أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود السلمان - اهمية الدولة














المزيد.....

اهمية الدولة


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 3020 - 2010 / 5 / 31 - 15:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثير من المفكرين والباحثين واصحاب الاختصاص من اكاديميين وسواهم، يعتبرون وجود الدولة في حياة الناس والمجتمع ضرورة ومهمة جدا، اذ لولا وجود الدولة لأصبح الناس (فوضى لا سراة لهم) حيث لا تجمعهم كلمة ولا يقر لهم قرار. اذن الدولة هي التي تجمعهم تحت سقف واحد، وتنظم حياتهم وترعى امورهم وتحل مشاكلهم وتسهر على راحتهم، وهي بمثابة الجهاز الحساس الذي ينظم حركة الطائرة في الفضاء او الباخرة في اليم، او القلب بالنسبة للانسان، اذ لولا هذا الجهاز لسقطت الطائرة، وغرقت الباخرة في اعماق المحيط، ومات الانسان وانعدمت بموته الحياة وانتهى كل شيء.
لكن الدولة(الحكومة) برغم ضرورتها القصوى للناس والمجتمع، الا انها ترتكب اخطاء جسيمة بحق مواطنيها في اغلب الاحيان، الامر الذي جعلها عرضة لجملة من الانتقادات والاعتراضات طيلة وجودها، لهذا يقول المفكر عبدالله العروي: (ان الانتقادات التي يعرضها اعداء الدولة صحيحة، لكن الدولة هي هي، احببناها ام كرهناها. النتائج المقيتة والمخيفة التي نستخرجها من النظرية تجعلنا نحقد على الواقع، لكنها لا تمكننا من محو ذلك الواقع. نتضايق من الدولة،لكن لكي نفهمها علينا ان نراها كما هي بوصفها المعطى الانساني السياسي).
بينما يرى ماكس فيبر: (ان الدولة اينما وجدت تحمل قدرا من العقلانية).
اما ميكافلي فله رأي آخر في هذا المضمار حيث يقول: (كل دولة مهما قلنا بفسادها حسب مبادئنا، مهما وجدنا فيها بالفعل من عيب، خاصة عندما تكون من جملة الدول المتطورة المعاصرة، فإنها تحمل في ذاتها العناصر اللازمة لكيانها).
فاذا كان ،والحال هذه، نستطيع ان نستنتج: من ان الدولة لها ايجابيات وسلبيات. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل ان باستطاعة الدولة التغلب على سلبياتها وتجاوز سيئاتها؟. والجواب يكون بالشكل الآتي: اذا كانت الدولة على نظام ديمقراطي تعددي يؤمن بالرأي والرأي الآخر وتطبق العدالة والمساواة وتحترم حقوق الانسان، وتسهر على راحة المواطن ويهمها بان توفر له ما يديم حياته ويزيد عطاءه ويقوم اوده. فإن هذه الدولة سوف تتغلب على جميع السلبيات ان وجدت في إطار عملها، وهي بذلك تكون قد خدمت الشعب خدمة جليلة لاند او نظير لها.
اما اذا كانت هذه الدولة ذات حكومة دكتاتورية تسلطية مستبدة، فالامر هنا يكون مختلف جدا، حيث ان شروط العدالة والمساواة مفقودة بالمرة، وفاقد الشيء لا يعيطه.. وعليه تكون هذه الدولة مستبدة وظالمة وغير شرعية وان سلبياتها اكثر من ايجابياتها، وان وجودها وعدمها سواء لأنها قد تساعد على الفوضى والتشتت والتشظي، والتباعد والتخاصم ونشر الفساد وتمزيق المواطنة وانعدام الانسانية، وتربية شعب متخلخل منهار داخليا، متخلف علميا وثقافيا واقتصاديا، يسوده الجهل والامية، لا يهتدي الى طريق الوعي فيميز الظلام من النور، وبالتالي وجود هذا الشعب في كيان الدولة يشكل مصدر خطر من الناحية الاخلاقية والتربوية والايديولوجية، ويصعب بعد ذلك انتشال هذا الشعب من المستنقع والبحر الطامي من الجهل المطبق، فهو بتعبير آخر ميت بصورة حي.
