|
الترويع !
سهر العامري
الحوار المتمدن-العدد: 996 - 2004 / 10 / 24 - 04:07
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
في الدول الغربية ، التي عرفت الديمقراطية قديما ، أو تلك التي عرفتها حديثا ، والتي أخذت من لعبة الانتخابات وسيلة للوصول الى كراسي الحكم والسلطة ، يقوم التنافس بين الاحزاب في الموسم الانتخابي وفق أسس دعائية منظمة ، تبدأ في يوم معين ، وتنتهي بآخر معلوم ، معين كذلك ، وبين هذين التاريخين يحاول كل حزب أن يعرض بضاعته الانتخابية على جموع الناس ، وبصور مختلفة ، ولكنها حضارية ، بعيدة عن مبدأ العقاب السماوي الذي يبشر به بعثيو العراق الجدد ، مثلما يسميهم ابناء شعبنا الآن0 لقد اعتادت الاحزاب في الدول المتحضرة أن تعد الناس فيها بكل ما يسر ، وما يفرح ، فبالاضافة الى ما يصل صناديق بريد المواطنيين فيها من هدايا بسيطة تحمل دعاية هذا الحزب ، او ذاك ، يستطيع المواطن فيها أن يقف مع ممثلي تلك الاحزاب في أكشاشهم التي تنتشر في الشوارع الرئيسة من مدنهم ، كي يشرح كل ممثل له برنامج حزبه في حالة وصوله الى الحكم ، ذلك البرنامج الذي يتضمن وعودا مجدة في رفع نقدية ( راتب ) الطفل الذي يتقاضاها منذ اليوم الاول لولادته ، او رفع رواتب المتقاعدين ، وتطوير دور رعاية المسنين منهم ، او أحداث شوارع جديدة في كل المدن لراكبي الدرجات الهوائية ! أو زيادة رواتب المشتغلين في الدولة والقطاع الخاص، مع تخفيض الضرائب عليها ، أو العناية بصحة النساء الحوامل ، ومدّ فترة حضانة الاطفال الى اكثر من خمسة عشر شهرا ، يتقاضين فيها رواتب معلومة ، حتى ولو لم يكنّ قد عملن من قبل ، والى غير ذلك من عديد المكاسب التي تسهم في تطوير حياة الناس المادية والمعنوية اسهاما كبيرا، يعود بالنفع على الجميع 0 كل الاحزاب في الدول المتحضرة تتسابق نحو هذا الهدف في موسم الانتخابات ، وكل يريد أن يقدم للناس أفضل من الآخرين الذين يدخلون معه في حلبة السباق هذه ، وبقدر ما يستطيع هو ، وبنظرة تسودها روح العلم الى الواقع الاقتصادي الذي عليه تلك الدولة التي يتبارى فيها المتبارون من أجل خدمة الفرد والاسرة والمجتمع بصورة عامة ، وفي مثل هذه المواسم ينزل قادة الاحزاب ، وكوادرها المتقدمة الى الشوارع ، يلتحمون بالجماهير التي اعتادت أن تناديهم باسمائهم ، وليس بسيادة رئيس الوزراء الدكتور اياد علاوي ، او سعادة السفير العراقي الجديد ، علاء الهاشمي في المانيا ، مثلما يحلو للمتملقين منا أن يسميهما ، تلك الالقاب والكنى التي ورثها العرب والمسلمون ، وعلى مدى سنوات مديدة ، من حكم الملوك والرؤساء المستبدة 0 تصوروا لو أن رئيس الوزراء الدكتور أياد علاوي نزل الى الشارع بنصف سروال ، وعلى دراجة هوائية داعيا الناس لانتخابه في انتخابات العراق المقبلة ، وبذات الطريقة التي يحرض فيها مرشح الرئاسة الامريكي ، جون كيري ، الناس على انتخابه ، وهو يطوف في الشوارع بنصف سروال ، وعلى دراجة هوائية ، فماذا سيقول عنه بعثيو العراق الجدد من امثال احمد الصافي الذي أدخل هو ، وليس الدين الاسلامي ، كل عراقي لم يشارك في الانتخابات المقبلة الى نار جهنم دون وجه عدل وانصاف ، قول مثل قول خطيب جمعة ضريح الامام الحسين عليه السلام هذا يذكر العراقيين بشعارات البعثيين الخرقاء زمن صدام الساقط ، فقد اطلق البعثيون وقتها شعارات ملؤوا فيها شوارع العراق الكثيرة ، يقول واحد منها على سبيل المثال لا الحصر : من لا يعمل لا شرف له ! هذا الشعار الذي أحال ملايين العراقيات من ربات البيوت ، واللائي لم يزاولن عملا قط الى عاهرات ، مثلما كان يسخر البعض منا من شعارات فارغة كهذه ، والتي تدل على خواء فكري ما بعده خواء ، واليوم يأتي واحد من البعثيين الجدد مستخدما نفس الاساليب الترويعية والارهابية مع فقراء العراق الذين