أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود السلمان - صدام والوليد بن يزيد














المزيد.....

صدام والوليد بن يزيد


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 2656 - 2009 / 5 / 24 - 06:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




اذا كان الحجاج بن يوسف الثقفي يعده بعض المحللين السياسيين الاب الروحي لصدام حسين لما استفاد من سياسته التي انشئت على القتل والدمار والاستهزاء بالانسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم . فان الوليد بن يزيد يعد الاستاذ والمعلم الاكبر الذي تعلم منه صدام وسار على نهج خطاه واتبع سياسته وحذا طريقه ( حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة) حيث كان الوليد جبارا عنيدا طاغية غير متورع في سفك الدماء وقتل الابرياء فضلاً عن كونه مستهزءاً بالشرع مستخفاً بالقرآن ، يروي لنا التاريخ بأن الوليد استفتح بالقرآن يوماً من الايام ليرى طالعه فيه ، فخرج له قوله تعالى: (استفتحوا وخاب كل جبار عنيد) فقام هذا الجبار الى المصحف الشريف وجعله هدفاً لسهامه التي اخذت تتساقط عليه كالوابل ،حتى مزقه ، وهو ينشد ويقول

اتوعــد كــل جـــبار عنيــدٍ فها أنــذا جبـــــاراً عنيــدُ
اذا ما جئت ربك يوم حشراً فقل يا رب مزقني الوليد

وصدام قد فعل اكثر من ذلك بالشعب العراقي من يوم جلوسه على اريكة الحكم حتى سقوطه في التاسع من نيسان 2003 ، فقد ارتكب صدام جرائم لا تعد ولا تحصى بحق الشعب العراقي من قتل وسجن وتهجير، الى قطع الالسان والاذان وتجفيف الاهوار، فضلاً عن ضربه لأهلنا في كردستان بالاسلحة الكيميائية في (حلبجه) في ابشع جريمة عرفتها الانسانية وشهدها التاريخ حيث انا قد قرأنا ومعنا الكثير من الجرائم الانسانية، الا اننا لم نسمع بان هناك من المتسلطين على شعوبهم، من قتل شعبه بالاسلحة الكيمياوية كما فعل صدام وأعوانه في هذه الجرائم الكبرى. ان جريمة حلبجه لهي وصمة عار في جبين النظام الدكتاتوري البغيض لم ولن يغفرها له التاريخ ، وستبقى مدى التاريخ شاخصة امامنا تشهد مدى عنجهية النظام ونهجه الفاسد.
واليوم يظهر صدام في قفص الاتهام يتمسكن ويظهر للناس براءته كأنه بعيد كل البعد عما حصل في فترة حكمه، مرتدياً ثوب الحمل الوديع ناسياً او متناسياً بأنه الذئب المفترس الذي لا يرحم فريسته حين الانقضاض عليه. صدام هذا الدكتاتوري الذي اذاق الشعب العراقي في ظل حكمه التعسفي الويلات والمأسي فضلاً عن زجه لشعبه في حروب لا مبرر لها، حروب طاحنة اكلت الاخضر واليابس، ثم جعل نفسه المنتصر في تلك الحروب، لأنه يقيس بقاءه في السلطة هو انتصار على ارادة الشعب رغم ان الشعب قد انتفض عليه انتفاضات عدة واراد سقوطه بأي شكل من الاشكال، ولاسيما في الانتفاضة الشعبانية في الجنوب وقد كان الدكتاتور في تلك الانتفاضة قاب قوسين او ادنى من الهاوية ، لولا ان الرياح سارت بما لا تشتهي سفن الشعب، فسحق صدام تلك الانتفاضة وقضى عليها بشكل همجي اجرامي وهي في المهد . ان ظهر صدام في قفص الاتهام امام مرأى ومسمع العالم له ارغام انف الدكتاتورية ونزولها من عليائها، واظهارها للناس بثوبها الحقيقي وكشف زيفها واكاذيبها لتنال بعد ذلك جزاءها العادل لأقترافها تلك جرائم يندى لها جبين الانسانية. صحيح ان الناس قد سأمت طول هذه المحكمة وارادت ان ترى ذلك الطاغية.. فبنهايتها طي ذلك الفصل الدامي من المسرحية السخيفة التي كان بطلها صدام وضحيتها الشعب العراقي.
ان الجرائم التي ارتكبها النظام البائد كلها تشير بأصابع الاتهام الى انه هو الفاعل الحقيقي، والآمر الذي تنفذ اوامره اياد قذرة هي اكثر دموية من صاحب تلك الاوامر، والذي يقبع هو الان خلف القضبان مدافعاً عن قضية هو اعلم بها وعارف بنتائجها ، ويشهد في قرارت نفسه بأنه قد فعل ذلك استخفافاً بحق الشعب العراقي وظلماً له، وان دل ذلك على شيء فأنما يدل على حقده الدفين فعبر عنه بتلك الجرائم .



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغربة في شعر محمد عودة
- المجتمع المدني وعلاقته بالدولة
- الحرية الثقافية
- الفساد الإداري واقع ملموس
- القطار السريع
- مسلسل الارهاب
- ظاهرة بيع الادوية
- الفساد الاداري.. جذوره وطرق معالجته
- ولادة الطائفية
- فلسفة الحوار وحاجتنا اليها
- كيف واجه الإنسان الفقر
- من مبادئ الديمقراطية
- الاعلام والفضائيات
- الاشاعة
- العلامة حسين محفوظ شخصية أدبية علمية فكرية
- العلمانية بين خصومها وانصارها
- فلسفة الحوار
- الحرية والمساواة في فكرالكواكبي
- عيد الحكومة
- العولمة ومستقبل الانسان


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود السلمان - صدام والوليد بن يزيد