أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - وأخيرا أفتى عنان !














المزيد.....

وأخيرا أفتى عنان !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 959 - 2004 / 9 / 17 - 09:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في مقابلة صحفية مع اذاعة لندن ، اذاعة الراسماليين الانجليز ، أيد الامين العام للامم المتحدة سؤالا لمندوب تلك الاذاعة فحوها هل يعني أن الحرب على العراق كانت غير شريعة ، فرد عنان : نعم 0 مثلما تريد 0
كانت اجابة عنان هذه ، كما يبدو ، مهيأة بلباقة ، ومتفقة مع خط الاذاعة ذاتها ، تلك الاذاعة التي سببت الكثير من وجع الرأس لتوني بلير ، رئيس وزراء بريطانيا الذي ركب رأسه ، وسار وراء امريكا ، وخلافا لرغبة الرأسماليين الانجليز الذين كانوا يريدون من الامريكان ضمان حصة دسمة لهم من الكعكة العراقية ، خاصة وان حصة الاسد من السوق في العراق كانت للانجليز دوما ، ومنذ أن وطأت اقدام الجنرال مود أرض بغداد في الحرب العالمية الاولى 0
لقد عدت الراسمالية الانجليزية العراق بعد استخراج النفط فيه درة في التاج البريطاني ، بعد ان كانت الهند هي الدرة الاولى أيام المغازل التي كثيرما هددهم بها القائد الهندي الخالد ، غاندي 0
وعلى هذا ظلت هذه الاذاعة ، ومعها جحفل من الصحف الانجليزية ، تقف موقف المعارض للحرب التي شنتها امريكا على صدام ونظامه ، ذلك النظام الذي بذل للتجار الانجليز مطارف وحشايا العراق ، ومنذ اليوم الاول الذي التقى به السفير البريطاني في بغداد بعيد انقلاب البعث المشؤوم في 17 تموز من العام 1968 م 0
وكان هذه الاذاعة ، ومنذ عشية الحرب التي شنتها امريكا على صدام الساقط ، ومنذ أن تلمست عن كثب عزم الامريكان على خوض الحرب بمفردهم إن اضطروا لذلك ، ومنذ أن تيقين ممولوها بأن لهم الفتات من كعكة العراق ، قد وقفت في تغطيتها الاخبارية عن العراق ، مع من وقوفوا الى جانب صدام ، وكانت تركز على كل الاحداث المأساوية التي تقع فيه ، دونما احساس بوخزة ضمير ، بعدها أطلقت لنفسها العنان ، وراحت تتباهى بالعمليات الارهابية التي تحصد الابرياء ، وتنقل كل ما يؤذي العراقيين من اخبار في الصحف البريطانية ، معتبرة أن ذلك سيكون ورقة ضغط على حكام العراق الجدد من المحتلين الامريكان ، ونست هذه الاذاعة أن امريكا ليس بلدا من بلدان العالم الثالث ، كما نست أن ما تهول له من جرائم ارهابية تقع في العراق يصيب بالضرر وبالدرجة الاولى الناس في العراق ، فالارهاب لا يفرق بين طفل وامرأة ورجل ، والمشرفون على الاذاعة يرون رأي العين كيف يتساقط المدنيون العزل في شوارع العراق ، ولكنهم مع ذلك راحوا يهللون لهذا الموت 0 وفي النهاية ، وبعد أن هدّ هؤلاء التعب الاعلامي ، توجهوا لكوفي عنان يستفتونه في شرعية أو عدم شرعية الحرب على صدام ، وجاءت فتوى كوفي عنان قطعة من ثلج أثلجت قلوب المحرومين من درر العراق ، فصاحوا : الله اكبر ، والعزة للانجليز ، لقد أفتى عنان ! بعدها عاجلت تلك الاذاعة الى نشر تلك الفتوى ، وكأنها حصلت على برهان ساطع يدين توني بلير وحكومته في سيرها وراء الامريكان نحو صدام ، لكن رد الحكومة تلك جاء عاجلا : إن غزو العراق "لم يكن فقط مشروعا وإنما ضروري أيضا".
لقد فات أذاعة لندن أن فتوى عنان جاء متأخرة جدا ثم جدا ، فاين كان الامين العام للامم المتحدة حين بحت حناجرنا ، ونحن نقف ضد الحرب في المظاهرات الصاخبة التي سبقتها ؟ لكن لا نحن الذين خرجنا في المظاهرات ، ولا معارضة الراسماليين القدامى في كل من فرنسا والمانيا، ولا الراسمالية الروسية الجديدة ، ولا صراخ العربان من اتباع صدام ، منع الزحف الامريكي الذي بخّر فارس العرب ونظامه ، وجعله هباء منثورا ، فأين كان عنان طوال هذه المدة ؟ هل نجد الجواب في عزم عنان على الرحيل من المقر الاممي ؟ هل أخبر بأنه اصبح شخصا غير مرغوب فيه من قبل الامريكان ، وأن لا تجديد له في ولاية أخرى ، وإذا لم يكن الجواب ذاك ، فهل تريد فتوى عنان المتأخرة وضع العصي في عجلة العملية السياسية في العراق ، والطامحة بانتخابات تكون الامم المتحدة طرفا فيها ؟ هل يريد عنان أن يمهد بفتواه هذه تنصله من عملية الانتخابات المرتقبة في العراق ؟ فحين يكون الجواب بنعم يكون عنان قد اصطف مع فرنسا والمانيا واطراف اخرى حرمتها امريكا من أي مغنم من مغانم حربها ، ولكن ليضع السيد عنان في حسابه ، إن كان الامر كذلك ، الوضع الصعب الذي يمرّ به الشعب العراقي ، وما يتعرض له من عمليات ارهابية، اجرامية يندى لها جبين الانسانية جمعاء ، وليتذكر السيد عنان موقف الامم المتحدة المتخاذل ، والموقف الاوربي من مأساة البوسنة والهرسك ، وكيف سمح الاوربيون لعصابات الاجرام الصربية بقتل مسلمي البوسنة ، وبمجازر أدت الى مقابر جماعية على غرار مقابر صدام الجماعية في العراق ، والذي وقف الى جانب الصرب في حربهم البشعة تلك ضد المسلمين في البوسنة والهرسك ، مع أنه خط بيده على علم العراق: الله أكبر !
لقد كان الامريكان يضغطون على الاوربيين في اتخاذ موقف حازم من بلغراد وقتها ، ومن خلال الحلف الاطلسي ، وقبل ان تحدث تلك الجرائم التي اخزت جاك شيراك ، ومن على شاكلته فيما بعد ، ولكن فرنسا والمانيا عارضتا بشدة اتخاذ مثل هذا الموقف ، وبحجة أن امريكا تريد لها موقع قدم في البلقان ، ولكن بعد أن طالت معاناة المسلمين في البوسنة بقتل رجالهم واطفالهم ، واغتصاب نسائهم وبناتهم اهتز الشارع الاوربي ، فاذعن المعارضون من القادة الاوربيين ، وأذعنت الامم المتحدة ، حينها شن الطيران الامريكي غاراته الرهيبة ، فتهاوى عرش الطغاة في بلغراد خلال ايام ، وهاهم كالجرذان يقبعون في الزنزانات من السجون ، مثلما قبع بعدهم الجرذ صدام ، فعلام يريد بعض القادة الاوربيين ، والسيد كوفي عنان اطالة معاناة شعبنا ، وهم يرون كل يوم سفك الدماء البريئة ، وقتل النفوس التي لا ذنب لها ، أم هي جهنم التي يبشر بها السيد شيراك ، ومعتوه العرب عمرو موسى ! ؟



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارع الشهداء وعرب صدام !
- حتى أنت يا حواتمة !
- ظرف الشعراء ( 22 ) : حافظ الشيرازي
- حكومة علاوي وسياسة الرشوة !
- البديل الجاهز !
- الرئيس المزواج !
- الكاتب العراقي والمواقع !
- امارة العوران !
- أنصار السنة ومنطق عفلق !
- ظرف الشعراء ( 21 ) : الفرزدق
- بضائع الموتى !
- المتربصة !
- الحنكة الانجليزية والمدفع الأمريكي !
- دولة تعلق مصيرها برجل !
- الأزمة واحزاب الحكومة !
- الصمت !
- القفز في اسعار النفط !
- ولدوا مع الخطأ الأمريكي !
- بخفي حنين !
- جيش الصدر : العناصر والسلوك !


المزيد.....




- الحوثيون من اليمن يقصفون سفينة شحن بواسطة طائرة مسيرة في أقص ...
- في أول عملية من نوعها.. بريطانيا ترحل طالب لجوء إلى رواندا
- حميميم: القوات الجوية الروسية في سوريا دمرت قاعدتين لمسلحين ...
- مصر.. كبير الأطباء الشرعيين الأسبق يتحدث عن أسباب وفاة الرئي ...
- حاولوا التقاطها بأيديهم.. لحظات تحبس الأنفاس لسقوط سيدة من ...
- -تدمير ميركافا وكمين محكم وإصابات مباشرة-..-حزب الله- ينشر م ...
- البنتاغون: القوات الجوية تحتفظ بالحد الأدنى من الاستعداد الق ...
- معارضو نتنياهو: بن غفير وسموتريتش خطر على أمن إسرائيل
- فرنسا تدعو إسرائيل إلى إعلان موقفها من مقترح يتعلق بالحدود م ...
- أمير قطر والرئيس المصري يشددان على تكثيف جهود الوساطة لإنهاء ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - وأخيرا أفتى عنان !