|
مأتم سياحي
داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 3695 - 2012 / 4 / 11 - 13:35
المحور:
كتابات ساخرة
فوجئت وانا خارج من منزلي صباحاً في مدينة الصدر ، في طريقي الى الدوام في الجريدة ، واذا ارى العجلات تسير على (سايد) واحد تاركة الاخر للسابلة ، كنت اتصور ، اول وهلة ، ان هناك نفطة تفتيش (سيطرة) وعندما اقتربت اكثر ، وانا في (الكيا) واذا بجماعة ينصبون خيمة (سرادق) في وسط الشارع العام ، يرومون اقامة مأتم لمدة ثلاثة ايام متتالية . فبدأ حديث (الكيا) الذي يجري كل يوم ، وفي نفس الوقت ، الا ان هذه المرة كان الحديث يختلف ، اذ كانت معظم الاحاديث تدور في الشأن السياسي والامني ، واحياناً في شأن المتقاعدين وحول ازمن السكن ، وغير ذلك من القضايا التي لا تنتهي بحل جذري ، اذ كل واحد من الركاب يصل المكان الذي يريده ، فيترجل نازلاً من (السيارة ) . الحديث ، هذه المرة كان اجتماعياً صميمي يدور حول ظاهرة جديدة بدأت تستفحل ، واسبابها كثيرة منها : الوازع الاخلاقي واندثار القيم النبيلة والمبادئ الصحيحة ، التي تربينا عليها ، على اعتبار نحن عشائريون ، نعيش على مبادئ العشيرة والقبيلة ، شئنا ام ابينا ، ومن تلك الاسباب ضعف سيطرة الحكومة ، وهو السبب المهم ، فلو ان الحكومة ، وبالأخص الاجهزة الامنية حاسبت مرتكبي هذا الفعل ، حساباً عسيراً ، لما استطاع ان يتمادى في غيه ، فيتجاوز على الشارع العام ، ويقطع السير ، ويعرقل مسير السابلة ويؤخر الناس عن اعمالها ، ويتجاوز على حريتها . ثم لنفرض ان هناك حالة طارئة ، مريض في داخل سيارة اسعاف ويريدون الوصول به الى المشفى ، كيف يصل (والافندي) ناصب خيمته وسط الطريق . سائق (الكيا) علق بقوله : ان الناس سوف تترحم على هذا الميت ، ويقصد العكس . اقول اين اخلاقنا ؟ اذ نقول : نحن مسلمون وعرب ، فهل الاسلام اباح لنا ان نفعل مثل كذا افعال لا تنسجم مع قيم الاسلام ، ومبادئ قد نبذها الدين، ورفضها من خلال نصوص كثيرة ، وان العرب الاصلاء لا يفعلون ذلك ، فالنصوص التاريخية تذكر ان العرب اهل نخوة وكرم وشجاعة ، وانهم كانوا يكرمون الضيف ويدافعون عن المظلوم ، ويكسون العاري ، ويشبعون الجائع . الذي اتمناه على الحكومة ان تحد من هذه الظاهرة بأسرع وقت ممكن ، لاسيما بعد ان تكررت كثيراً ، وليست هي المرة الاولى . ونحن المثقفون والاعلاميون علينا محاربتها ورفضها ، ان لم تستطع الحكومة القضاء عليها .
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل القضاء العراقي مستقل ؟
-
حكومة الاسود والابيض بالعراق/الفصل الثاني/ التدخلات الخارجية
-
العطل الاجبارية (الموظف يركص الها ابجفية)
-
حكومة الأسود والأبيض بالعراق 2003_2011
-
البند السابع والحبربشية
-
السومرية ... مطلوب اخلاق
-
بسبس ميو
-
حاجة بربع
-
ابو البلوك والايمو
-
لطم شمهودة
-
مخترع الفلافل
-
مطلوب عشائرياً
-
شوكت تهتز الشوارع
-
قرصة لا تثلمين
-
الزندقة/المقالة الثانية
-
حلاقة الذقن بالفقه الامريكي
-
تكريم حمار!
-
القراءة الثانية
-
أربعة ملايين يتيم لا للهول !
-
الفضائيات العراقية والشعر الشعبي
المزيد.....
-
فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ
...
-
انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا
...
-
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة
...
-
الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف
...
-
حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال
...
-
الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
-
الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم
...
-
الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
-
أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم
...
-
-جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|