انتخابات نقابة المحامين

داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14 - 18:01
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

جرت بديمقراطية وشفافية تامة وقد حضرتها كمراقب إعلامي، أراقب ما يجري عن كثب . انها انتخابات نقابة المحامين التي جرت يوم الخميس الثامن من نيسان . وقد رأيت الكل متحمس، قد جاؤوا من جميع المحافظات ليدلوا بأصواتهم للشخص الذي أرادوه ان يكون نقيب المحامين العراقيين . ومن اللافت للنظر ان أعضاء المكتب التنفيذي بقيادة ضياء السعدي قد اجلوا موعد الانتخابات أكثر من مرة بحجج واهية ، والغرض كما فسره بعضهم كان محاولة تشتيت اصوات المعارضة حتى يفوزوا هم انفسهم لدورة ثانية ، هذا ما فسره لي احد المحامين ، وقال انهم واثقون من خسارتهم ، لان القائمة المنافسة لهم كانت قوية وتحمل شعار التغيير، وهذا الامر ذكرني ايضاً بالانتخابات العراقية النيابية التي غيرت كثير من الوجوه السياسية غير المرغوب فيها، حيث فشلت تلك الوجوه فشلاً ذريعاً. المهم، جرت انتخابات النقابة وحصل التغيير فعلاً ، على الرغم من كون الهيئة التنفيذية السابقة والمكونة من عشرة اعضاء زائداً الرئيس قد بذلوا قصارى جهدهم في التثقيف الى انفسهم وذهبوا الى جميع المحافظات في سبيل كسب الاصوات ، وللحيلولة دون ان تفوز عليهم قائمة التغيير، لكن الهيئة العامة كانت مصرة على التغيير ، لانها قد سأمت الواقع المزري. فالنقابة لم تحقق ما كان يصبو إليه المحامي، فضلاً عن الفساد الاداري والمالي والسفرات السياحية لأعضاء المكتب التنفيذي خارج البلاد، اضافة الى كون هذه النقابة أهملت المحامي اهمالاً جذرياً، حيث اضاعت حقه وصار ابسط موظف حكومي في دوائر الدولة كالشرطي على سبيل المثال يهين المحامي ولايحترمه . ولولا اتحاد الحقوقيين المتمثل برئيسه المحامي على الشمري لصار المحامي يخشى حتى المرافعة عن موكله.
وعلى كل حال ، فقد حصل التغيير فعلاً وفاز محمد الفيصل بـ 1994 صوت ، اي بفارق 110 صوت عن منافسه ضياء السعدي. فهكذا تكون الارادة وهكذا يكون التغيير. واخيراً أتمنى ان يحصل من هذا في نقابة الصحفيين وان تغيير تلك الوجوه الكالحة، والكوابيس الجاثمة على صدور الصحفيين ، والسالبة حقوقهم من دون وازع من ضمير ، لكن هذا اليوم ليس ببعيد. ان الارادة والوقفة الجادة في سبيل الشعور بالمسؤولية، والوقوف بوجه من لايعمل للعراق ويفضل مصلحته على مصلحة الناس ، بامكان هذه الارادة ان تقلع ذلك الشخص وتأتي بآخر يحس بآلام ومشاعر الناس، ويدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وذلك ممكن، وان التغيير الذي حصل في نقابة المحامين هو مثال صارخ، ويعطينا ومضة أمل لتغيير ما نريد تغييره من دون خوف.

#داود_السلمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات