ظرف الشعراء (32 ) : ربيعة الرقي

سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1057 - 2004 / 12 / 24 - 08:25
المحور: الادب والفن
    

هو ربيعة بن ثابت الانصاري ، يكنى أبو ثابت ، أو أبو شبابة ، ولد في مدينة الرقة من الشام ، ونشأ بها ، ونسبته الى الرقة ، مثلما ينسب العراقيون البطيخ الاخضر إليها ، وهو شاعر مطبوع ، ضرير كبشار بن برد ، استقدمه الخليفة المهدي الى بغداد ، فمدحه ونال جوائزه ، كما مدح غيره من خلفاء بني العباس 0 ولكنه قد كان يهجو ممدوحيه إن هم قصروا في عطائه 0 امتدح مرة العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ، وهو عم الخليفة هارون الرشيد فقال :

لو قيل للعباس يا ابن محمد ٍ
قُلْ (لا) وانت مخلد ما قالها
ما إن أعُدّ من المكارم خصلة ً
إلا وجدتك عمها أو خالها

فاعطاه العباس دينارين على قصيدته تلك ، وبدلا من آخذها قدمها الرقي هدية للرسول الذي حملها إليه ، طالبا منه أن يحمل معه أبياتا أخرى في هجاء العباس إليه تقول :

مدحتك مدحة السيف المحلى
لتجري في الكرام كما جريتُ
فهبها مدحة ذهبت ضياعا
كذبتُ عليك فيها وافتريتُ
فأنت المرء ليس له وفاء ٌ
كأني إذ مدحتك قد رثيتُ

وقال الرقي يمدح يزيد بن حاتم ، ويهجو يزيد بن أسلم السلميّ :

لشتان ما بين اليزيدين في الندى 1
يزيد سليم والاغر ابن حاتم
فهمّ الفتى الأزدي إتلاف ماله
وهمّ الفتي القيسي جمع الدراهم

كان الرقي قد تعشق جارية لرجل من أهل الكوفة ، وكانت دار هذا الرجل تقع الى جوار رجل جعفيّ 2 ، فقال :

جعفيّ جيرانها فقد عطرت
جعفيّ من نشرها وريّاها

فقال له رجل من جعفى : أنا جارها بيت بيت ، والله ما شممت من دارهم ريحا طيبة قط ، فتشمم ربيعة الرقي رائحته ، وقال : وما ذنبي إذا كنت أنت أخشم لا تشم ، والله اني لأجد ريحها وريح طيبها منك ، وانت لا تجده من نفسك !
وقال متغزلا :

ولما أن رأك الناس قالوا
تعالى الله رب العالمينا
بدت منك الروادف مشرفاتٍ
روادف لم تدع للناس دينا
فقد أعطاك ربك فاشكريه
جمالا فوق وصف الواصفينا
إذا أقبلت رعت الناس حسنا
وإن ادبرت قيدت العيونا
ولو أن النساء ملكن أمرا
لكنتِ إذن أمير المؤمنينا
===================
1- الندى : الكرم
2- الجعفي : نسبة الى قبيلة جعفى

#سهر_العامري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل