أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - الجنوب المذبوح أبدا !















المزيد.....

الجنوب المذبوح أبدا !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1000 - 2004 / 10 / 28 - 09:26
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لقد هبّ الكثير من الاخوة العراقيون الكتاب هبة وطنية صادقة ، تشير ، فيما تشير اليه ، الى تنامي الروح الوطنية في نفوس العراقيين ، تلك الروح التي آتى عليها نظام العفالقة بقيادة صدام الساقط ، والتي عمل على تغيبها عند كل عراقي اغواه بترغيب ، او اضطره بترهيب ، إلا اولئك الذين ما انصاعوا للبعث والبعثيين المجرمين ، فقضوا بسجون العفالقة موتا ، او فروا بكراماتهم ، وعزة نفوسهم ، مثلما فر من قبلهم انبياء وقادة مصلحون ، والذين ما رضوا العيش تحت حكم ذليل ، جبان مثل حكم صدام الساقط0
هبة الكتاب العراقيين هؤلاء أعادتني الى تلك الساعات التي كانت تهدر فيها الالاف من حناجر العراقيين في شوارع بغداد ، وشوارع المدن العراقية الاخرى ، متحدين عسف السلطات العراقية التي ما انصفت العراقيين يوما ابدا ، ومنادين بسقوط حكوماتها الجائرة ، ففي ايام مدير الامن ، ناظم كزار وشريكه في الجريمة صدام الساقط ، وبعد أعدام رشيد مصلح الحكام العسكري لانقلاب البعث سنة 1963 م ، رددت هذه الحناجر في تلك الشوارع ، وعلى رغم الارهاب الاسود الذي كان يخيم على العراق في حكم العفالقة الثاني :
وينك ينوري وين العرش وين الطغيان
وينك يمصلح هذا مصيره كلمن خان
والي يعادي شعبه – صوت النضال يأدبه
ما نرضى بالعدوان
لا لا ما نرضى بالعدوان
تجلت عند الاخوة الكتاب من العراقيين مثل هذه الروح الوطنية الوثابة على أثر المجزرة التي راح ضحيتها تسعة واربعون عراقيا ، والتي اقترفها مجرمون متوحشون لا ذمة ، ولا ضمير لهم ، تلك المجزة التي ملأت العراق حزنا ، واغرقت قلوب أهلنا بيم من الالم والأسى ، فوقفوا مستنكرين لها ، مثلما وقف بعض من الشارع العربي ، وللمرة الاولى ، على ما يبدو، معهم في استنكارهم هذا ، وذلك حين ظهر هذا التحول الخجل في الرأي العام العربي من خلال ردود افعال هذا البعض ، مسطرة على بعض الجرائد العربية ، او على موقع البي بي سي العربية 0
وإذا كانت العمليات الارهابية قد طالت الكثير من العراقيين الابرياء من قبل، فانها قد طالت هذه المرة جنودا من جنود الحرس الوطني ، كان جلهم من فقراء الجنوب ، ومن مدنه الثلاث : البصرة ، والناصرية ، والعمارة ، ومن الذين استبد بهم ، وباسرهم الفقر والجوع ، فجاءوا متطوعين لجيش علاوي الجديد، دفعا لجوعهم هذا ، ودفاعا عن أرضهم التي داستها اقدام المجرمين من كل حدب وصوب ، حتى عاد العراق بلدا مسلوب الكرامة والسيادة ، فحكومة لا تقوى على شيء ، ومجلسه الوطني يتصارع فيه فرسان البعث المهزوم الذين هجروه حين تبين لهم أنه زائل لا محالة ، لكنهم ظلوا على ذات التصرف المعروف عن البعثيين ، والمتمثل بالكذب وخداع الناس في العراق ، والنظر اليهم على انهم سذج لا يدركون من امورهم أمرا، هؤلاء الذين قال عنهم صدام الساقط قبل ايام قلائل لمندوبي الصليب الاحمر في آخر زيارة له : إن الذين يصفقون لحكام العراق الجدد ، هم أنفسهم الذين جعلوا مني إلها يُعبد ، ويضيف : وما رفاقي بالامس إلا كلاب ضالة !
