اختيار العنوان

داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 3008 - 2010 / 5 / 18 - 00:06
المحور: الادب والفن
    

اختيار العنوان

يعاني كثير من الكتاب من مشكلة و كيفية اختيار عنوانا لمقالاتهم وبحوثهم ، فتارة يختارون عنواناً غير مطابقاً للموضوع الذي يتحدثون عنه ، وأخرى يخفقون لان العنوان لايثير اهتمام القارئ ، مما يؤدي إلى إهمال المقال او البحث . وبذلك قد يخسر الكاتب او يفقد كثير من القراء بسبب سوء اختيار العنوان ، وبالتالي قد يصبح كاتباً مهمولاً وليس له نصيب من الشهرة ، وهذا ما يتجنبه جميع الكتاب .
وقد قيل : (( إن الكتاب واضح من عنوانه )) وهذا ينطبق على الكتاب الذي ينطبق عليه العنوان من ناحية ، ومن ناحية أخرى اذا كان العنوان ادبياً فان الكتاب يدل على انه كتاب أدبي ، أما إذا كان العنوان فلسفياً او فنياً فهذا يدل على ان الكتاب يختص في حقل الفلسفة او الفن .
وهناك كثير من الكتاب الكبار حينما يكتبون مقالاتهم او بحوثهم يبقون عاجزين من اختيار العنوان الذي يليق بالبحث ، ويظلون يتخبطون تخبط عشوائي .... لان القارئ يحب العنوان الاستفزازي غير التقليدي كونه يثير فضولهم وبالتالي مواصلة قراءة ذلك البحث او المقال. ويقال ان الكاتب الكبير ابراهيم المازني عند ما يريد كتابة قصة فانه ينجزها في ساعة ، ويستغرق اختيار عنوانها ساعتين .وهذا يدل على اهمية العنوان وصعوبة اختياره.
ويعلل الكاتب شاكر النابلسي سبب صعوبة اختيار عنوان الأثر الأدبي بأنها آتية من ان بعض الأدباء ، وخاصة كتاب القصة القصيرة ، يتعمدون رصد زاوية خاصة، من زوايا التجربة الفنية ، لاختيار عنوان قصصهم منها . ومن ثم فهم يقفون حيارى بين مختلف زوايا التجربة . ومن أي زاوية يختارون عنوان الأثر ... وأية زاوية أقوى عصباً من غيرها، وابعد شمولاً من بقية أخواتها ، لاختيار العنوان الذي يستطيع ان يكون مدلولاً وافياً للفكرة .وحدثني مرة الصحفي الكبير ناظم السعود انه في الثمانينيات عندما زار صحيفة الأهرام وجد إن هناك صحفيون وظيفتهم وضع العناوين حصرياً.
وايضاً ، فان العناوين تأتي بحسب تطور الزمن ، ولاسيما ونحن في عصر الحداثة واستحداث كثير من المفاهيم والمصطلحات الجديدة . ففي الكتب التراثية نرى جميع العناوين كلاسيكية تقليدية قد لا تشد القارئ للوهلة الأولى ، لكن اليوم اغلب عناوين الكتب والدراسات ، سواء كانت أدبية أم فكرية أم فلسفية ، فهي عناوين استفزازية وتثير حفيظة القارئ وتدعوه إلى خوض غمارها بشغف .

#داود_السلمان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل