أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سهر العامري - ارهاب وليس مقاومة !















المزيد.....

ارهاب وليس مقاومة !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 961 - 2004 / 9 / 19 - 11:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم تزل تزعق اطراف من الاعلام العربي المتخلف ، وتصرّ على أن ما يجري في العراق من عمليات قتل متعمدة للعراقيين المسالمين هو مقاومة وليس ارهابا ، وإذا كان هذا الزعيق ينطلق من حناجر قومية ، شوفونية ، مشوبة بنعرة طائفية يتلمس الواحد منا عذرا فيها لاصحاب هذا الزعيق ، فماذا نتلمس من الاعذار لليسار العربي الذي لا يختلف عن هؤلاء كثيرا في تقيمه للاعمال الارهابية التي تقع في العراق الآن ؟
العراقيون ، قبل غيرهم ، يعرفون هوية من يشارك بالعمل الاجرامي الذي بات يستهدف المدنيين العراقيين أكثر بكثير مما يستهدف الامريكان ، وعلى عكس ما يتشدق به اعراب هذا الزمان الذين ارتضوا ان يسيروا وراء قيادات متخلفة تريد أن ترجع بالزمن والناس القهقرى 0
ويتفق مع العراقيين اغلب المراقبين والمحللين السياسيين في أن من يقوم باعمال القتل الارهابية في العراق لا يخرج عن ثلاثة اطراف هي :
1- فلول صدام الساقط بجميع صنوفهم ، ونياشينهم العسكرية ، وأوسمة جبنهم التي رصعها صدام على صدورهم بعد أن أخرجه جند بوش من جحره مخذولا ، ذليلا ، أشعث شعر الراس ، يسيل الهوان على جبين منه ما عرف العزة وكرامة الرجال 0
2- فلول المدحورين من وهابي القاعدة ، يتقدم المخذول ابو مصعب الزرقاوي الذي بات هو وجنده من الاعراب يعيشون سكرات الموت المحتوم والقريب ، وخاصة بعدما اشتدت اليد العراقية عليهم ، وبعدما تكاثر عدد افراد الشرطة والحرس الوطني ، وتصاعد ضرباتهم المتوالية والسريعة التي انزلوها بهم خلال هذه الايام ، وهم في اوكارهم وجحورهم، وفي عدد نزر من المدن والبلدات العراقية ، وما أسر ثلاثة وستين منهم ، ومن جنسيات : لبنانية ، وسورية ، ومصرية ، وفي عملية واحدة ، خاطفة في شارع حيفا من بغداد ، ودون مقاومة تذكر ، الا دليل على موتهم القريب ، و سيكون الدرس العراقي هو اخر درس لهم ، ولن تقوم لارهابهم قائمة بعده 0
3- عصابات الجريمة المنظمة والتي استغلها الطرف الاول والثاني ايما استغلال ، خاصة في مسائل خطف العراقيين ورعايا الدول الاخرى من العاملين في العراق ، فهؤلاء المجرمون كثيرما يبيعون بضاعتهم من الخطف على الطرفين الاولين بمبالغ تقل كثيرا عما يطلبه الطرف الاول والثاني من الدولة التي ينتمي لها المخطوف حين يباع لهما من قبل الطرف الثالث ، ولا يعني هذا ان الطرف الاول والثاني لا يمارسان الخطف نفسه، بل أن هناك دلائل مؤكدة تقول أن جميع هذه الاطراف تُقاد من قبل ضباط مخابرات صدام المهزومين ، والذين يلقون بعض الدعم من اطراف دولية معروفة لدى الداني والقاصي من العراقيين 0
هؤلاء هم أطراف المقاومة العراقية ! مثلما يسميها بعض من القوميين المفلسين ، ومثلما يسميها القرضاوي ومن على شاكلته ، واخيرا مثلما يسميها التقرير السياسي الصادر عن الاجتماع الموسع للحزب الشيوعي المصري ، والذي حاول أن يفرق بين المقاومة الحقيقية والتي لم يظهر اصحابها للان في العراق ، وبين العمليات الارهابية ، والتي لم يدنها التقرير ادانة واضحة ، وكتفى بالقول ( لكننا في نفس الوقت نرى ضرورة وأهمية إعلان شكوكنا حول عدد غير قليل من العمليات العسكرية في العراق المحتل ؛ بل رفضنا لمثل تلك العمليات ) ، والحقيقة هي أن العلمليات التي يعلن التقرير شكوكه حولها هي المقاومة ! التي يعرفها العراقيون قبل غيرهم ، ولا توجد مقاومة مسلحة ! غيرها في العراق الآن، وإذا كان البعض يعتبر مقتدى الصدر من المقاومين ، فهو على وهم كبير ، فما مقتدى الا العوبة بيد ايران التي تريد أن تصفي حساباتها مع الامريكان على ارض العراق ، وبدليل أن هبة الصدر تبخرت خلال ايام لا غير ، على الرغم من معارضة ايران لايقاف القتال بينه من جهة ، وبين عناصر الشرطة العراقية والحرس الوطني المدعومين بالقوات الحليفة من جهة اخرى ، وها هي ايران تريد الآن أن تستبدل جيش المهدي بجيش الحسين الذي تحثّ على تشكيله ، ومن العناصر المنشقة عن تشكيل مقتدى الصدر نفسه، حيث راحت ترسل لهم الاسلحة على مختلف صنوفها عبر الحدود البرية والمائية المشتركة بين العراق وايران ، ورغم كل الوعود الزائفة التي قطعتها للوفد العراقي الزائر برئاسة نائب رئيس الوزراء العراقي اخيرا 0 و تعميما للفائدة أنقل ادناه الفقرة الخاصة بما سماه التقرير المذكور بالمقاومة العراقية !
•( المقاومة العراقية : بين مقاومة الاحتلال والعمليات الإرهابية :