ومن الملفت للنظر ان الدولة الدكتاتورية مهما ارادت من فصل الخير للشعب كعمل مشاريع خدمية مثلا فتح مدارس وبناء مستشفيات ودور ايتام وتوزيع مساعدات..الخ، الا انها لا تحظى بثقة الشعب، ويظل الشعب ينظر اليها بعين الشك والريبة ولا يثق بها مقدار جناح بعوضة، لأن الدولة هذه لم تات الى سدة الحكم بأرادته وعن طريق الانتخابات وتلبية لأرادة الشعب، وانما جاءت بقوة السلاح لتسيطر على الحكم، وتجلس على اريكة السلطة، لتفعل ما تشاء بحسب ما يمليه عليها ضميرها، وانى لها من ضمير.بعكس الدولة الديمقراطية التي تجيء من خلال صناديق الاقتراع في تصويت عام وشامل بحسب مبادئ القانون.. حتى يسود القانون ويأخذ مجراه الطبيعي، كما يحصل الان في البلدان الديمقراطية.
وان الدولة التي تحكمها حكومات دكتاتورية شمولية، لهي كثيرة سواء في العصور السابقة او في هذا العصر بالذات. فعلى سبيل المثال لا الحصر ما وقع في العراق قبل 2003، كلنا نعلم كيف ان حزب البعث الصدامي جاء الى السلطة وقد حكم الشعب العراقي بالحديد والنار، وكانت فترة حكمه الاسود (35) سنة وكانت هذه الفترة اشد وطأة وبؤسا على الشعب، وقد صنعت هذه السلطة امجاد خاصة بها، لعل اهونها المقابر الجماعية التي خلفتها تلك الدكتاتورية لتبقى شاهدا حيا على ما فعل ذلك النظام التعسفي الذي لا يعرف الرحمة ويفقه معنى الانسانية وحقوق الانسان، بل الذي انطوت عليه نفسه هو الاستبداد وسحق العدالة ونبذ المساواة، والاعتداء على كرامة الانسان العراقي، وسحق الهوية الوطنية، ونشر الجهل في ربوع الوطن، تلك هي الايديولوجية التي جاء بها “البعث” وهذا هو اطارها العام وقد ظهرت نتائجها وبانت للعيان.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل للاعلانات التلفازية تأثير على المشاهد ؟
- مكتوب بالكرنال
- الجابري ومايكل جاكسون
- اختيار العنوان
- إقصاء المبدع
- الغجر في العراق/ مقدمة...توطئة
- درع الابداع
- القاعدة
- الأردن: القرار بحق الضاري كان متأخرا
- الشبك
- نبيل شعيل والساهر
- مرارة اليتم
- قانون صيد الطيور
- رفض الشعراء
- انتخابات نقابة المحامين
- المرأة الواعية تقهر خرافات المجتمع
- فلم هندي
- المثقف والانتخابات
- رحيل آخر الشعراء الصعاليك
- حزب الطماطة


المزيد.....




- إسبانيا: رئيس الوزراء بيدرو سانشيز يفكر في الاستقالة بعد تحق ...
- السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟
- كأس الاتحاد الأفريقي: كاف يقرر هزم اتحاد الجزائر 3-صفر بعد - ...
- كتائب القسام تعلن إيقاع قوتين إسرائيليتين في كمينيْن بالمغرا ...
- خبير عسكري: عودة العمليات في النصيرات تهدف لتأمين ممر نتساري ...
- شاهد.. قناص قسامي يصيب ضابطا إسرائيليا ويفر رفاقه هاربين
- أبرز تطورات اليوم الـ201 من الحرب الإسرائيلية على غزة
- أساتذة قانون تونسيون يطالبون بإطلاق سراح موقوفين
- الإفراج عن 18 موقوفا إثر وقفة تضامنية بالقاهرة مع غزة والسود ...
- الى الأمام العدد 206


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داود السلمان - اهمية الدولة