داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 3354 - 2011 / 5 / 3 - 11:59
المحور:
كتابات ساخرة
هذا العنوان ليس عنوان قصة قصيرة، ولاعنوان مقال ساخر وان كان يصلح لكلاهما، لكنه حدث واقعي بحق وحقيقة. فقد اذيعت اذاعة الـ(BBC) عصر يوم السادس من نيسان (ابريل) خبراً مفادته: ان جمعية تعتني بالحيوان كرمت حماراً ولم تحدد اسلوب او طريقة التكريم وبينت الإذاعة إن أسباب تكريم هذا الحيوان من قبل الجمعية لجهوده المشّرف وموقفه الإنساني(وهذا الكلام الأخير لي) الذي ابداه الحمار من انقاذ بقرة هجم عليها كلب مسعور أراد أن يفترسها ويجعلها لقمة سائغة في فاه، فاعترض الحمار طريق الكلب وانقذ البقرة من أنيابه.
الجمعية بدورها فور وصولها هذا النبأ ومعرفتها بموقف هذا الحمار ونبله حيال حيوان مسالم اعزل، اتصلت بالحمار هاتفياً، او بالأحرى بذوي الحمار وكرمته، وكنت أتمنى أن اعرف نوعية التكريم حتى يطمئن قلبي، هل كان التكريم من وسام الرافدين ومن الدرجة الأولى؟! أم على طريقة ساستنا هذه الأيام! فساستنا حينما يقوم بعضهم بتكريم أرامل او أيتام او شيء من هذا القبيل يكون التكريم رمزيا، لا يسمن هؤلاء الأيتام والأرامل ولا يغنيهم من جوع، وتذهب آمال حفل التكريم المخصصة للدعاية والنشر والإعلان، ولا يكسب هؤلاء سوى عناء المجيء الى الحفل.
وحقيقة عندما سمعت هذا الخبر تمنيت من الأعماق لو كنت مكان هذا(المطي) الحمار او على الأقل لو كان لي موقف يشابه هذا الموقف لكنت افتخر به الى يوم القيامة، لكنني تذكرت بأنني لست سياسيا، بل مجرد كاتب مقال لا يساوي رأيه عند السياسي جناح بغوضة. وعلى كل حال ، فالنتيجة التي توصلنا اليها: ان هذا الحمار صاحب غيرة ، وايضا شريف ونزيه، ولو كان بعكس هذا لتقاسم مع الكلب هذه الفريسة بجنح الليل(ولا من شاف و لا من درى) كما يفعل هذه الأيام بعض الساسة في الوزارات ودوائر الدولة ومؤسساتها من فساد إداري ومالي ورشوة ومحسوبية، لو درى بها هذا الحمار لشق قميصه من قـُبل لا من دبر وخرج للناس عريانا من كل شيء إلا من الغيرة التي ينقذ بها البقر مستقبلاً.
#داود_السلمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