أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبله عبدالرحمن - الوداع يليه وداع














المزيد.....

الوداع يليه وداع


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 3695 - 2012 / 4 / 11 - 18:26
المحور: الادب والفن
    


في حضرة الوداع، نختار رحيلنا مثلما نختار الوان حقائبنا، نختار ألا نحمل اشياء تذكرنا بلحظات فيها بعض من سعادة، نختار ان نترك وراءنا اشياء حتى لا تكون شراعة امل او الم يصاحبنا اثناء رحيلنا، بيدا ان الوداع يظل قاسيا حتى لو كان اختياره إراديا حبات المطر تنزل مدرارا حتى لا نستطيع ان نخفيها، والأكف على تحررها لا يمكن لها ان تلحق بركب دمعة مجنونة خالفت مسارها وحطت على ارض ستقفر محطتها من همس الصباح وطرطقة الاكف وكلام يتلون باللحظة الواحدة عشرات المرات.
خطوات الحافلة تنهب الشارع حتى لا تسمح لنا برؤية جنبات الطريق، اذ انها تتواطأ مع الريح حتى يكون الوداع ابديا، هل ستذهب بنا بعيدا حتى لا يعود متاحا لنا ان نتراجع مطلقين ساقينا للريح هل سنعُطى فرصة أخرى ونعود الى حيث لم نعد نريد!، اية مفارقة نقع فيها، حتى لا نعرف ما الذي نريده، هل نريد الاستمرار ام التوقف ام العودة من حيث كنا، هل نريد النظام ام اننا لا نريده، والا كيف سنرضى بصور مللنا رؤيتها لتحتل اطار حياتنا وكأننا لا نستطيع العيش الا بها او بالنسخة الاصلية منها.
في حضرة الوداع، نتذكر بأننا على موعد دائم معه، فالحياة اصبحت مجرد محطات من غير حقائب، اذ لم يعد متاحا لنا ان نحمل شيئا ولا حتى المفتاح لان الوداع بات مجرد وداع تقليدي من غير استذكار بأهمية التسميه. الاسماء لم تعد مهمة ولا حتى المكان، ربما لاننا اصبحنا كما هي حقائب السفر المحمولة التي ننتقل بها او التي تنتقل بنا، اذ لم يعد مهما من يسافر بالاخر، بعد ان اختلطت المفاتيح علينا، فلم نعد نعرف ايهما الاصلي وايهما التقليد، وايهما سنحمل والى اين سنتجه، الخيام باتت قدرا حتى يحين الوعد.
سنوات الوداع زحفت على ملامح جدتي، لكنها ما زالت تذكر ملاعب الطفولة واقرانها الذين كانوا يشاركونها لهو الطفولة وهواء الوطن، ومصطبة البيت، تمازحني وهي تطلب دبوس الشعر حين قالت لي: لا يذهب بك التفكير بعيدا لا اريد ان ازين به شعري كما كنا نصفّه بالوانه المتعددة على قُصة الشَعر، حتى نصبح بجمال قوس قزح، بل اريد ان احتفظ به لانفض بعضا من سمغ يعلق بأذني بين الحين والاخر، اي وداع اخر يتعين على جدتي تذكره، وهي ما زالت تتذكر تشاركهما مع الشحاذ خبزه عندما فارقوا الدار قسرا، لم يبقى لها الا الوداع الاخير بعيدا عن الوطن ومصطبة الدار.
في حضرة الوداع تنتشر الخيام حتى تغطي الارض، اذ تضيق الارض وان رحبت، وتضيق الصدور حتى تنأى بحمولتها، وتفنى الروح قبل فناء الجسد، أي حياة واي وعد ما دمنا قيد ثورة لم تأتي اكلها، واي وعد وعدونا ينبثق من مطارحنا، واي وداع لا بد ان يطالنا وكأنه ظلنا وقدرنا.








#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زواج مبكر.. طلاق مبكر
- فنجان قهوة
- دفاترنا العتيقة مرآة لنا
- حزن ازهار الربيع
- صورة من ارادة المرأة
- بطاقة دعوة
- وردة حمراء في عيد الحب
- الصحفيون على ذمة التحقيق
- ارض رطبة.. وربيع عربي
- عزيز الدويك.. وشكل النضال الفلسطيني
- خطوات على استحياء
- حظ لم يأتي بعد
- شرارة الحياة
- اما العلانية .. واما تجارة الاكفان
- المرأة والانتخابات وسكين الكوتا
- كلام هامس
- حب خلوي
- مياه الربيع العربي
- 2+2 =5
- فكروني ازاي .. هو انا نسيتك


المزيد.....




- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبله عبدالرحمن - الوداع يليه وداع