أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - أخطر جرائم السرقات هي سرقة حرية الإنسان














المزيد.....

أخطر جرائم السرقات هي سرقة حرية الإنسان


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 3755 - 2012 / 6 / 11 - 01:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من ثوابت الأمور والمؤشرات في قياس درجات الفساد بما فيها إفساد تربية الجيل الوليد هي الأزمات . الظاهرتان متلازمتان مع بعضهما بصورة طردية ، فكلما تصاعدت الأزمة إزدادت معها وتيرة الفساد ، لكون المجتمع يوجه أنظاره نحو تلك الأزمة بإنتظار معالجتها وخروج البلد منها بأقل الخسائر ، تاركٌ في ذات الوقت مراقبة عمليات الفساد والذين يباركونه ، وقد أصبحت من بديهيات الأمور أنَّ المتسببين في صناعة وخلق الأزمات هم الذين يمارسون الفساد ، بكل صوَره ، مباشرةً أو عن طريق وكلائهم وسماسرتهم في السياسة والدين .
إنَّ أزمة سحب الثقة من رئيس الوزراء حُبلى بما هو أخطر، فقد تمَّ إستغلالها كما هو مُخطَط له من خلال نشاطات وتصريحات أحزاب الدين السياسي في الآونة الأخيرة لمعرفة ردود أفعال الشارع العراقي ومدى تجاوبه وتقبله لطروحاتهم الظلامية المتخلفة والتي يحلمون بتحقيقها على ارض الواقع .
لقد حُصِرَتْ عملية بناء الديمقراطية بين فَكَّي الفتاوى الدينية المتحجرة وتكرار تطبيق الأساليب النازية الهتلرية والبعثية : - ففي خُضَم الأزمة الحالية أطلَق المرجع الديني – كاظم الحائري – فتواه بعدم ترشيح شخصية علمانية لمنصب رئيس مجلس الوزراء ، وبذلك فهو يعلن الحرب على العلمانية بَشراً وقيَماً وأفكاراً ، ثُمَّ تَبِعهُ شاب في الثلاثينات من عمره في محافظة واسط ويحمل لقب ( البطاط ) مقدِّماً نفسه بصفة ( الأمين العام لحزب الله في العراق ) ،اعلَنَ هذا الشخص وأمام الفضائيات بأنه ومَن معه يتماشون مع الديمقراطية لغرض الوصول الى هدفهم النهائي ، ألا وهو إقامة نظام ثيوقراطي أي نظام التنصيب ، حسب قوله ، يعني يجري تنصيب الحاكم مِن قِبَلْ الطغمة الدينية صاحبة النفوذ وما الشعب إلاّ قطيع من البهائم لايَحقُ له الإعتراض . وبالأمس القريب جرى حفل تكريم – الطفلات اليتيمات – برعاية محافظ بغداد معزّزٌ بخطبة عضو مجلس النواب رجل الدين علي العلاق ، الذي بدوره ألقى مواعظه وإرشاداته على تلك الطيور البريئة غير الملوثة ، بقوله ، أنّهنَّ بَلَغنَ التاسعة من العمر فيتوجَّب عليهنَّ الحجاب والصلاة والصوم ، لكن عندما أجرَت الفضائيات لقاءات مع البعض من تلك اليتيمات وسُؤلنَ عما إذا جئنَ محجبات من بيوتهنَّ وبمحظ إرادتهنَ ، كان الجواب المقرون ببراءة الطفولة – أنهنَّ بُلِّغنَ بوجوب الحضور الى الإحتفال من أجل تكريمهنَّ بالهدايا وعندما وصلنَ الى المكان جرى تحجيبهنَّ - !!؟؟ . إنّ هذا الفعل المستَهجَن يدلُّ على قبح ومرض ذهنية فاعلهِ وما هو إلاّ تلويث لعقول تلك البراعم اليانعة والزهور المتفتحة وجعلها مدَجَّنة كالإمّعات ومنعها من طرح أية تساؤلات ، لكون ملكية وحق التفكير لتلك العقول تعود لأصنام الإسلام الطائفي .
سؤالي الى محافظ بغداد الذي كان يعيش ولسنوات في هولندا والى عضو البرلمان – العلاق – الذي عاش في الدنمارك ، كيف تسير عملية تربية الأطفال في تلك البلدان وهل يجري حشو عقولهم بغيبيات التوراة والانجيل والقرآن ؟ الجواب كلاّ ، لأنّ منهاج التربية ينصب على تطوير مواهب الأطفال في كافة الحقول العلمية والثقافية والرياضية والاجتماعية والنظر الى القانون بكل إحترام وتقديس والتأكيد على إحترام حقوق الإنسان وفي مقدمتها حريته الكاملة المقنّنة التي لايحق لأحد إستلابها . إنّ الإجراء الذي قاما به يذكرنا بما قام به هتلر وحزبه النازي عندما أسّسَ طلائع النازية في المدارس الإبتدائية زارعاً في عقولهم الأفكار النازية والاستهانة بجميع الأعراق البشرية ، ولم تتخلص المانيا بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية من تلك الأفكار إلاّ بعد عدة عقود ونشوء أكثر من جيل ، وقد حذا الطاغية صدام حذو هتلر في هذا المجال وأسّسَ ما تُسمى – أشبال صدام – هذا الجيل تشبَّع ونشأ بأفكار ، القائد الضرورة ، الملوثة التي لاتزال آثارها واضحة وذات تركة ثقيلة على المجتمع . من الواضح أنّ السيدَين المذكوران كانا ولايزالان يعيشان بمعزل عن متغيّرات حركة التاريخ ومسيرة تطوّرأفكار الشعوب وجهلهما لأسباب نهوض تلك البلدان وشعوبها ، التي عاشا بين ظهرانيها ولا يدركان ومَنْ معهما أنّ الأحزاب السياسية ذات الأفكارالشمولية المتقوقعة والمنغلقة على نفسها سيكون مصيرها الزوال ، لأنَّ الشعوب التواقة للحرية لن تتوفق عن حراكها الإرتقائي .



