أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - خارج سياق -طائفي-














المزيد.....

خارج سياق -طائفي-


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 3454 - 2011 / 8 / 12 - 10:39
المحور: الادب والفن
    


بداية:

عندها كنّا نجتمع على مائدة (خبز و تبولة و بطاطا مقليّة)، و لم تكن رائحة الشواء لتطوف في ذلك المنزل البسيط إلا في يوم (رأس السنة).. كنت أمضيه عندهم أيضاً.. و مازالت في ذاكرتي آخر سهريّة قضيتها في تلك البلاد ..مع عائلة مؤلفة من سبعة أشخاص تعيش على راتب مُعيل واحد..

بين ليلة و ضحاها أصبحت العائلة اثنين فقط.. السعودية، الكويت، فرنسا، كندا .. لملمت فقر الأبناء و كرامتهم..و تركت الأب و الأم لوحدهم.. قال لي أبوهم : لطالما أحسست أن وطني حيث يكون أبنائي.. اليوم وطني (مفرفط) -و لم يكن وطننا جميعاً قد (تفرفط ) بعد- ...

أتذكرهم اليوم و أحلم لو أننا بقينا معاً..لو أن الاخت الكبرى لم ترحل بسرطانها دونما سند، لو أن مائدة ( التبولة و البطاطا) قدرت أن تطعم أولادنا و تحفظ ماء وجهنا.. و كرامتنا في شوارع عشقناها...

حطب الثورة في سوريا معدُ منذ زمن.. حطبها طاقات شابة أُهدرت و سُفكت، و مشاكل مجتمع أُهملت و كُذبت..
حطبها أحلامنا التي اضطرت إلى حزم الحقائب و (الطفش).

من حقنا أن نحلم، و ألا تُصادر أحلامنا.. و إذا كان الحلم المشروع جريمة فنحن نكتب جريمتنا و نوّقع عليها أيضاً.
**********


المفصل:

دخلت جارتي الأمريكية (التي تعمل في مجال حقوق الطفل) تسألني عن الطفل "حمزة الخطيب" .. لم يكن سؤالها عمّا حدث بل كان: هل صحيح أنّ بعض السوريين كذّبوا ماحدث لهذا الطفل من تعذيب في المعتقل؟..لماذا لا يتعلمون كيف يرون المشكلة فيمنعون تكرارها.. و يمنعون الحقد من تدمير الوطن؟

قصة الطفل "حمزة" الذي قُتل مرتين .. الأولى على يد الأمن السوري، و الثانية على يد المكذبين و (المبررين) لمقتله، كانت خنجراً جديداً يطعن القلب السوري، و يقسم الأبناء، و إشارة خضراء جديدة للحل الأمني بأن يمضي في سياسة التنكيل و الاعتقال.. واضعاً مستقبل اطفال ( المبررين) بين قوسين من الانتقام...
**********


خارج السياق:

قال لي صديق:
(لماذا يخاف الجميع من سيناريو ليبي أو عراقي.. على الأقل هذه أمامنا ماثلة و نعرفها و سنحاول قدر الإمكان تلافيها.. لماذا لا نخاف من أن القتل و الاعتقال سيتحولان إلى سيناريو سوري دموي منقسم، مع براءة اختراع ؟!)


الجميع يخاف الطائفية في سوريا.. الغالبية لديها الآن قناعة بأن الطرف الآخر طائفي.. لم يخطر في بال أحد أن يخشى الحياتيّة.. و الحياتيّة عبر التاريخ سببت أضعافاً مضاعفة من الحروب التي سببتها الطائفيّة...

تضم الحياتية كل ما يعيق الحياة من أن تكون حياة معاشة عوضاً عن مصطلح فج...

يعني تضم الرغبة بالثأر بعد قتل أحدهم لابنك.. تضم النزعة للظلم عند من تعرض للظلم سابقاً أي هي :

(نزعة تبقي صاحبها على قيد الحياة.. دون ان يكون حيّاً)...

طائفتان في سوريا اليوم و لا ثالث لهما :

طائفة الخوف بانواعه (خوف من المجهول، من النظام، من التغيير، من الانتقام)...
و طائفة الكرسي: (و تضم المستفيدين، و من ينوون و يخططون للاستفادة لاحقاً سواء ممن هم مع النظام أو يركبون الثورة)...

في هاتين الطائفتين يقبع المتطيفون جميعاً بجميع تقسيماتهم الدينية و السياسية.. المذهبية و القوميّة...

أما من هم خارج الأطر و مترفعون عن التطيّف فهم الذين سيأخذون "سوريا " الأم إلى بر الأمان.. و سيحقنون دم من تطيّف سابقاً..و هم ليسوا بقلة أبداً...
**********

ليست نهاية:


هي ليست المرة الأولى التي تُشل فيها يدي.. سبق أن شُلت عندما توقفت تلك الخثرة الدمويًة الصغيرة في دماغي، و قتها شُلت يدي لدقائق و أحسست بالعجز تماماً، كم هو هش الإنسان حتى تذهب بيده (و بحياته في حالات كثيرة) خثرة صغيرة...

منذ بدأت الثورة في سوريا و يداي مشلولتان، و بالرغم من كل ما (كتبني) في الفترة الماضيّة إلا أنني مازلت أحس بالعجز.. وطني طفليّ المدلل الذي شاب فجأة يعاني من خثرات كثيرة في كل جزء من جسده.. هذه الخثرات شلتني...

صوت صديقتي الفلسطينية شلني أيضاً.. بكت سوريا و أبكتني:

- اثنين من أصدقائي في المعتقل، و أهلي في حالة رعب من صوت الرصاص و من القادم .. مات ثلاثة من أولاد جيراننا.. لماذا كل هذا الدم؟ من أجل ماذا ؟ ..كمية الحقد الذي تملأ الوطن اليوم تكفي لتفجيره تماماً.. من حقنا ان نعترض.. قلت هذا لصديقة سوريّة فأجابت:
(أنت فلسطينية روحي حرري فلسطين بعدها تشاطري علينا...).
صدقيني سوريا وطني ايضاً و الوطن ليس فقط جنسيّة.. لا يحق للحكام العرب أن يتفصحوا على سوريا..صح .. بلدانهم تحتاج مئة ثورة.. أما الشعوب و خاصة نحن من حقنا أن نبكي و أن نعترض .. و ليس لأحد أن يزاود على محبتنا لتلك الارض..
مو لازم كون ماني فلسطينية لحتى احكي..في علم النفس يرى الإنسان ما يحب أن يراه.. و من هنا جاءت حقيقة أن لا احد يعترف بغلطه...البشر ليسوا ملائكة و كما تُدفع من قبل محيطك أن ترضى بالقتل.. أنت المثقف الإنسان ع أساس.. فيه عالم ما معهم شهادات ما بيتحمل عقلهم تنقتل احبتهم قدامهم ..هيك ببساطة و متل كأننا بغابة ..و هدون الناس معرضين إنو ينفجرو سواء هلا و لا بعد حين..و سوريا اللي هي بلدك و بلدي صار فيها حقد بيعبي مليار بارودة و بيفجر مليار قنبلة ..اي الحقد بيساوي كتير..


هذه ليست النهاية صدقوني...

يتبع...



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارج سياق -حليبي-
- خارج سياق مندّس
- خارج سياق منساق...
- بلاد - الباق باق-
- -براغش- القلم
- معادلة دينية
- سوريانا -زيت و زعتر-
- سوريانا -مغالطات منطقيّة-
- سوريانا-مطر صيفي-
- بالماء يا وطني
- على قيد الأمل...
- كالفرق بين غادة عبد الرازق و نوال السعداوي
- ثورة خالد سعيد
- ب (تونس) بيك
- فضائيّة تحت (الطاقيّة)
- عن ماذا سأحدثك يا صغيرة؟!
- بين الإلحاد و (الكونغرس)
- ملوك اليمين
- كارما الكراهية
- أسرار جنسيّة: طفولة مسروقة


المزيد.....




- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - خارج سياق -طائفي-