أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - داود السلمان - الغجر في العراق/ مقدمة...توطئة














المزيد.....

الغجر في العراق/ مقدمة...توطئة


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 3007 - 2010 / 5 / 17 - 15:29
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مقدمة
إن من أكثر الأقليات التي تعرضت الى الاضطهاد في العراق بعد الـ 2003 هم الغجر، ويأتي بعدهم الايزيديون ثم المسيح ..الخ . فالغجر زمن النظام السابق كانوا في حماية الدولة ، حيث وفرت لهم الحماية والأمن وأعطتهم حقوقهم وحلت كثير من مشاكلهم ، وفي سنوات الحرب العراقية – الإيرانية منحتهم الجنسية العراقية ، وادخل شبابهم في الجيش العراقي ، فراحوا يقاتلون جنباً الى جنب مع أخوانهم من الطوائف الأخرى . فضلاً عن كون الدولة قد منحتهم الثقة المطلقة في ممارسة كثير من الإعمال والحرف، حتى ارتقوا خشبة المسرح وأصبح معظمهم يمتهن الغناء وله جمهور يستمع له. وبحلول الفوضى العارمة التي شهدها العراق وانعدام الأمن ، وحكم المليشيات تعرض الغجر الى التنكيل والتهجير والاضطهاد ، وقصفت معظم قراهم بالهاونات ، فقتل من قلت وفر من فر ، ولازال مصير معظمهم مجهول. فهم في نظر المجتمع الإسلامي منحرفون شاذون يمارسون إعمالا غير أخلاقية ، لذلك يجب التخلص منهم وإبعادهم عن المجتمع المسلم!!، فضلاً عن عدم مد يد العون والمساعدة لهم، او تقديم أي حاجة تعينهم على صرف دهورهم ، وتجاوز محنتهم . أما من جهة الحكومة فقد غضت الطرف عنهم ولم تلتفت لهم ، وبتعبير آخر فان الحكومة قد أهملتهم إهمالا مقصوداً، وتركتهم يستعرون بنار نقص الحاجة والفقر الذي راح يفتك بهم ، مما اضطر معظمهم الى امتهان التسول ، ولاسيما في صفوف نساءهم . فإذا كانت الأقليات مثل الايزيدين والمسيح ، قد فجرت منازلهم ودور عبادتهم وقتل منهم من قتل وتعرض الآخرين الى الخطف ، فان الغجر في العراق قد نالوا اكثر مما نال أخوانهم من هذه الأقليات ، حيث لازالوا مطاردين ويتعرضون الى التنكيل وقسوة المجتمع ويلاقون صنوف الذل والهوان ، تحت مرأى ومسمع من الحكومة ، ولم تحرك هذه الحكومة ساكناً.
إن الواجب الإنساني يحتم على الجميع مراعاة مشاعر الإنسان وحمايته ، بغض النظر عن كون هذا الإنسان ينتمي الى هذا الجهة او يميل الى تلك الجهة ، وبغض النظر أيضا عن لون هذا الإنسان وشكله ومعتقده وقوميته واثنيته وعرقيته، كونه إنسانا له مشاعر وأحاسيس ويشارك الجميع في الإنسانية والتي هي قاسم مشترك بين الجميع. ومن هذه الفلسفة وهذا المنطلق ، اطالب الجهات الحكومية والإنسانية ومنظمات المجتمع المدني والهلال الأحمر والصليب الأحمر والعفو الدولي ومحكمة لاهاي ، وجميع المنظمات التي لها صلة وثيقة بحقوق الإنسان ومعنية بتطبيق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أن تقف مع هذه الفئة المضطهدة وتنتشلها من واقعها المرير ، وان توفر لها الحماية والدعم المالي وان تغيثها بالأدوية وبالمأكل والمشرب، وتهيئ لها الظروف الأمنية والمعيشية والاقتصادية .
وفي هذا البحث حاولت تسليط الضوء على هذه الشريحة من المجتمع ، والتعريف بتاريخها ومنشأها واصلها ومهنتها، وكيف وصلت الى العراق وعاشت فيه كمكون من مكوناته ، وقد أصاب هذه المكونات ما أصابها من ظروف ومحن وحياة قاسية طيلة العقود الطويلة التي هي اشد وأمر من بقية السنوات الطويلة، والسبب هو تغيير الخارطة السياسية في العراق . ولا ادعي بأنني قد أنصفت الغجر بهذا الكتيب، بل إنني أحيل ذلك الى المعنيين من الباحثين والكتاب.
داود الكعبي
10/5/2010



