أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - لنتصلعن- علي السوري7-















المزيد.....

لنتصلعن- علي السوري7-


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 3698 - 2012 / 4 / 14 - 01:11
المحور: الادب والفن
    


إذا ( خفق) جناح فراشة هاهناك
سيعبر المسيح في السماء
سيمضي الأولياء في رحلة
تسري و تعرج و تسترد الأدعية

إذا ( خفق) جناحها فقلبها
لا بد يخفق بالحياة
و ما أدراكم ما الحياة!
هي نسمة صيفية في تنور ها هنا
تلفح بنارها
تصقل بفقرها
و تطعم الجياع

أقول للفراشة: لا ترحلي.. ظلي هنا

و أحاول مسه جمالها الملون
تنتفض بقوة
و تكتسي أصابعي
بطحين من جناحها لا يصنع الرغيف
و بسلامها المهيض ..
تنتقل مكسورة لتطعم النيران

و أطلب السماح
لغايتي النبيلة.. 
تبرر الوسيلة
فأسمع بأذني صوت الاحتراق
لفراشة صيفية في تنور ها هنا

لن يعبر المسيح هذه البلاد
و لن تسترد الأدعية
طالما الغايات تبرر الوسائل
طالما أنتم هناك..
تصلبون الأضحية
بعيدا عن تنور ها هنا...


أهو قد ضاق، أو أنها قدمي التي كبرت! أيها " الحلم" كم كنت مريحا، و سريعا، ها أنا قد استيقظت...

مازالت قبلته الأولى على زجاج السيارة، ترسم شفتيه ببخار الماء، نظرت إليه يبتعد و تابعت طريقي، و في الحلم تقصر المسافات، كان " علي" على جميع الطرقات، و عندما وصلت المنزل كان في المنزل أيضاً، و كان معه طفل جميل، يشبه أمي.. اقترب وهمس في أذني: أشبه (تاتا).

كان حلمي يرقص بقبلة أولى، و عائلة، بحب و أمومة، حتى استيقظت على عنوستي، و وحدتي المصاحبين لصوت ( هاتفي) يرن باسم " كمال" حبي المزيف لأسباب سياسية!
ماذا يريد هذا (الأناني)، رباه هذه الحياة تسعفك بكل قديمك إن أنت تركته و شأنه.. ( ما علينا) لن أرد.

أتراني أحببتك أيها السوري؟! و أنا أعلم أن قلبي كأبواب الشام العتيقة.. مفتوح دوما للحب.
غارقة في تفاصيل السرير أسأل نفسي.. أعاتبها على هشاشة روحي، و قدمي المكسورة منذ شهرين الآن تأبى الاندمال، ربما هو نقص في فيتامين ( دال)، فهذه المدينة الجميلة خجولة الشمس.. و حنونة على ندف الثلج الكثيرة.

فيما هو يخطر في بالي، فتحت الهاتف( الجوال) حتى أصدفه على ( الفيسبوك)، ثم عدت و أغلقته فورا، أنا حريصة على ألا أحقق أحد صفات إدمان (الانترنت).. لن أفتح ( الفيسبوك) حال استيقاظي من النوم، تناولت ( العكازة) التي قلما يستخدمها عنادي، ثم نهضت، غسلت وجهي، و ذوبت ملعقة ( النسكافيه) في فنجان الحليب الساخن..  مع صوت فيروز بدأت رحلتي في العالم عبر هذه الكرة السحرية التي تسمى ( انترنت).. أبدأ في ( اليوتيوب)، و انتهي في ( الفيسبوك)...

(-انتبه يضعون على صفحتك في (الفيسبوك )مواقع إباحية..
-انتبه لصورهن السافرة: عاهرات..
-غط أختك فوجهها كفرجها(و هذه فتوى على فكرة)..
-زواج المتعة حق و زواج المسيار باطل..
-زواج المسيار حق و زواج المتعة باطل..
-العرض بالعرض..
-أنام مع نساء أهلك ب مئة ليرة..

يا لطيف كيف تظهر أخلاقكم في زمن العولمة على حقيقتها!
هل هذا تعريف الرجولة، تعرفونها من وراء أجهزة الكمبيوتر، و شاشات التلفزة، التي مازالت تحاول تذكيركم بصناعها ( الرجال) الذين لا يشبهونكم.
 أيها المتزمت الشرقي.. فشلت في أن تكون رجلا ، إنسانا، و روحا، لأنها الروح لا تحمل ( أعضاءا تناسلية).. يا لعقد ( قضيبك) ما أكثرها!
شرف (كم) بين أفخاذهن، و شرف( هن) في عقولكم.. هكذا يضيع الشرف يا جهلة.).

أوف ثم أوف من غباء البشر، أين هو هذا " السوري" الجميل كي يعلق على ما كتبته ساخرا كالعادة؟!
و في منتصف بيت " علي" ( الفيسبوكي) كانت تتربع هذه الكلمات فوق (ثلاثمئة و عشرين )تعليق:

(شكرًا يا صديقي
على جميل الحزن
و أنت يا رفيقي
على طعنة في القلب
و أنت يا أحلامي
على حياة الخوف
و أنت يا حبيبي
على اكتمال الأسر
و أنت يا أوطاني
على نتف الريش
انفض الغبار عن أحلامك، ردها لحظات ثقتك بنفسك، و احلم معي بغد أغلى و أحلى.).