فرض صدام الساقط على الكثير منهم عزلة فكرية ، وثقافية ، واقتصادية ما عرفها العراقي من قبل ، ذاك العراقي المعروف منذ زمن بعيد بشغفه الكبير ، وحبه الجم لاقتناء الكتاب وقرآته ، وبدلا من سيف الموت والقتل الذي كان يشهره صدام بوجه ابناء شعبنا الميامين اشهر الصافي سيف التخويف والترويع بوجوهم الآن ، مستغلا الحالة المآساوية التي يمر بها شعبنا ، والتي سيتجاوزها عما قريب ، وفي سنوات قلائل قادمة ، وحينها سيتكشف له كل شيء 0 عجيب أمر البعث الجديد هذا هو أنه في الوقت الذي أدخل فيه احمد الصافي العراقيين ممن يمتنعون عن التصويت في الانتخابات القادمة الى جهنم ، نجد أن الشيخ السلفي مهدي الصميدعي ، إمام وخطيب مسجد ابن تيمية في بغداد، يقول : ( إن الانتخابات لا تكون إلا بخروج المحتل ولو على مراحل ، وان يرشح إلى الانتخابات من هو من الجنسية العراقية الأصلية المسلمة ، وان ينتخب من أهل العراق وأضاف بخلاف ذلك، من يدخل الانتخابات فهو عاص ) ، فمهدي الصميدعي هنا يرفض ترشيح العراقي من التبعية الايرانية ، كما يرفض كل ناخب عراقي لم يكن عراقيا صلبية ، ويجب أن تكون الانتخابات بعد انسحاب قوات الاحتلال تدريجيا ، وخلاف هذا يكون كل من يرشح أو ينتخب من العراقيين بوجود القوات الامريكية هو عاص ، وحكم العاصي في نار جهنم ، وعلى هذا اصبح العراقيون بحكم البعث الجديد ممن سيشاركون أو سيمتنعون في الانتخابات المزمع اجراؤها في مطلع السنة الميلادية الجديدة في نارجهنم ، تلك النار التي اصبح يهدد بها الطائفيون من سنة وشيعة ، ولا ندري نحن العراقيين من ذا الذي سلم الصافي او الصميدعي مفاتيح جهنم كي يدخلا هما العراقيين فيها ؟ ومن ذا الذي اعطاهم حق ترويع فقراء العراقيين ، وهم الذين خرجوا للتو من ترويع صدام الساقط الذي استبد بهم سنينا عجافا ؟ أما سمع احمد الصافي قول الامام علي عليه السلام حين جاءه أهل الكوفة، وهو على فراش الموت ، قائلين له : أ نبايع للحسن ؟ قال : لا أأمركم ، ولا أنهاكم ، وأنتم أعرف ؟ أ ولم يسمع مهدي الصميدعي قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا ؟
#سهر_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عين على الارهاب وعين على السلطة !
-
فاجرة يتعشقها الجميع !
-
ظرف الشعراء ( 26 ) : أبو العلاء المعري
-
شعب العراق الأول !
-
العراقيون ينهضون ضد الارهاب !
-
الارهابيون يتدحرجون الى الهاوية !
-
جمهورية الارهاب والكباب !
-
ظرف الشعراء ( 25 ) : جميل بثينة
-
مقايضة الارهابيين !
-
حلال عليهم حرام علينا !
-
ظرف الشعراء ( 24 ) : أبو عطاء السندي
-
يستجدون الكلمات من العرب والمسلمين !
-
عروبة الارهاب !
-
الجهاد الاكبر خرافة من خرافات !
-
ظرف الشعراء ( 23 ) : الاخطل
-
يتوضؤون بدماء الاطفال !
-
الارهاب يتهاوى !
-
الشهيدة نادية العراقية !
-
لا حرب أهلية في العراق !
-
صلاة المنافقين !
المزيد.....
-
ما علاقته بمرض الجذام؟ الكشف عن سر داخل منتزه وطني في هاواي
...
-
الدفاع المدني في غزة: مقتل 7 فلسطينيين وإصابة العشرات بقصف إ
...
-
بلينكن يبحث في السعودية اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق
...
-
مراسل بي بي سي في غزة يوثق أصعب لحظات تغطيته للحرب
-
الجهود تتكثف من أجل هدنة في غزة وترقب لرد حماس على مقترح مصر
...
-
باريس تعلن عن زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس الصيني إلى فرنسا
...
-
قبل تصويت حجب الثقة.. رئيس وزراء اسكتلندا يبحث استقالته
-
اتساع رقعة الاحتجاجات المناصرة لغزة في الجامعات الأمريكية..
...
-
ماسك: مباحثات زيلينسكي وبايدن حول استمرار دعم كييف -ضرب من ا
...
-
-شهداء الأقصى- تنشر مشاهد لقصف قاعدة -زيكيم- العسكرية
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|