أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - يتوضؤون بدماء الاطفال !















المزيد.....

يتوضؤون بدماء الاطفال !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 974 - 2004 / 10 / 2 - 06:22
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


توضأ القتلة الارهابيون أمس في ابو غريب بدماء اطفال العراق ، وفي ذات المكان الذي صلى به قبل ايام أحد دعاة الارهاب ، وقتل الناس في العراق ، المدعو عبد السلام الكبيسي ، عضو هيئة الخطف والقتل ، والتي لم نسمع لها فتوى في جواز او عدم جواز ، او في وجوب أو عدم وجوب قتل الاطفال الابرياء ، وبهذه الصورة البشعة ، لكن واحد من الارهابيين البعثيين الذين أطالوا لحاهم هذه الايام ، واخذوا يبيعون صورهم وتصريحاتهم مقدما ، وقبل حدوث عملية ارهابية على قناة الجزيرة القطرية التي ما زالت تتغنى ببطولات قتلة الاطفال هؤلاء ، قال : نحن نطلب من اهلهم المغفرة ، فهم سيمضون شهداء الى الجنة !
ولا ندري هل تقنع هذه الفتوى البعثية الذين يفتون من رجالات هيئة الخطف والقتل ؟ هل لهم قول يقال في ازهاق ارواح بريئة لا ذنب لها أم انهم سيصمتون مثل شياطين خرس ؟
لقد قتل الارهابيون عمدا وقصدا اربعة وثلاثين طفلا من مجموع سبعة وثلاثين قتيلا هم حصاد السيارات الثلاث التي تفجرت تباعا ، وبعملية قد خطط لها مسبقا ، فحين انفجرت السيارة الاولى ، وتطلع نحوها عدد كبير من النساء ، والرجال ، والاطفال الذين كانوا محتفلين بافتتاح محطة جديدة لتنقية مياه الشرب في ضاحية ابو غريب من بغداد ، داهمتهم سيارتان أخريان ، فقتلت منهم ما قتلت ، وجرحت منهم ما جرحت ، ولكن أكثر القتلى كانوا من الاطفال مثلما اشرت الى ذلك قبل قليل 0
فماذا يقول شياطين هيئة الخطف والقتل الذين صموا آذانهم ، واغمضوا عيونهم عما يقترفه هؤلاء الغرباء القتلة عن شعبنا الأبي الذي لن تلين قناته عمليات جبانة مثل هذه العمليات ؟ هل يغضون النظر عن هذه الجريمة الشنيعة ، مثلما كانوا يفعلون مع كل جريمة ارهابية من قبل أم سيبادرون الى ادانتها ، مثلما يدينها كل ابناء الشعب العراقي ، إلا اؤلئك الذين تلطخت اياديهم بدماء ابناء شعبنا من البعثيين المجرمين أو من حلفائهم في الجريمة جند الزرقاوي من اتباع الوهابية القادمين من صحراء القرون الخالية ؟
لقد فقد الارهابيون المجرمون صوابهم ، وصاروا لا يميزون بيت طفل وامرأة ، بين صبي وشيخ ، فالعراق كله صار عدوا لهم ، فهم ليس من طينة هذا الوطني ، شذاذ أفاق جمعهم حب القتل وسفك الدم ، يعيشون خارج هذا الزمن ، يعيشون في عهود الظلمة والتخلف ، ويحلمون في عودة الزمن القهقرى 0
كان للضربات المتوالية التي انزلها بهم هذه الايام ابناء العراق في قوات الشرطة والحرس الوطني اثر واضح في فقدان الصواب هذا ، فهم يشاهدون كل يوم كيف تنهار اوكارهم ، وكيف تسقط فئرانهم اسرى ، وكيف يخطو الموت لهم في كل ساعة ودقيقة ، ويعلمون علم اليقين أن الارض على سعتها قد ضاقت بهم ، وأن المكان قد جفاهم ، مثلما جفاهم ابناء المعمورة في مشارقها ومغاربها ، فقد هزت جرائمهم البشعة ضمير الطبين من الناس في كل مكان ، وعادت اللعنات تلاحقهم من افواه القريب والبعيد 0
وإذا كان فقدان الصواب هذا قد اصاب هؤلاء المجرمين ، فقد أصاب كذلك من ينظر لهم ، ويدافع عن افعالهم الشنيعة تلك ، فبعد النجاح الكاسح الذي حازه رئيس وزراء بريطانيا ، توني بلير ، في مؤتمر حزب العمال البريطاني الذي انتهت اعماله قبيل ايام قلائل ، وذلك في اسقاط مشروع القرار القاضي بسحب القوات البريطانية من العراق ، والذي تقدم به عدد نزر من النواب المعارضين لسياساته في العراق ، يتقدمهم جورج غلوي ، النائب العمالي الذي تاجر بمأساة الاطفال العراقيين ، من خلال تسيره الحافلة الحمراء ذات الطابقين من لندن الى العراق ، والتي سمّاها : مريم ، على اسم الطفلة العراقية التي كانت تعاني من مرض السرطان ، والتي سخرها صدام الساقط في اساليبه الاعلامية الرخيصة ، وبالتعاون مع غلوي الذي كان يكثر الزيارات الى العراق ، حيث كانت تنزل به رشى من صدام كثيرة ، مسروقة من افواه اطفال العراق الذين يدافع عنهم هو نفاقا ، مثلما كان يدافع عنهم المفكر العربي عبد الباري عطوان ! زيفا ، والذي حلت به من صدام اموال حرام كثيرة هو الاخر ، فكان كل حرف من حروف جريدة يقول : أنا من بركات السيد الرئيس ، وبطل العروبة ، صدام العرب !
لقد حازت سياسة توني بلير في العراق على نسبة عالية بلغت 80% من مجموع اصوات المندوبين لمؤتمر حزب العمال المذكور ، وهو نجاح باهر لم تستطع حتى اذاعة لندن المعارضة لسياسات بلير في العراق أن تخفيه ، حيث كانت لايام قلائل تردد مثل ابواق دعاة الارهاب من أن هناك قرارا سيصدر من خلال المؤتمر المذكور يؤدي الى سحب القوات البريطانية من العراق ، لكن نتيجة التصويت تلك كذبت ادعاءات فاقدي الصواب هؤلاء من امثال جورج غلوي ، فراحوا يتلمسوا سببا لنكستهم تلك فوجده في عراقي شيوعي ، يدعى : محسن عبد الله ، وهو من بين صفوف اتحاد العمال في العراق ، والذي حضر المؤتمر المذكور كضيف، والمعروف عن الحزب الشيوعي العراقي هو انه أكثر الاحزاب العراقية في سعة علاقاته ، مع كثير من الاحزاب الشيوعية والعمالية في العالم ، وطالما حضر مندوبون عنه مؤتمرات لهذه الاحزاب حين تنعقد في هذا البلد او ذاك 0
قال فاقدو الصواب هؤلاء أن العراقي الشيوعي ، محسن عبد الله ، هو الذي بدّل وجهات نظر الكثير من مندوبي حزب العمال البريطاني الذين كانوا سيدلون باصواتهم لصالح مشروع القرار القاضي بسحب القوات البريطانية ، وذلك بعد ان استمع هؤلاء المندوبون لكلمة الشيوعي العراقي التي استعرض فيها الوضع في العراقي ، وبشكل يستدر العطف والشفقة ، مثلما قال جورج غلوي الدجال ، ومن هنا اصاب المندوبين سحر هذا الساحر الشيوعي ! فطالب العدد الاكبر من مندوبي مؤتمر حزب العمال البريطاني بضرورة بقاء القوات البريطانية في العراق ، مؤيدين في ذلك النهج الذي اختطته الحكومة البريطانية حيال الحالة السياسة فيه الان 0
فقدان صواب هؤلاء ، لايختلف عن فقدان صواب الارهابيين ، المجرمين الذين ينعتونهم بالمقاومة العراقية ، والذين صاروا يذبحون الاطفال في العراق ، وذلك بعد أن تبين لهم أن هزيمتهم على الابواب لا محال ، وهذه مدينة سامراء العراقية التي سقطت بايدي قوات الحرس الوطني العراقي المدعومة من قوات الحلفاء ، وخلال ساعات معدودة ، أكبر شاهد على هزيمة هؤلاء المجرمين قريبا ، ولن تنفعهم بعد ذلك صلوات الكذاب اسامة بن لادن ، ولا تخرصات رجل مخابرات صدام العتيد ، وفيق السامرائي، في التبشير لحرب اهلية في العراق من على صفحات جريدة القبس الكويتية 0



