|
الارهابيون يتدحرجون الى الهاوية !
سهر العامري
الحوار المتمدن-العدد: 987 - 2004 / 10 / 15 - 08:28
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
كثيرون هم الذين طبلوا للارهابيين في العراق من العرب ومن غيرهم ، وقد تساوى في هذا التطبيل رئيس دولة مثل جاك شيراك الفرنسي ، ووزير خارجية طردته امريكا من منصبه مثل معتوه العرب ، عمرو موسى ، هذا الرجلان اللذان يسعيان الان ، وعلى الرغم من معارضة اغلب العراقيين ، الى اشراك ممتلين عن الارهابيين في العراق في المؤتمر الدولي المزمع عقده في مصر عند نهاية هذا الشهر 0 فالرئيس الفرنسي ، جاك شيراك ، لا يزال يتذكر طعم وطيبة السمك المسكوف الذي حمله له صدام الساقط ، وبطائرات خاصة من شواطيء دجلة الخالد الى شواطيء نهر السين ، ولا زال يتذكر النهب المنظم الذي مارسته شركة توتال الفرنسية لثروة العراق النفطية ، حين ضحك سمسار فرنسا الاول في الشرق الاوسط ، ميشيل عفلق ، على صدام الساقط في أن فرنسا لها مواقف متميزة في نصرة القضايا العربية ! مع أن فرنسا من اقذر الدول الاستعمارية سياسة تجاه الدول العربية ، وممارساتها القمعية ابان استعمارها للجزائر أكبر شاهد على ذلك 0 أما عمرو موسى ، رئيس جامعة الدول العربية التي لا تحلّ ولا تربط ، مثلما يقول اهلنا في العراق ، فقد اصبح صدى للرئيس الفرنسي ، يردد ما يقوله شيراك في امر العراق مثل ببغاء ، فإن قال شيراك إن جهنما ستفتح ابوابها في العراق ، ررد معتوه العرب تلك العبارة بحذافيرها ، وإن قال يجب تمثيل المقاومة في العراق في المؤتمر المشار اليه قال عمرو موسى ذات العبارة نفسها ، فرئيس جامعة الدول العربية منسجما تماما مع النظرة الفرنسية للحالة السياسية في العراق ، ومخالفا تماما للتوجهات الامريكية بشأن الحالة تلك ذاتها ، والسبب في ذلك ليس حرصا من معتوه العرب على العراق والعراقيين ، وإنما لاسباب شخصية بحتة ، فالمعروف أن امريكا هي التي طردته من منصبه كمندوب لمصر في مقر الامم المتحدة في نيويورك ، مثلما طردته من منصبه كوزير لخارجية مصر ، فلم يجد له مأوى في نهاية الامر غير رئاسة جامعة الدول العربية ، تلك الجامعة التي لا وزن لها في السياسة الدولية 0 ويبدو أن فكرة مشاركة الارهابيين في العراق في المؤتمر الدولي المقرر عقده في مصر ، والخاص بالوضع الذي عليه العراق الان قد تبنتها الحكومة المصرية كذلك ، حتى أن السفارة المصرية في بغداد ، وكأن لا توجد حكومة عراقية فيها ، ولا يجود شعب اسمه شعب العراق ، قد تحولت الى وزارة تدافع عن الارهابيين ، وتتصل بهذا الطرف او ذاك من ممثلي الارهاب في العراق ، تحثهم على المشاركة في المؤتمر المذكور ، وحين تكون الحكومة العراقية مقيدة الايدي من قبل قوى الاحتلال توجب على القوى الوطنية العراقية ، ممثلة باحزابها ومنظماتها السياسية ، أن تستنكر هذا التصرف المصري المشين بصوت عال وغير مهادن ، فهذه القوى تعلم أن الحكومات المصرية هي التي ساهمت مساهمة فعالة في قتل العراقيين زمن عبد الناصر حين تعاون مع المخابرات المركزية الامريكية ومع بعثيي العراق في اسقاط الحكم الوطني بقيادة عبد الكريم قاسم ، وهو الذي مدّ انقلابي شباط الاسود عام 1963 م برشاشات بور سعيد التي سفك بها الانقلابيون دماء العراقيين ، كما أن الحكومة المصرية زمن رئيسها الحالي ، حسني مبارك ، هي التي دعمت نظام صدام المجرم ، وعارضت بشدة ازاحته من السلطة في الحرب الاخيرة ، ومن يشك في ذلك عليه مراجعة تصريحات الرئيس المصري ، حسني مبارك قبيل تلك الحرب في هذا الصدد0 إن تصاعد حمى الدعوة الى اشراك ممثلين عن الارهابيين في المؤتمر الدولي المشار اليه يتمّ في وقت تتسارع فيه خطا هؤلاء القتلة نحو الهاوية، فقد نقلت الاخبار اليوم عن انقلاب اهل الفلوجة على الارهابيين العرب فيها، حتى وصل الحال الى تصفية بعض منهم ، وفي مقدمتهم ابو عبد الله السوري، وهو من الشخصيات المعروفة في جماعة الزرقاوي ، وقد عثر على جثته يوم الاحد الماضي ، وتبين انه اطلق عليه النار على رأسه وصدره خلال مطارد بسيارة بها مجموعة من رجال القبائل ، طبقا لحارس أمن ذكر انه شاهد العملية 0 وذكر جمال عدنان ، وهو سائق سيارة اجرة من اهالي الفلوجة أنه ( إذا لم يغادر العرب بإرادتهم ، فسنجبرهم على ذلك بالقوة0 ) ، كما ذكر أخر أن ابا مصعب الزرقاوي رجل مختل عقليا ، وأن نهايته قد اقتربت 0 وذُكر كذلك ان الاغلبية العظمى من سكان الفلوجة يشعرون بالنفور من الفظائع التي نشرها الزرقاوي وغيره من المتطرفين في العراق ، ولهذا فقد حرّم سكان الفلوجة على هؤلاء المجرمين السكن في احيائهم ، مما اضطرهم الى التجمع في منطقة السوق القديم ، ويرد بعض المراقبين هذا الانقلاب الى الغارات الجوية الامريكية المتواصلة على المدينة التي تشرد اكثر من نصف مواطنيها ، وقد يكون لهذا السبب وجاهة مقبولة ، لكن أهل الفلوجة يقولون : لقد خدعونا 0 فقد رحبنا بهم في البداية لاعتقادنا انهم اتوا لدعمنا، ولكن الان اصبح كل شيء واضحا 0 والشيء الواضح هذا هو أن التفكير العراقي ، والنظرة العراقية للاشياء يختلف وتختلف عن تفكير ونظرة هؤلاء المتخلفين ، فقد رفضت نساء الفلوجة طريقة الزي الذي حاول هؤلاء الجهلة فرضه عليهن ، ذلك الزي الذي لا يسمح الا بظهور عيون المرأة فقط ، كما أن عراقيا من أهل الفلوجة قتل كويتيا وهابيا من هؤلاء المجرمين ، حين قام هذا الكويتي بزجر المواطن العراقي لانه زار المقبرة لقراءة الفاتحة على روح جده ، فالمعروف أن المذهب الوهابي يحرم زيارة القبور على اتباعه خلافا لكل المذاهب الاسلامية ، ولكل الديانات السماوية ، وعندي أن عقولا متخلفة مثل عقول هؤلاء المجرمين ، لا يمكن لها أن تتلاقى مع عقل أي عراقي ، مهما كان مذهب العراقي هذا ، ومهما كان دينه ، فالعراقيون رغم كثرة الدجالين والمشعوذين ظلوا بعيدين عن خرفات الماضي ، متطلعين الى المستقبل أبدا ، رغم كل المحن التي نزلت بهم 0 واذا بات الارهاب في العراق يتدحرج نحو الهاوية ، وباتت نهايته تقترب شيئا فشيئا ، فما على الحكومة العراقية الا أن ترفض كل الدعوات التي يروج لها عرّاب الارهاب في ضرورة دعوة ممثليه في العراق للحضور الى المؤتمر الدولي المذكور ، هؤلاء الممثلون الذين تحرص مصر على تواجدهم فيه ، وفي مؤامرة واضحة من المؤامرات الكثيرة التي شاركت فيها الحكومات المصرية المتعاقبة ضد وطننا وشعبنا ، وعلى حكومة علاوي كذلك أن لا تقبل سلاما مع من يمثل الارهابيين من اهالي الفلوجة الا بعد تسليمهم للمجرمين العرب الذين قتلوا اطفالنا ونساءنا في الشوراع دون أدنى ذنب ، وتحت ذريعة فتوى صار اهل الفلوجة انفسهم يتناقلونها هذه الايام عن هؤلاء القتلة، تقول : كل عراقي كافر ، ويحل قتله ، ما لم يحارب الامريكان ! فهل هناك حقد على العراقيين اكثر من هذا الحقد ؟ وماذا يقول اعضاء هيئة رجال الدين الذين ما انفكوا يبررون لهؤلاء افعالهم الشنيعة بحق العراقيين والعراقيات ؟
#سهر_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جمهورية الارهاب والكباب !
-
ظرف الشعراء ( 25 ) : جميل بثينة
-
مقايضة الارهابيين !
-
حلال عليهم حرام علينا !
-
ظرف الشعراء ( 24 ) : أبو عطاء السندي
-
يستجدون الكلمات من العرب والمسلمين !
-
عروبة الارهاب !
-
الجهاد الاكبر خرافة من خرافات !
-
ظرف الشعراء ( 23 ) : الاخطل
-
يتوضؤون بدماء الاطفال !
-
الارهاب يتهاوى !
-
الشهيدة نادية العراقية !
-
لا حرب أهلية في العراق !
-
صلاة المنافقين !
-
هذا الفزع !
-
يلطفون أخبار الارهاب !
-
لا تؤجلوا الانتخابات !
-
ارهاب وليس مقاومة !
-
وأخيرا أفتى عنان !
-
شارع الشهداء وعرب صدام !
المزيد.....
-
أحداث أمستردام.. عنف بعد هتافات -معادية للعرب- وأخرى -مؤيدة
...
-
لحظات ذعر في وضح النهار.. موظف سابق يطلق النار على مديره مسب
...
-
مصر: فيديو لعصابة تضرب كلبا -ضالا- لابتزاز سيدة.. والداخلية
...
-
في استعراض عيد الشكر شخصيات كرتونية شهيرة تزين سماء نيويورك
...
-
-مؤامرة مقززة-.. طهران ترفض اتهامات واشنطن بالتخطيط لاغتيال
...
-
التغيّر المناخي والمعلومات المضلّلة: كيف تحوّلت قضيّة البيئة
...
-
واشنطن تطلب من قطر -طرد حماس- من أراضيها بعد رفضها لصفقة الر
...
-
-حزب الله- يستهدف موقعا للصناعات العسكرية في حيفا ويخوض اشتب
...
-
خبير عسكري: لهذه الأسباب يختلف القتال في جنوب لبنان عنه في غ
...
-
الشراكة بين المدنيين والعسكر مكسب أم مخاطرة؟.. خبراء يجيبون
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|