُفحت من أجل أن تذود عن حماها سموم الثاليوم ، وغازات الخردل ، حين لم تبخل الشركات الالمانية على صدام ونظامة بهما عليه ، لقد سقطت بتلك السموم حلبجة مظلومة ، وصُرعت الحياة في اهوار جنوب العراق شهيدة ، وما راع ذلك شيراك قط، ولا حرك فيه جارحة ، مثلما حرك جوارحه مصير صدام واعوانه ، فهب فزعا ، مدافعا عنهم ، باكيا على ارهابيي الفلوجة ، مطالبا باشراكهم في مؤتمر شرم الشيخ ، ذلك لأن ساحة المصالح في العراق قد عادت بيد الامريكان هذه المرة ، واصبحت العقود الرئيسة مما يسمى بعقود اعادة اعمار العراق من نصيب شركاتهم ، ولم يبق لاوربا القديمة غير حصة الثعالب من فريسة الأسد ، فهم والحال هذه ما عليهم إلا ان يقتنعوا بالسهم القليل ، مثلما اقتنع ثعالب صغار قبلهم برشى صدام ، فراحوا يصفقون له ، ويسيرون المظاهرات في شوارع مدن العالم ، ولا فرق في ذلك بين العرب من ادعياء قومية الرشوة ، أو أدعياء الدين المزيف ، وبين الاجانب من أمثال جورج ?لاوی ، النائب العمالي البريطاني ، المطرود من حزبه قبل شهور من الان ، والذي كتبت عنه صحيفة الديلي تلغراف البريطانية من أنه تلقى 375 الف جنيه استرليني ، أي ما يزيد على نصف مليون دولار ، من صدام حسين ، وقد كانت الصحيفة قد نشرت ذلك الادعاء بناء على وثائق عثر عليها مراسلها ديفيد بلير في العراق في مبنى وزارة الخارجية العراقية ببغداد ، ولم يشكك محامو جورج ?لاوی بصدقية الوثائق 0
ثم يأتي بعد ذلك دور كوجو ابن الامين العام للامم المتحدة ، كوفي عنان ، في مسلسل الرشى الطويل هذا ، وفی النهب المنظم لثروات العراق ذاك ، حيث كتبت جريدة صاندي تايمز البريطانية عن الرشوة التي حصل عليها هو من مبيعات النفط العراقي ، وضمن برنامج النفط مقابل الغذاء والدواء ، فتقول : إن ابن كوفي عنان يواجه تحقيقاً حول صلته بفضيحة النفط مقابل الغذاء ، الذي تبنته الأمم المتحدة فترة الحصار على العراق ، وتضیف إن كوجو عنان سيخضع للتحقيق حول دور مزعوم له في مفاوضات تتعلق ببيع صفقات من النفط العراقي بموجب البرنامج الذي كانت الأمم المتحدة تديره لصالح توفير الحاجات الانسانية للعراقيين خلال سنوات الحصار الدولي لهذا البلد التي استمرت لنحو 13 عاماً ، وتتركز تلك التحقيقات على مزاعم بصفقة نفط قيمتها تربو على 60 مليون دولار كان مفترضاً أن تكون من نصيب هاني يماني نجل وزير النفط السعودي الاسبق احمد زكي يماني ، وتقول الصحيفة إن عنان نفسه كان خلال العشرينيات من عمره مديراً لشركة يماني الرئيسية واسمها شركة اير هاربر تكنولوجيز، وأن الصاندي تايمز اطلعت على وثائق تظهر أن يماني وافق على بيع مليون برميل من النفط العراقي عبر واحدة من شركاته إلى شركة مغربية في أيلول من عام 2001م 0
وقائمة المرتشين هؤلاء تطول ، وتشمل دولا عربية واجنبية كثيرة ، ترتفع فيها مآذن الاسلام ، وصلبان المسيح ، مستغلة حاكما ، جبانا ، باع العراق كله من أجل أن يبقى على كرسي حكم وضعته امريكا عليه ، وحين رفض النزول منه ، جاءته من وراء البحار ، لترمي به في غيهب حفرة حقيرة ، يحيط به جند بوش من حيث يلتف ، ولكن سلوك الرشوة هذا الذي أعتبر من تجليات ثقافة الحزب القائد ! حزب البعث الاشتراكي ، قدر الامة العربية ! تساوى فيه عهد صدام الساقط شرطي يقف على قارعة طريق ، واستاذ يتربع على كرسي في جامعة من جامعات العراق ، بعد أن صارت الرشوة شرعا مشرعا ، وطقسا يمارسه صدام وابناؤه ، والكادر المتقدم ، والغير متقدم في الحزب ، وفي مجلس قيادة الثورة ! ومجلس الوزراء ، وحين رحلت هذه الاسماء بعد الغضب الامريكي الذي نزل باهلها خلفوا للعراق والعراقيين مفخرتهم تلك في حب الرشوة التي صار لها قوانين وضوابط ، ظلت سارية في زمنهم ثم أيام بريمر ومجلس الحكم ، واستمرت زمن حكومة علاوي المؤقتة ، فصار المواطن العراقي وفقها لا يحصل على جواز سفر إلا بمئة دولار ، ورقة ، على حد تعبير العامة من العراقيين، وإذا أراد العراقي أن يصبح شرطا فما عليه أن يدفع ثلاثمئة دولار رشوة ، فإن لم يستطع فما عليه إلا ان يتنازل عن راتبه الاول والثاني لاعضاء اللجنة التي ترشحه لمنصب شرطي هذا ! لقد اصبحت الرشوة ، كي تصبح شرطيا ، ظاهرة قد استشرت في كل المحافظات العراقية على حد سواء ، باستثناء المحافظات الكردية التي لا املك معلومات عنها 0
ومن بركات هذه الظاهرة ! هو الوضع المزري الذي صارت عليه قوات الشرطة في العراق ، ذلك الوضع الذي تجسد في اختراق تشكيلاتها من قبل فلول صدام ، ومن عدم انضباطها حين تواجه وضعا قتاليا ، وما فرار أكثر من ستة عشر الف شرطي أمام بضع مئات من الارهابيين إلا دليل ساطع على الأسس الفاسدة التي تقوم عليها هذه المؤسسة ، والتي ادت الى هذه الفوضى العارمة بين صفوفها ، مستدعية بشكل ملح الى أن يقدم وزير الداخلية ، فلاح حسن النقيب ، استقالته ، خلاصا له وللعراق والعراقيين من هذه المهازل المتلاحقة ، إذ أن فضيحة فرار افراد شرطة الموصل على كثرتهم أمام فلول الارهابيين على قلتهم ، لم تكن هي الفضيحة الاولى ، ولن تكون هي الاخيرة ، وعلى هذه بات من الضروري جدا وضع ضوابط صحيحة لقبول المتطوعين وقت تقدمهم للعمل بهذه المؤسسة ، تقوم هذه الضوابط ، فيما تقوم عليه ، على القناعة والرغبة ، وليس على الرشوة ومبدأ المحسوبية والمنسوبية ، وأن يخضع المنتسب لها لقانون الثواب والعقاب ، وليس لمبدأ : اترك سلاحك ! واخلع ملابسك العسكرية ! وهرب! مثلما شاهد الناس ذلك في مدينة الموصل قبل ساعات من الان ، هذا الوضع الذي اصبح يكلف العراق والعراقيين خسائر جسيمية بالارواح والأموال ، والذي لا يمكنهم السكوت عليه الى الابد0