توطئة
عندما دعيت إلى خدمة العلم بصفة جندي في الجيش العراقي، وذلك من سنة 1986-1994، جاءتنا وجبة جديدة من الجنود الجدد، فوزع آمر الوحدة كل جندياً على حضيرة، وكان نصيب حضيرتنا من هؤلاء الجنود جندياً اسمر اللون يدعى كاظم شغاتي، وفي اليوم التالي جاء كاتب السرية واخبرنا بأن هذا الجندي من الغجر(الكاولية). فكان جنود الحضيرة يسيئون اليه بعض الشيء ويسمعونه الكلمات النابية، بعكسي تماماً، حيث رحت أتقرب اليه اكثر لأتعرف على بعض أسراره وأسرار قبيلته وشيء عن أخبارهم، وكان ذلك من باب الفضول، وكلما فتحت موضوعاً عن الغجر وعاداتهم وطريقتهم في التعامل فيما بينهم، كان يغلق الموضوع ويغير مسير الكلام، أحيانا ،رغم كونه صار يثق بي ويدرك مدى تقديري له.
وصدفة صار موعد إجازتي الدورية مع إجازته، فقلت له: بأنني سوف أزوره في القرية وان نقضي يوماً معا، فأعطاني عنوانه(ألديوانية ناحية الفوار). وفي اليوم الثاني من إجازتي، ذهبت إلى الموعد المرتقب لا لتقي بكاظم هذا، واتعرف على أسرته، وكنت اعتقد إن في ذلك صيداً ثمينا. وفعلا ذهبت من بغداد إلى محافظة الديوانية، ووصلت المكان المطلوب بعد التعب والمعاناة، إلا إني قد اصبت بخيبة أمل، حيث سئلت كل القرية وذهبت إلى المختار، فأنكر الجميع اسم الشخص المعني، ولم يدلني أحدا عليه. وعند انتهاء الإجازة، التحقت بوحدتي العسكرية واذا بصاحبي الغجري قد التحق قبلي.عندها ادركت ،أن صاحبي قد اخفى نفسه عني،حينما علم بأنني وفيت بموعدي وقد جئت الى قريته وسئلت عنه. انكر ذلك وقال لي: بانه كان متواجداً، وأنا الذي أخلفت موعدي. ساعتها علمت بان الغجر منغلقين على أنفسهم ولم يبيحوا بأسرارهم، ولايريدوا أن يخالطوا ويجتمعوا ويكشفوا عن بعض تقاليدهم وعاداتهم الخاصة لمن يخالفهم ولايرى رأيهم، ولاسيما نحن المسلمون، الذين باعتقاد الغجر نحتقرهم ونسخر منهم ونراهم شاذين ومنحرفين عن جادة الصواب. هذه الحادثة تذكرتها وقد مرعليها ثمانية عشر عاماً، وانا اكتب هذا البحث عن الغجر ،وما قرأت عنهم من مقالات وتقارير في الصحف المحلية وبعض المواقع الالكترونية. وقد استشفيت من هذه القصة بان الغجر عديمي الوفاء، أي إنهم إذا ما ذهب احدهم لشخص ما، فنادراً ما يفي بوعده وهذه الصفة تضاف إلى صفاتهم.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درع الابداع
- القاعدة
- الأردن: القرار بحق الضاري كان متأخرا
- الشبك
- نبيل شعيل والساهر
- مرارة اليتم
- قانون صيد الطيور
- رفض الشعراء
- انتخابات نقابة المحامين
- المرأة الواعية تقهر خرافات المجتمع
- فلم هندي
- المثقف والانتخابات
- رحيل آخر الشعراء الصعاليك
- حزب الطماطة
- العلمانية والدين/الحلقة الاولى
- واقع المرأة
- لغة علي الوردي
- مفهوم الثقافة
- تزوير الشهادات
- العمليات الارهابية


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - داود السلمان - الغجر في العراق/ مقدمة...توطئة