إننا نعـلن تأييدنا غير المشروط لكافة أشكال المقاومة الوطنية العـراقية بما فيها الكفاح المسلح والعمليات العسكرية الموجهة ضد قوات الاحتلال العـسكري الإمبريالي للعـراق بهدف التحرير والاستقلال، ونعلن في نفس الوقت تأييدنا لكافة الجهود السياسية والكفاحية التي تستهدف الحفاظ على وحدة التراب العراقي ضد كافة مخططات التقسيم والتفتيت على أسس طائفية أو عرقية ، وتأييدنا لكافة الجهود الوطنية الساعية إلى إقامة عراق جديد موحد وديموقراطي . ونعلن رفضنا في نفس الوقت للخطاب الاستعـماري الأمريكي والصهيوني الذي يسم كل أشكال مقاومة الاحتلال بالإرهاب ، فالكفاح ضد سلطات وقوات الاحتلال الأجنبي من أجل التحرير والاستقلال بما فيها الكفاح المسلح ضرورة وطنية ، فضلا عن كونه احد المبادئ الأساسية لكافة المواثيق الدولية ، وأحد المبادئ الأساسية التي أرستها حركات التحرر الوطني منذ فجر التاريخ ، وهي قبل كل ذلك حق أساسي من حقوق الإنسان حيث ترتبط ارتباطا وثيقا بحق الإنسان الأصيل في الحرية ، وترتبط ارتباطا أوثق بحق الشعـوب في النضال من أجل التحرر . لكننا في نفس الوقت نرى ضرورة وأهمية إعلان شكوكنا حول عدد غير قليل من العمليات العسكرية في العراق المحتل ؛ بل رفضنا لمثل تلك العمليات التي توجه فعـلها نحو بعـض الأهداف كمقار الأمم المتحدة أو جماعات السكان في العراق من بعض الطوائف ضد بعضها ، وكذلك عمليات السيارات المفخخة التي يذهب ضحاياها من أبناء الشعب العراقي من المدنيين بالعشرات ، وعمليات الخطف والذبح وقطع الرؤوس وتعليقها على السيوف أمام شاشات التليفزيون ، تلك التي لا هدف لها في نظرنا سوى تشويه صورة المقاومة الوطنية العـراقية ، والانحراف بها نحو العمليات الإرهابية والصراعات الطائفية ، تلك العمليات التي ذهبت في الفترة الأخيرة باتجاه الأعمال الطائفية الصريحة في سلسلة إشعال الحرائق في عدد من الكنائس العراقية ، الأمر الذي يجعل من مثل هذه العمليات انحرافا صريحا عن أي كفاح وطني ، فهي عمليات لا تقدم سوى خدمات مجانية أو مدفوعة الأجر للاحتلال الإمبريالي للعـراق وتساعد في تأكيد أهدافه الاستعمارية . )
سألت أنا ذات يوم المرحوم ميشيل كامل سكرتير الحزب الشيوعي المصري، والذي كان يصدر من باريس مجلة : اليسار العربي ، أيام المقبور السادات ، عن رأيه في تصريح كان ميشيل عفلق قد أدلى بها للتو، ونشرته صحيفة الثورة ، صحيفة حزب البعث في العراق ، والتي كان رئيس تحريرها : ناصيف عواد وقتها، تقول: يجب على العراق أن يقدم مزيدا من الاموال لتنظيمات الحزب أي البعث في البلدان العربية من أجل النهوض بالعمل القومي العربي !
لم يجب المرحوم عن سؤالي هذا ، وطلب مني أن اتجاوزه الى الاسئلة الاخرى ، وقد فسرت امتناعه ساعتها عن تلك الاجابة بالخوف من جبروة صدام واجهزته القمعية ابان الفورة النفطية ، والتي كانت تضرب هذا وذاك في هذه الدولة وتلك ، وبعدها تجسدت رغبة عفلق هذه ، وطبقت في اكثر من بلد ، فقد أخبرني الفنان اللبناني القدير مرسيل خليفة أن حزب البعث العراقي في لبنان يقدم راتبا شهريا لكل من ينضم الى تنظيم البعث اللبناني التابع للعراق ، مقداره خمسة وعشرون دينارا عراقيا حين كان صرف الدينار العراقي حينها ثلاثة دولارات ، وهذه الحقيقة أكدها لي كذلك أحد طلابي من طلاب اليمن الشمالي ، والذي كان هو نفسه يتقاضى نفس الراتب شهريا ثمنا لانضمامه الى الاتحاد الوطني لطلاب اليمن واجهة تنظيم البعث العراقي في اليمن الشمالي وقتها ، ومما يضاف هنا هو أن العراقيين يعرفون صنفا من السيارات ذاع صيته في العراق ايام الحرب مع ايران اسمه : فولكس واكن برازيلي ، وقصته هو أنه كانت لقريب من عفلق ، وقيل كان هذا القريب اخاه ، حصة في الشركة البرازيلية التي كانت تنتج هذا النوع من السيارات 0
لقد جنى هذا القريب ببركات عفلق الملايين من الدولارات ، بينما جنى العراقيون سنوات الحرب تلك الموت والدمار ولا غير ، فلا أدري هل يكون لأناس لهم مثل هذا التاريخ الاسود ، القائم على الرشوة والقمع والسرقة ، شرف قيادة مقاومة عراقية! ؟ في وقت تشير فيه كل الدلائل الى إن من يقود العمليات الارهابية الآن في العراق ، وعلى مختلف صنوف الجيوش الاسلامية ! التي تعلن عنها ، هم ضباط مخابرات صدام ، مثلما اسلفت ، والذين كانوا قد نهزموا من بغداد ، وقبل أن تدخلها دبابتان امريكيتان ، وتستقران في ساحة الفردوس منها 0
إن ما تقوم به عصابات الارهاب في العراق الان من عمال شنيعة يرتكب فيها أخس الجرائم وافظعها ، متمثلا ذلك في قطع رقاب الابرياء من البشر، أخذا بالشعار الذي رفعه صدام الساقط ، وهو يستعد لغزو الكويت ، والقائل : قطع الاعناق ولا قطع الارزاق ! لهو خير دليل على أن هؤلاء المجرمين هم من يقاوم في العراق الآن ، دفاعا عن ماضيهم الاسود الذي لن يعود ابدا ، ولا حاجة لاصحاب التقرير السياسي بعد ذلك أن يتلاعبوا بالالفاظ ، خاصة وأن حركة اليسار بشكل عام تشهد نكوصا ، لا ينفع معها اللعب بالالفاظ ، وانما يجب مواجهة الجماهير بالحقائق 0