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهاب يتهاوى !
- الشهيدة نادية العراقية !
- لا حرب أهلية في العراق !
- صلاة المنافقين !
- هذا الفزع !
- يلطفون أخبار الارهاب !
- لا تؤجلوا الانتخابات !
- ارهاب وليس مقاومة !
- وأخيرا أفتى عنان !
- شارع الشهداء وعرب صدام !
- حتى أنت يا حواتمة !
- ظرف الشعراء ( 22 ) : حافظ الشيرازي
- حكومة علاوي وسياسة الرشوة !
- البديل الجاهز !
- الرئيس المزواج !
- الكاتب العراقي والمواقع !
- امارة العوران !
- أنصار السنة ومنطق عفلق !
- ظرف الشعراء ( 21 ) : الفرزدق
- بضائع الموتى !


المزيد.....




- ما هي القاذفة الأمريكية الشبح -بي-2- التي تعول عليها إسرائيل ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي: دمرنا نصف منصات إطلاق الصواريخ الإي ...
- تحمل اسم -باقري-.. العثور على حطام مُسيّرة إيرانية في جنوب ...
- إسرائيل.. حريق هائل وإصابات في استهداف صاروخي إيراني لمدينة ...
- فيديوهات الذكاء الاصطناعي تتنبأ بحرب عالمية ثالثة بطريقة ساخ ...
- إسرائيليون يفرون من القصف إلى الخارج عبر الأراضي المصرية
- الإعلامي السوري موسى العمر يعلن عن استثمارات ضخمة في جبل قاس ...
- حسّون في بلا قيود: إسرائيل من أقوى الدول النووية لكنها دولة ...
- خبير عسكري: إيران تستخدم صواريخ نوعية ومتطورة يصعب اعتراضها ...
- تمارين القوة.. سلاح ذكي لوقف زيادة الوزن المصاحبة لانقطاع ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - يتوضؤون بدماء الاطفال !