داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 3596 - 2012 / 1 / 3 - 13:03
المحور:
كتابات ساخرة
احد المواطنين كلما راني ذاهبا الى عملي في الجريدة يعترض طريقي ويسلم علي ويذكرني بنفس الكلام الذي يقوله لي كلما راني ، والكلام هو :
متى تكتب مقالا حول تبليط الشوارع في بلدية الرشيد اللازقة (50-51-53) .
وها انذا البي ما وعدت به هذا المواطن طيب القلب الحريص على تطوير بلده ، حتى يراه في مصاف الدول المتقدمة حضاريا وتكنولوجيا وعلميا .
بصراحة المواطن العراقي الذي انتخب هذه الحكومة واختارها لتلبي طموحه وآماله التي عصفت بها رياح السياسة والمصالح الشخصية والنفعية ، قد غسل يده ( من العكس) اي المرفق ولم يعد يؤمن بها وهو يرى بأم عينه حجم الفساد الاداري والمالي في كل مكان ، ابتداء من ابسط موظف الى اعلى مسؤول في الدولة ، ناهيك عن الخراب والدمار والفوضى العارمة التي تجتاح البلاد ، بالاضافة الى العمليات الارهابية والاغتيالات التي تطال المسؤول وغير المسؤول الاستاذ الجامعي والشرطي البسيط .
لا ادري من المسؤول المباشر عن تبليط الشوارع : هل هي امانة بغداد ؟ ام مجلس المحافظة ؟ واذا ما حصل من تبليط شارع (ونادرا ما يحصل) فانهم يبلطون على الاتربة والاوساخ والمياه ، من دون ان يجرون عملية مسح الاتربة وشفط المياه ، فلم تمض الا ايام قلائل حتى ينهار التبليط ، وتعود حليمة الى عادتها القديمة ، فيهلل المقاول ويرقص طربا من شدة (اللغف) . وقد شاهدت اكثر من مرة بام عيني العمال وهم يبلطون على الاتربة والاوساخ في بعض شوارع مدينة الصدر ، وفي منطقة البتاوين في الباب الشرقي ، وفي بعض الازقة في منطقة الجادرية . اقول لم لم يكن هناك اتفاقا مبرما ما بين المقول والمسؤول على هذا العمل غير الانساني ولا الوطني لما تجرء المقاول فعل ذلك تلقاء نفسه ولخاف من ان يفسخ العقد فيخسر خسارة كبيرة .
ان الاموال التي تصرف على تبليط الشوارع مرعبة وخيالية ، واذا ناتي الى الواقع نرى ربع مثقال من ذلك لم يتحقق على ارض الواقع حيث تذهب هذه الاموال الى جيوب المفسدين ، وما اكثرهم .
#داود_السلمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