بين بعثيي الامس دار صراع على قاعة المجلس الوطني في آخر جلسة من جلساته ، وكان هذا الصراع قد فضح العقلية البعثية باجلى صورها ، والتي ما زالت متأصلة في نفوس الكثيرين ممن يحكمون العراق الان ، فقد عمد وزير داخلية حكومة علاوي المنخورة بعناصر نظام صدام الساقط الى تعين واحد من اقربائه في صفوف حمايته ، وهو الواحد ذاته الذي كان لوقت قريب في صفوف حماية صدام الساقط نفسه ، وهذا ما ثار حفيظة أحد النواب ، والذي كان من بطانة صدام ذاتها كذلك ، معترضا على هذا التعين، وطالبا اخراج عنصر الحماية هذا من قاعة المجلس الوطني 0
في غمرة صراع المناصب هذا الذي راح يغرق فيه حكامنا الجدد لم يكلف اعضاء المجلس الوطني انفسهم الوقوف دقيقة حدادا واحدة على ارواح شهداء من فقراء الجنوب المذبوح ابدا ، مع أن هؤلاء الحكام الذين يريدون أن يصبحوا اسيادا على العراق في بلد لا سيادة فيه ، ويخضع لسيطرة قوات الاحتلال الجاثم على صدر العراق ، يعلمون علم اليقين أنه لولا تضحيات العراقيين الجسام لما تربعوا هم على كراسي الحكم الان في العراق ، هذا الحكم الذي صار شغلهم الشاغل فيه ، فراحوا يتدافعون على المناصب ، ويتقاتلون في احيانا كثيرة عليها ، ويقيم بعضهم الولائم الرمضانية الضخمة لبعض ، تلك الولائم التي متطوا فيها كراسي الملوك ، ونثروا امامها سلال الورد ، في وقت يشرب به العراقيون الفقراء في المدن والحواضر الماء ملوثا ، خابطا ، او يعيشون فيه بين احضان الامراض ، منسيين هناك بين احراش الاهوار ، وبين صخور الجبال ، ورمال الصحارى ، فمن لهؤلاء ايها المتصارعون الجدد ؟ من لهؤلاء يا عبيد المنصب والوظيفة ، واذا كنتم تظنون أن المنصب يشرف أحدا ، لكان قد شرف صدام قبلكم ، وعليكم أن تتذكروا أن الذي حملكم الى كراسي الحكم في العراق الان هو ذاته الذي حمل صداما واتباعه لها من قبل ، ودونكم صور صدام ورامسفيلد أيام الهوى والغرام فحدقوا بها جليا ، وعندها ستعرفون أنكم اصفار على الشمال، لا تزيد ولا تنقص 0
عن طريق حثالات صدام في حكومتكم ذبح تسعة واربعون فقيرا جنوبيا ، ولا يمكن لعراقي أن يصدق لعلاوي قولا أراد منه أن يضحك به على ذقون اعضاء المجلس الوطني ، وذلك حين رمى مسؤولية قتل مراتب الحرس الوطني من ابناء فقراء الجنوب على قوات الحلفاء ، فقول مثل هذا قول باطل ، فالعراقيون يعرفون أنه على طول مدة بقاء القوات الحليفة في العراق ، لم تكن تلك القوات مهملة الى الحد الذي يسقط لها به مثل هذا العدد الكبير من الجنود ، وفي عملية واحدة ، وإذا كان علاوي صادقا فيما يقول ، فمعنى هذا أن هذه القوات تسعى الى اثارة حرب طائفية بين العراقيين ، بشرت بها أطراف عديدة ، ولكنها لم تحصد سوى الخيبة والخسران ، فحري بعلاوي أن يعترف بالفضيحة التي انزلها هو نفسه بنفسه ، وعليه أن يستقيل إذا كان قد تعلم شيئا ذا نفع من سنواته الطويلة التي قضاها في الغرب 0 تقول هذه الفضيحة ، وانا هنا أنقل نصا : ( لقد كشفت مصادر عراقية النقاب عن بدء التحقيق مع ضابط سابق في جهاز امن الرئيس العراقي السابق صدام حسين عينه رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي مسؤولا للامن في مجلس الوزراء قبل اشهر بتهمة الخيانة العظمى وقالت ان الضابط هو " المقدم يوسف .." الذي بادر فور تعيينه بمنصبه باعداد قوائم كاملة باسماء العاملين في المجلس وعناوينهم الشخصية وارقام هواتفهم مع صورهم بحجة اصدار هويات شخصية رسمية امنية تتيح لهم الدخول الى المجلس وبقية الوزارات العراقية لكنه بادر بعد انجازها بتسليمها الى منظمات ارهابية من انصار النظام السابق لتنفيذ عمليات اغتيال ورصد تحركاتهم .وكان عدد من كبار المسؤوليين العراقيين اغتيلوا خلال الاشهر الاخيرة كان اخرها مهاجمة حافلة صغيرة تقل موظفات يعملن في مكتب الرئيس العراقي غازي الياور حيث قتل اربع منهم واصيت اثنتان بجروح . كما اغتيل مطلع الاسبوع 49 عسكريا عراقيا في عملية فتحت السلطات العراقية تحقيقا في ملابساتها وفيما اذا كن للمسلحين اختراقات لاجهزة الدولة وخاصة مؤسساتها الامنية والعسكرية0)
أما وزارة الدفاع العراقية بشخص وزيرها ، حازم الشعلان ، فتراه يقول ، وبنفس اسلوب الكذب الذي تعلمه الوزير في مدرسة البعث : إن مسؤولية الجريمة تلك يتحملها الضحايا من فقراء الجنوب أنفسهم ، ذلك لانهم سلكوا طريقا ما كان لهم أن يسلكوه ، لكن الوزير نسى كيف استطاع القتلة تحديد الوقت الذي خرج فيه هؤلاء الفقراء من قاعدة تدريبهم ، وكيف تسنى لهم لبس ملابس الشرطة العراقية ، ومن ثم نصب نقطة تفتيش يحكمون فيها قبضتهم على ضحاياهم ، هل كان هؤلاء الضحايا هم المسؤولون عن ذلك كله ؟
إن الحكومة العراقية المؤقتة ، التي يهددها ارهابيو الفلوجة ، مثلما يهددون قوات الحلفاء معها ، باستخدام الاسلحة الكيمياوية ، وبالاساليب القتالية المستحدثة ، هي وحدها التي تتحمل مسؤولية تلك الجريمة الشنيعة التي سقط فيها فقراء من جنوب العراق ، ذلك الجنوب الذي ظل على مدار الحكومات العراقية المتعاقبة لهوة لرحى الموت التي كانت تديرها تلك الحكومات في حروبها ، او في عقابها لاهله ، وحكومة علاوي ليس استثناء من تلك الحكومات التي نصبها الانجليز تارة ، والامريكان تارة أخرى 0



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظرف الشعراء ( 27 ) : العكوك
- التفاوض والقتل !
- الترويع !
- عين على الارهاب وعين على السلطة !
- فاجرة يتعشقها الجميع !
- ظرف الشعراء ( 26 ) : أبو العلاء المعري
- شعب العراق الأول !
- العراقيون ينهضون ضد الارهاب !
- الارهابيون يتدحرجون الى الهاوية !
- جمهورية الارهاب والكباب !
- ظرف الشعراء ( 25 ) : جميل بثينة
- مقايضة الارهابيين !
- حلال عليهم حرام علينا !
- ظرف الشعراء ( 24 ) : أبو عطاء السندي
- يستجدون الكلمات من العرب والمسلمين !
- عروبة الارهاب !
- الجهاد الاكبر خرافة من خرافات !
- ظرف الشعراء ( 23 ) : الاخطل
- يتوضؤون بدماء الاطفال !
- الارهاب يتهاوى !


المزيد.....




- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - الجنوب المذبوح أبدا !