|
الجلبي يفتي بحمل السلاح !
سهر العامري
الحوار المتمدن-العدد: 1099 - 2005 / 2 / 4 - 11:30
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
قبل أن تعلن المفوضية العليا للانتخابات في العراق النتائج النهائية المتحققة لهذا الطرف ، أو ذاك من المشاركين في تلك الانتخابات على غزارة عددهم ، وعديدهم ، راح السيد عبد العزيز الحكيم يعلن سحقه للاخرين من العراقيين ، وليس من غيرهم ، مستبقا الاعلان الرسمي الذي تملك حقه إذاعته المفوضية تلك ، والتي قبل عبد العزيز حكمها بنفسه ، مثلما قبله كل طرف شارك في لعبة الانتخابات التي جرت مؤخرا في العراق ، وإلا فعلام وافق عبد العزيز على خوض تلك الانتخابات ، وهو يعلم أن حكم الفيصل فيها ، وفي كل مراحلها ، يظل بيد تلك المفوضية التي يحمل عنها السيد عبد العزيز ، ثم الجلبي من بعده ، قدرا كبيرا من الشكوك للحد الذي أخذ فيه موقع بدر المؤتمِر بأمر الحكيم يعلن عن نتائج مبتورة في هذا المركز ، أو ذاك ، وفي خطوة مخالفة للوائح القانونية الانتخابية 0 كان المفترض بالسيد الحكيم أن يتريث قليلا في اعلان سحقه للاخرين من العراقيين ، والذي لن يتحق شيء منه على الاطلاق لجملة من الظروف ، أولها الحربة الامريكية المشرعة فوق رأس الحكيم نفسه 0 كان عليه أن يتريث حتى ظهور النتائج الرسمية ، والاعلان عنها من فم صاحبة القرار ، المفوضية العليا للانتخابات ، مثلما أشرت الى ذلك من قبل 0 رب سائل يسأل لماذا استعجل الحكيم أمره ، وأعلن سحقه ، وهو الذي خبُر مساومات مؤتمر لندن الذي قبل أن يدخل من بوابته الى عالم أمريكا ، وبواسطة سمسارها المركول حاليا ، أحمد الجلبي ؟ الملاحق للاخبار يستطيع أن يقول : إن الذي زرع هذا القدر الهائل من الشك في نفس الحكيم عن عمل المفوضية هو تصريحات الولي الفقيه ، السيد علي خامنئي التي استبق فيها الأحداث قبل اجراء الانتخابات مقررا : إن الانتخابات في العراق ستتعرض الى تزوير ، وإن لا ، فالى انقلاب عسكري ! وإذا كان واقع الحال هكذا ، فلماذا يسلم الحكيم ، والجلبي ، واخرين غيرهم لحاهم ، مثلما يقول هلنا في العراق ، الى مفوضية انتخابات مشكوك في نزاهة رجالها ؟ هؤلاء الرجال الذين ما انفكوا يرددون القول تلو القول في أن عد الاصوات لازال في الربع الاول من مجموعها ، وأنهم بحاجة الى أيام أخر للفراغ من عدها جميعا ، لكن هذا الكلام ، على ما يبدو ، لم يرقْ للسيد احمد الجلبي الذي راح يهدد بحمل السلاح ، ويطالب برئاسة الوزارة ، مدعيا أنه ، كرئيس للمجلس الشيعي هذه المرة ، وليس للمؤتمر الوطني ، يملك ثلث الاصوات مما حققته قائمة الائتلاف العراقي الموحد ، هذا وقبل أن تظهر نتائج الانتخابات بعد ، وهو في قوله هذا يسعى ليس لتخريب علاقاته مع مجمل اطراف العملية الانتخابية فحسب ، وإنما مع اطراف قائمة الائتلاف العراقي الموحد التي أراد منها الجلبي أن تكون حصان طروادة يعبر عليه الى رئاسة الوزارة العراقية ، مشفوعا بالابتهلات الايرانية ، تلك الابتهلات التي لن تحمل أي شيعي ، عراقي ، متعلق بايران الى رئاسة الوزارة العراقية ، وهذه الحقيقة يدركها الجلبي جيدا ، فهو قد تدفأ بحضني أمريكا ، وأيران معا ، ويعلم علم اليقين أن الذي يحكم العراق الآن هو أمريكا ، وليس أيران ، ويعلم كذلك أن الحاضن الأول ، أمريكا ، قد رماه رمية لن يقوم له مستقبل سياسي بعدها ، وهو يدرك ، أكثر من آخرين غيره ، قساوة الحكام الرأسماليين في اصدار احكامهم ، وحين ( يسلتون خيط رجل ما ) على حد تعبير أهلنا في العراق ، فعلام يشهر الجلبي سلاحه ؟ ومن ذا الذي سيقاتل معه ؟ وأي من الاعداء سيقاتل ، وسيقاتلون ؟ إذا كان السيد الجلبي يعتقد أن الشيعة سيقاتلون معه الجيوش الامريكية الجاثمة على صدر العراق ، والتي جاء الجلبي على ظهور دباباتها ، فهو على وهم كبير وخطير في آن واحد ، فشيعة العراق لا يمكن لهم الدخول في حروب الجلبي ، وهم الخارجون للتو من حروب صدام الساقط 0 الشيعة في العراق ينشدون الأمن ، والسلام الآن لهم ، ولاخوتهم في المواطنة من سنة عراقيين ، واكراد ، واخرين غيرهم ، وتحت علم عراقي يعيش تحته العراقيون منصفين ( بفتح الصاد ) في الحكم ، مقدرين في الحق ، والواجب ، وبعيدا عن الفتنة الايرانية ، وحرب النيابة عن ايران ، هذا الوجهة التي يريد الجلبي أن يقود الشيعة في العراق لها ، فراح يتهم أياد علاوي هذه المرة برشوة موظفي المفوضية العليا للانتخابات ، مع علمه أن رئيس تلك المفوضية هو رجل شيعي ، اسمه عبد الحسين الهنداوي يعمل بعراقية مخلصة على ما يبدو ، ثم أن علاوي نفسه محكوم بخيارات دولية ، وليس بخياراته الشخصية ، فهو لن يستطيع أن يتجاوز خيارات دولة ، مثل أمريكا ، لها جيش عرمرم ، جاثم على صدر العراق ، تلك الخيارات التي هي ليس في صدد لغة السحق التي تحدث عنها السيد عبد العزيز الحكيم ، وإنما بصدد لغة اللا غالب واللا مغلوب ، وبغض النظر عن نتيجة الانتخابات التي أدلى بعض العراقيين فيها باصواتهم خشية من نار جهنم التي توعدتهم بها قائمة الجلبي ، وأخرين غيره 0 لغة اللاغالب ، واللامغلوب تلك هي التي تريد أوربا أن تسمعها من الرئيس الامريكي ، جورج بوش ، القادم اليها ضيفا ، منتصرا غب أيام قلائل من الآن ، وهي ذات اللغة التي كانت مدار حديث مطول ، استغرق عشرين دقيقة ، جرى قبل يومين بين الرئيس الامريكي ، جورج بوش ، وبين الرئيس أياد علاوي ، وعلى إثره بادر علاوي لجمع أغلب الاطراف المشاركة في الانتخابات ، وغير المشاركة فيها ، مثل الحزب الاسلامي ، في اجتماع موسع ، مستثنيا حزب احمد الجلبي ، المؤتمر الوطني ، ومجلسه الشيعي ، من الاجتماع المذكور ، وبرغبة أمريكية على ما يبدو، وبسبب من الشفرة التي ذبح فيها الجلبي نفسه ، ومستقبله السياسي 0
#سهر_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أوربا وقميص عثمان !
-
الما يحب العراق ما عنده غيرة !
-
من أسقط صداما ؟
-
ما كان أهل جنوب العراق سذجا يوما !
-
نيران الفتنة قادمة من أيران ! سهر العامري
-
الجلبي دولة مرشدها آية الله الخامنئي !
-
الانتخابات خيط من فجر الديمقراطية في العراق !
-
ما بين الجبهة الوطنية وائتلاف المرجعية !
-
ظرف الشعراء ( 31 ) : عُلية بنت المهدي
-
نظرية المال عند صدام !
-
الحاكم والناس والدين في العراق !
-
الطائفية مرض الماضي يعيش في الحاضر !
-
ظرف الشعراء (32 ) : ربيعة الرقي
-
قيض من فيض التخريب الايراني في العراق !
-
ظرف الشعراء ( 31 ) : أبو الشمقمق
-
الحزب الشيوعي العراقي : العمل الجماهيري والانتخابات !
-
إبن فضلان سفير العراق المقيم في أوربا
-
ظرف الشعراء ( 30 ) : أبو الهندي
-
ظرف الشعراء ( 29 ) : العتابي
-
بين البصرة وبهرز الحجة اطلاعات يصول !
المزيد.....
-
أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي
...
-
كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير
...
-
جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
-
الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
-
الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
-
احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
-
شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي
...
-
نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
-
تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
-
الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|