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دالت دولة الارهاب !
- الى الشيخ حارث الضاري وآخرين لا تعلمونهم !
- الفلوجة كانت ستكون عاصمة الدولة الطائفية !
- حججكم واهية يا ذيول صدام !
- بوش الى الأبيض ثانية !!
- العراق بين كيري وبوش !
- ظرف الشعراء ( 28 ) : قيس بن الملوح العامري
- المصالحة الوطنية مصالحة بعث لبعث !
- معهم في الكويت ضدهم في العراق !
- الجنوب المذبوح أبدا !
- ظرف الشعراء ( 27 ) : العكوك
- التفاوض والقتل !
- الترويع !
- عين على الارهاب وعين على السلطة !
- فاجرة يتعشقها الجميع !
- ظرف الشعراء ( 26 ) : أبو العلاء المعري
- شعب العراق الأول !
- العراقيون ينهضون ضد الارهاب !
- الارهابيون يتدحرجون الى الهاوية !
- جمهورية الارهاب والكباب !


المزيد.....




- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافا لـ-حزب الله- في جنوب لبنان (فيد ...
- مسؤول قطري كبير يكشف كواليس مفاوضات حرب غزة والجهة التي تعطل ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع ومظاهرات في إسرائيل ضد حكومة ن ...
- كبح العطس: هل هو خطير حقا أم أنه مجرد قصة رعب من نسج الخيال؟ ...
- الرئيس يعد والحكومة تتهرب.. البرتغال ترفض دفع تعويضات العبود ...
- الجيش البريطاني يخطط للتسلح بصواريخ فرط صوتية محلية الصنع


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - كلهم على طريق ?لاوي !