خطر لي أن أضع له ( لايك)، ثم تذكرت قواعد بيته:( لا تضع لايك رفع العتب، إذا أعجبك الكلام اكتب تعليقا).
ايه.. اشتقت للسوري منذ رأيته في الحلم!
**********

لم تكن " أليس" لوحدها، هي المتأخرة عن موعدها في مقهى "الهافانا" نصف ساعة، رأتها " عبير" تدخل ضاحكة، مع صبية جميلة ( صلعاء).. 
- يبدو أنها مريضة.. قالت " عبير" في نفسها...

-أعرفك " عبير" .. "سناء"..
كانت " سناء طويلة نحيلة ..جميلة جداً، عيناها بلون الفستق الحلبي، أنفها شامخ كقلعة حلبية، ابتسامتها كمساء نيساني حلبي..باختصار كانت تبصم على كونها سورية من "حلب".

- تشرفنا.. أنا" عبير" كنت أحلى ( بس دبت من الانتظار)..

ابتسمت " سناء":
- ما شا الله عليك قمر.. كنت تقرأين؟!.. ما اسم الكتاب؟

- كوخ العم توم.

- الرواية التي تسببت في الحرب الأهلية الأمريكية !؟

- هي في نظري الرواية التي أنقذت أبرياء أمريكا...

- و لماذا تذكرتها في هذا الوقت بالذات؟!

ردت " عبير" همسا: لأننا سنحتاجها، ثم تابعت بصوت عالي:
- صدفة.. صدفة بحتة.

- ذات الصدفة التي قادتني إليك، " أليس" لا تكف عن الحديث عنك، ( محسوبتك) " سناء"  البارحة خرجت من المعتقل، كنت معتقلة بتهمة (الحرية)..
ثم صمتت لدقائق و تابعت:

-اسمعي " عبير" نحن سنشكل تجمعا نسائيا من جميع الطوائف، اسمه ( لنتصلعن)، نريد تغيير المشهد في البلاد، نريد القضاء على الاستبداد الديني و السياسي، أنا حلقت شعري يوما لأنني لا أريد أن أتحجب.. اعتبرها حرية شخصية و قناعة ليست عندي الآن.. لم أكن ضد الحجاب كفكرة، كنت ضد فرضه علي بالقوة، أي أني ( تصلعنت) في وجه الاستبداد الديني، اليوم علينا جميعا أن( نتصلعن ) في وجه الاستبداد السياسي.

كانت " عبير" تستمع بقلبها، و تنظر بعقلها إلى ما تقوله تلك الحلبية..ضحكت ثم قالت:
- هل يلزم ذلك أن أحلق شعري؟!

- لا أبدا، لنتصلعن عقليا، لنرفع حجاب العقل، و نتقبل الآخر.. لنحب بعضنا فوطننا جريح، و كلنا مسؤول عنه، الجبناء في الخارج يطلبون سلاحا لحرق الوطن، و الأغبياء يطلبون غريبا لسرقة الوطن.. و جميعهم في نعيم، أطفالهم في أحضانهم و يقدمون أطفال غيرهم قرابين.. نقابهم ( العقلي) سيغطي البلد لعقود قادمة.. نحن (سنتصلعن) هنا في قلب البلد و سنخيف ب ( صلعتنا) كل الجبناء و العملاء، و كل الذكور (اللارجال).

- (لنتصلعن )إذا أيتها الصديقات...

و ردت " أليس":
- كنت أعرف أنكما ستتفقان.. و أنا أولكن...

ثلاث نساء  ( يتصلعن).. يكشفن عن عقولهن في زمن ( النقاب) العقلي، عندها فقط بدأت الحكاية...

يتبع...
من رواية " علي السوري" قيد النشر.



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارج سياق ( مسلح)
- علي السوري -الطفلة حنظلة-
- علي السوري -عراة.. عراة-
- علي السوري -لماذا ثار السوريون؟!-
- علي السوريّ -الحب في زمن الثورة-
- علي السوريّ -سأصلي بالبكيني-
- علي السوري -مقدمة-
- الأقليّات تأكل التفاحة
- خارج سياق -روحي-
- خارج سياق -مسجون-
- خارج سياق -طائفي-
- خارج سياق -حليبي-
- خارج سياق مندّس
- خارج سياق منساق...
- بلاد - الباق باق-
- -براغش- القلم
- معادلة دينية
- سوريانا -زيت و زعتر-
- سوريانا -مغالطات منطقيّة-
- سوريانا-مطر صيفي-


المزيد.....




- يتناول ثورة 1936.. -فلسطين 36- يحصد الجائزة الكبرى في مهرجان ...
- -صهر الشام- والعربية والراب.. ملامح سيرة ثقافية للعمدة ممدان ...
- انطلاق أعمال المؤتمر الوطني الأول للصناعات الثقافية في بيت ل ...
- رأي.. فيلم -السادة الأفاضل-.. حدوتة -الكوميديا الأنيقة-
- -المتلقي المذعن- لزياد الزعبي.. تحرير عقل القارئ من سطوة الن ...
- موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية وباتت الفرحة تملأ رواية ...
- السودان.. 4 حروب دموية تجسد إدمان الإخوان -ثقافة العنف-
- مخاطرة الظهور في -عيد الأموات-
- ليبيا تعلن اكتشاف موقع أثري جديد في مدينة شحات شمال شرق البل ...
- الاستماع أو العزف المنتظم للموسيقى يحافظ على ذاكرة كبار السن ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - لنتصلعن- علي السوري7-