أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - المصالحة الوطنية مصالحة بعث لبعث !















المزيد.....

المصالحة الوطنية مصالحة بعث لبعث !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1002 - 2004 / 10 / 30 - 05:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كل العناصر التي تلعب دورا مهما في حكومة علاوي الحالية يميزها عن بقية عناصر تلك الحكومة هو انتسابها السابق الى حزب البعث زمن صدام الساقط ، فهم في جلهم من البعثيين الذين غضب عليهم صدام الساقط في سورة من سورات غضبه ، ففروا من حزب البعث بجلودهم ، خوفا من الموت الذي كان سينزل بهم ، وهو موت محقق لا محال ، وفقا لتشريعات صدام المعروفة ، وتشريعات مجلس قيادة ثورته !
يتقدم هؤلاء اليوم رئيس الوزراء ، الدكتور اياد علاوي ، الذي طاردته مخابرات صدام الساقط الى العاصمة البريطانية ، واشبعته ضربا كان قد اشرف به على الموت المحقق ، لولا العناية الانجليزية – الامريكية 0
والمعروف أن الامريكان كانوا ولا زالوا مغرمين حتى الهيام بالبعث والبعثيين في العراق ، فتاريخ العلاقات الحميمة بينهم تمتد لسنوات طويلة، وقد تربى الكثير من عناصر قياداتهم في احضان دائرة المخابرات المركزية الامريكية في العاصمة اللبنانية ، وبمباركة من الرفيق القائد ، مشيل عفلق ! حين كان يزكي ما تزكيه دائرة المخابرات تلك من عناصر بعثية لقيادة تنظيمهم بالعراق ، وذلك بعد أن يمر هذا العنصر القيادي بفترة اختبار ، وامام رجال تلك الدائرة في مطعم الملك فيصل في بيروت ، فقد كتب قيادي بعثي من قيادة قطر العراق ، وهو أياد سعيد ثابت ، في مذكراته التي نشرت منذ سنوات ، كتب : ان القيادة القطرية في العراق قد فاجأها ترحيل الدكتور سعدون حمادي اليها ، وبدرجة عضو فيها ، مع أن القيادة بكل اعضائها لا يعرفون عنه شيئا ، لكنها اضطرت على قبول عضويته فيها بناء على ترحيله المزكى من امين القيادة القومية ، ميشيل عفلق ، ويبدو أن تزكية عفلق قد تمت بعد تزكية المخابرات الامريكية له ، وعلى هذا الاساس ، كما يبدو ، قد اطلق سراح الدكتور سعدون حمادي من سجنه في ابو غريب قبل ايام ، ومن ثم ترحيله الى عمان ، عاصمة الدولة الهاشمية ! كي يمنح الاقامة الدائمة فيها ، وبرغبة من دائرة المخابرات الامريكية التي ربته صغيرا ، واعتنت به كبيرا 0
لقد كانت الادارة الامريكية ، ولهذا التاريخ الحافل بالغرام بينها وبين البعث في العراق ، تطمح الى ازالة قيادته المتمثلة بصدام والاخرين ممن ضمت صورهم اوراق لعبة الورق ( البوكر ) ، وذلك لتمرد تلك القيادة عليها ، فامريكا على ثقة من انها لا تجد لها حليفا مخلصا في العراق من بين احزابه غير حزب البعث الذي ارتضى بالعمالة على طول تاريخه في العراق ، فبهذا الحزب نفسه نفذت امريكا انقلاب شباط الاسود سنة 1963 م ، وبه نفسه نفذت انقلاب 17 تموز المشؤوم سنة 1968 م 0
هذا التاريخ الطويل من العلاقات بين الدوائر الامريكية ، وبين حزب البعث في العراق ، سواء اولئك الذين يشكلون الطرف الثاني في لعبة شدة الحبل من المدافعين عن صدام ونظامه ، او اولئك الذين طردهم صدام ، والذين تربعوا على الكراسي المهمة في تشكيلة الحكم الجديد ، هو الذي يمنع حسم الامور في المأساة المستمرة التي يعيشها شعبنا اليوم ، وما المناداة بالمصالحة الوطنية التي يتبناها رئيس الجمهورية ، غازي عجيل الياور ، واخرون غيره إلا اعادة اللحمة الى صفوف حزب البعث ، ما بين طاردهم ومطرودهم ، وبرغبة اكيدة من البعثيين الذين سبق لصدام أن طردهم ، وفي مقدمهم رئيس الحكومة العراقية المؤقتة ، اياد علاوي ، مؤيدا من عناصر عسكرية بعثية تسلمت مراكز مهم في سلطة حكومة ، وبمباركة من الامريكان الذين يريدون صون حزبهم ، حزب البعث الاشتراكي العربي ، وإذا كان في كلامي هذا ما يثير ريبة احد ، فليسأل مثلي هذه الاسئلة : مع من يريد أن يصالح الياور العراقيين ؟ هل يريد أن يصالحهم مع قاتليهم من فلول صدام الذين ارتدوا الدين هذه الايام ، وتمترسوا في مدينة الفلوجة ؟ اما يشاهد الياور الجرائم التي يرتكبها هؤلاء المجرمون كل يوم بحق العراق والعراقيين ؟ هل راى كيف اريق دم تسعة واربعين عراقيا ، ثم أحد عشرا من فقراء العراق الذي يحتمي بهم هو وعلاوي والشعلان ؟
إن دعوة الرئيس الياور الى المصالحة الوطنية في كلمته امام وفد زائر له من اهالي كربلاء ، لا تعني غير المصالحه بين البعثيين انفسهم ، بين المطرودين منهم زمن صدام ، وبين طاريهم من المستميتين في الدفاع عن تاريخهم وتاريخ صدام الاسود ، فالشعب العراقي في الجنوب والشمال ، وفي اجزاء كثيرة من الوسط قد شطب على حزب اسمه حزب البعث ، ولم يبق الا اولئك الذين تمسكوا بالطائفية شعارا ، يدافعون عن صدام و مصالحهم زمن حكمه ، والذين رفضوا القبول بالواقع السياسي الذي عليه العراق الان 0 ففي الوقت الذي يمد فيه علاوي وحكومته لخور فيه وفيها يد المصالحة لمجرمين مثل هؤلاء ، وفي الوقت الذي يرتفع فيه صوت الياور في الدعوة الى المصالحة البعثية البعثية نجد أن هؤلاء يزدادون عنادا ، ويرفضون التفاوض مع حكومة علاوي والامريكان ، ويهاجمون كل بعثيّ يريد أن يفاوض ، ويرون أن لا حل ، ولا مصالحة الا تحت شروطهم هم ، وهي خمسة ثوابت كما سموها :
1- انسحاب القوات الاميركية وحلفائها من العراق وبدون قيد او شرط 0
2- اعادة الشرعية لكل ماهو قائم في العراق قبل الاحتلال والغاء كافة القرارات الصادرة عنه، وعن حكومته 0
3- اعادة الشرعية لقيادة الرئيس المخلوع صدام حسين 0
4- تعهد اميركا وحلفاءها ومن خلال قرار لمجلس الامن الدولي وبضمانة مجموعة من الدول المحايدة لتشكيل صندوق لاعادة اعمار العراق 0
5- اعتراف اميركا وحلفاءها باحتلال العراق وغزوه وتحمل كافة المسؤوليات المترتبة على ذلك0
هذه هي شروط فلول البعث من القتلة والمجرمين ، والذين ما انفكت جرائمهم تلاحق العراقيين بسياراتهم المفخخة ، وبعمليات الاختطاف المستمرة ، وبعمليات الاغتيال المتلاحقة ، وبمبارك من هيئة الخطف ، وخطباء الجمعة والجماعة 0 فماذا يقول علاوي بشروط كهذه ، هل ما زال بانتظار اوامر السيد الامريكي ، وهو يرى دماء العراقيين تراق كل يوم ؟ وإذا كان علاوي لا يستطيع الاجابة على عادته ، فماذا يقول الياور بهذه الشروط ؟ فهؤلاء القتلة يريدون اعادة صدام ونظامه الى العراق ، ومثلما كان من قبل ، واعادته هو الى السعودية حيثما اتى ، فهل هذه هي المصالحة الوطنية التي يبشر بها الياور ؟



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معهم في الكويت ضدهم في العراق !
- الجنوب المذبوح أبدا !
- ظرف الشعراء ( 27 ) : العكوك
- التفاوض والقتل !
- الترويع !
- عين على الارهاب وعين على السلطة !
- فاجرة يتعشقها الجميع !
- ظرف الشعراء ( 26 ) : أبو العلاء المعري
- شعب العراق الأول !
- العراقيون ينهضون ضد الارهاب !
- الارهابيون يتدحرجون الى الهاوية !
- جمهورية الارهاب والكباب !
- ظرف الشعراء ( 25 ) : جميل بثينة
- مقايضة الارهابيين !
- حلال عليهم حرام علينا !
- ظرف الشعراء ( 24 ) : أبو عطاء السندي
- يستجدون الكلمات من العرب والمسلمين !
- عروبة الارهاب !
- الجهاد الاكبر خرافة من خرافات !
- ظرف الشعراء ( 23 ) : الاخطل


المزيد.....




- أحذية كانت ترتديها جثث قبل اختفائها.. شاهد ما عُثر عليه في م ...
- -بينهم ناصف ساويرس وحمد بن جاسم-.. المليارديرات الأغنى في 7 ...
- صحة غزة: جميع سكان القطاع يشربون مياها غير آمنة (صور)
- تقرير استخباراتي أمريكي: بوتين لم يأمر بقتل المعارض الروسي ن ...
- مسؤول أمريكي يحذر من اجتياح رفح: إسرائيل دمرت خان يونس بحثا ...
- شاهد: احتفالات صاخبة في هولندا بعيد ميلاد الملك فيليم ألكسند ...
- مليارات الزيزان تستعد لغزو الولايات المتحدة الأمريكية
- -تحالف أسطول الحرية- يكشف عن تدخل إسرائيلي يعطل وصول سفن الم ...
- انطلاق مسيرة ضخمة تضامنا مع غزة من أمام مبنى البرلمان البريط ...
- بوغدانوف يبحث مع مبعوثي -بريكس- الوضع في غزة وقضايا المنطقة ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - المصالحة الوطنية مصالحة بعث لبعث !