#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة تشويه وإلغاء المنجزات الإقتصادية لثورة 14 تموز وإحتضان ...
- البنك المركزي بين مطرقة صندوق النقد الدولي وسندان الفساد الم ...
- ما وراء الدعوات لتوزيع عوائد النفط وخطورتها على الاقتصاد الو ...
- أكذوبة التبادل التجاري
- قوى التيار الديمقراطي والمؤتمر الوطني
- نبذة عن كتاب - دراسات في التحليل الإقتصادي -
- الأزمات الإقتصادية مزمنة وليست طارئة
- الخوف من إرتقاء ساحة التحرير الى مستوى ميدان التحرير في صنع ...
- الشعوب أسمى وأنزَه وأنظف من أنظمتها الحاكمة
- كوميديا تراجيدية البرلمان العراقي
- كوميديا تراجيدية البرلمان العراقي
- هل سيُلدَغ التيار الديمقراطي مرةً أخرى من ذات الجحر ؟
- أهكذا يُكافأ أصحاب الأيادي البيضاء !؟
- أهكذا يُكافأ أصحاب الأيادي البيضاء !؟
- لعبة خلط الأوراق لا تنجح دائماً وخنق التظاهرات هو مؤشر على ب ...
- هدير الديمقراطية قادم لا محال ... وقرارات مجلس النواب لن تجد ...
- ضرورة مراجعة المواقف قبل فوات الأوان ويكفي إستغباء الشعب
- ضرورة مراجعة المواقف قبل فوات الأوان ويكفي إستغباء الشعب
- إنطلاقة شارع المتنبي والأخطار المحدقة بها
- الحرية قبل الخبز


المزيد.....




- قتلى وجرحى جراء غارات إسرائيلية على سجن إوين في محافظة طهران ...
- مكتب نتنياهو يعلن قصف موقع رادار بإيران بعد سريان وقف إطلاق ...
- ماذا دار بين أمير قطر ورئيس إيران بأول اتصال بعد الهجوم الصا ...
- ماذا حدث بين إسرائيل وإيران بعد دخول وقف إطلاق النار حيز الت ...
- كيف طورت إيران برنامجها النووي؟
- تفوّق جوي مقابل تكتيك صاروخي: حرب إيران وإسرائيل تكتب معادلت ...
- تعطّل القطارات يثير شبهات التخريب قبيل قمة الناتو في هولندا ...
- إيران تؤكد احترام وقف إطلاق النار إذا قامت إسرائيل بالمثل
- ترامب ينتقد إسرائيل بسبب هجماتها على إيران بعد وقف إطلاق الن ...
- امتعاض في إسرائيل بعد انتقادات ترامب


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - أخطر جرائم السرقات هي سرقة حرية الإنسان