القراءة واسرارها

داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 3152 - 2010 / 10 / 12 - 13:06
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

لا اعتقد في قرارة نفسي ان هناك أعظم فائدة ومتعة معاً من القراءة . فالقراءة بشتى أنواعها وتعدد مصادرها ، اعني قراءة الكتب العلمية والأدبية والثقافية والفلسفية وغيرها، تعلمنا كيف نفكر وكيف نتكلم وكيف نعمل . فلولا القراءة لأصبحنا جهلة أميين، وهي ايضاً توسع مداركنا وتزودنا بالمعرفة ، ومنها نستطيع ان نعيش الحياة ونفهم أسرارها ، وندرك ان هناك اسراراً في السموات والأرض وماوراء الطبيعة ، هذه الأسرار قد لايصدقها العقل للوهلة الأولى ، لكن التمعن بها ودراستها دراسة موضوعية عقلية نتأكد صحتها ، والقول بها.
والقراءة هي المرحلة الأولى لكسب العلم، وبالعلم نستطيع الوصول الى الأهداف والغايات ، ورسم خارطة والسعادة الأبدية.
وقد اكد القران الكريم على القراءة ، والدليل ان أول مانزل من وحي على النبي هو قوله :( اقرأ) حيث أن الوحي طلب من الرسول القراءة فبعد القراءة يهون كل شيء ، بمعنى أن الإنسان اذا عرف القراءة وتعلمها ، فانه يدرك بعد ذلك كل مايتنماه ويروم الوصول إليه.
والسؤال هنا: هل القراءة تصل عند حد؟
والجواب يكون نفياً بالتأكيد ، فلو أفنيت عمرك في قراءة الكتب لبقي كثير من المصادر والكتب لم تطلع عليها بعد، فالعمر قصير والتأليفات كثر . لكن يجب ان تكون الغاية من التأليف هو الفائدة ، أي فائدة الآخرين وتسهيل المنافع لهم في حقوق العلم كافة . الا ان هناك من أصحاب التأليفات والبحوث من يبالغ في المادة التي يبحث عنها في المصادر ويعطيها أكثر من حجمها الطبيعي وفائدتها الحقيقة .بمعنى انه يشطح ويذهب بعيداً حتى يتجاوز الحد .
يذكر الدكتور علي الوردي في موسوعته (( لمحات اجتماعية)) أن احد الباحثين أفنى ثلاثة سنوات من عمره في بحث عن كلمة (( البقيع )) من أين اشتقت ؟ وكيف جاءت ؟ وما أصلها ؟ ويعلق الوردي على ذلك بانه مضيعة للوقت ، ثم انه ماهي الفائدة من الوصول الى معانيها واشتقاقاتها بالنسبة للقارئ او المتتبع . ويقول الوردي ان مثل هذه البحوث قليلة الجدوى عديمة الفائدة ، تعكس سلباً عقلية صاحب البحث ، وبأنه لايمتلك شيئاً من العلم ، ولايحترم عامل الزمن.
إن على الباحث ان يلم بأصول البحث وان تكون لديه خبرة كافية في البحث عن المادة التي يروم معرفتها ، ومن ثم إيصالها الى القارئ . ولكن للأسف الشديد ان في عصرنا هذا قد قلٌّ القراء ونادراً ما تجد من يقرأ ويتابع ، وان أكثر وقت الناس يضيع ما بين العمل ومشاهدة التلفاز ، ومعظم هؤلاء يقضون وقتهم في متابعة كرة القدم ، التي لاتسمن ولاتغني من جوع واين ذلك من التزود بالعلم .

#داود_السلمان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل