داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 3729 - 2012 / 5 / 16 - 15:28
المحور:
كتابات ساخرة
الايام هذه هي موسم نزول المشمش ، هذه الفاكهة اللذيذة ذي العمر القصير والتي اصبحت مضرب المثل في كل القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية . فيقال مثلاً هل صحيح ان البرلمان سوف يقر قانون الاحزاب ، فيكون الجواب بالمشمش .
او يقال ان الحكومة سوف تعين جميع اصحاب الشهادات وسوف تستغني عن الاميين والجهلة وانصاف المثقفين بما فيهم المنضوين تحت لائحة كتلها واحزابها ، فيأتي الجواب بالمشمش . اذا سمعت احدهم يقول لك ان مسعود البرزاني سوف يكف عن اللاعيبه السياسية ، فقول له : بالمشمش . واذا سمعت خبراً صحفياً جاء فيه بان الحكومة بصدد تعديل قانون التقاعد العام بحيث يجلب الفائدة الى جميع المتقاعدين الذين افنوا زهرة شبابهم في خدمة الوطن واضاعوا اجمل ايام اعمارهم في روتين الوظيفة ، فعلق على هذا الخبر : بالمشمش . واذا قيل لك ان قانون حماية الصحفيين فعلاً يحمي الصحفيين فقل بالمشمش .
اما لماذا صار المثل يضرب بالمشمش فهو لقصر عمر هذه الفاكهة التي حرم من تناولها جميع الفقراء وذلك لسعرها الباهض .
ولقد سئلت امي (رحمها الله) عن سبب قصر عمر المشمش ، فاجابتني بلهجة طيبتها الجنوبية الموغلة بالبساطة ، قائلة بان المشمش روحه عزيزة ، وكنت ساعتها لا افهم ما هو دخل عزة النفس او الروح بقصر العمر .
ويبدو ان المشمش هذا مظلوم اشد من الظلم الذي وقع على العراقيين ، او قل كلاهما مظلومان العراقيون والمشمش . فالمشمش قد تحدثنا عن الظلم والحيف الذي اصابه ، اما العراقيون فظلمهم لا يعد ولا يحصى ، فالفقر لازال يعصف بهم ، واما الجهل والامية والبطالة فهي فيهم علامة فارقة .
اما الخدمات فهي المعضلة الكبرى التي عجزت عن حلها الحكومة ويأتي على رأسها مسألة الكهرباء ، فيقال ان 2050 هو عام حل الكهرباء وبعد هذه السنة سوف نسعد في ظل كهرباء لا تنقطع ساعة واحدة . وهذا يذكرني بمثل شائع جداً يقول : ( موت ياحمار لمن يجيك الربيع) فالذي يقول لك بان ازمات ومعاناة العراقيين سوف تحل ، وان الظلم الذي وقع عليهم سوف ينتهي ، فقول له ، وبدون خوف او وجل : بالمشمش .
#داود_السلمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