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأخيرا أفتى عنان !
- شارع الشهداء وعرب صدام !
- حتى أنت يا حواتمة !
- ظرف الشعراء ( 22 ) : حافظ الشيرازي
- حكومة علاوي وسياسة الرشوة !
- البديل الجاهز !
- الرئيس المزواج !
- الكاتب العراقي والمواقع !
- امارة العوران !
- أنصار السنة ومنطق عفلق !
- ظرف الشعراء ( 21 ) : الفرزدق
- بضائع الموتى !
- المتربصة !
- الحنكة الانجليزية والمدفع الأمريكي !
- دولة تعلق مصيرها برجل !
- الأزمة واحزاب الحكومة !
- الصمت !
- القفز في اسعار النفط !
- ولدوا مع الخطأ الأمريكي !
- بخفي حنين !


المزيد.....




- صراخ ومحاولات هرب.. شاهد لحظة اندلاع معركة بأسلحة نارية وسط ...
- -رؤية السعودية 2030 ليست وجهة نهائية-.. أبرز ما قاله محمد بن ...
- ساويرس يُعلق على وصف رئيس مصري راحل بـ-الساذج-: حسن النية أل ...
- هل ينجح العراق في إنجاز طريق التنمية بعد سنوات من التعثر؟
- الحرب على غزة| وفد حماس يعود من القاهرة إلى الدوحة للتباحث ب ...
- نور وماء.. مهرجان بريكسن في منطقة جبال الألب يسلط الضوء على ...
- الحوثي يعلن استهداف سفينتين ومدمرتين أميركيتين في البحر الأح ...
- السودان: واشنطن تدعو الإمارات ودولا أخرى لوقف الدعم عن طرفي ...
- Lenovo تطلق حاسبا متطورا يعمل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي
- رؤية للمستقبل البعيد للأرض


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سهر العامري - ارهاب وليس مقاومة !