أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أيمن بكر - نامت نواطير مصر














المزيد.....

نامت نواطير مصر


أيمن بكر

الحوار المتمدن-العدد: 3692 - 2012 / 4 / 8 - 15:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نامت نواطير مصر

يرى الدكتور طه حسين أن المتنبى قال أصدق بيت يصف جانبا رئيسا من حال مصر عبر تاريخها كله حتى وقت الدكتور طه؛ حين يقول:
نامت نواطير مصر عن ثعالبها فقد بشمن وما تفنى العناقيد
النواطير هم الحراس والثعالب هم اللصوص، وقد توقف الحراس عن المراقبة لأن الثعالب "بشمن" أي شبع اللصوص حد التخمة. يعقب الدكتور حسين على البيت السابق بقوله:
"ولست أعرف أصدق في مصر ولا أبرع في تصويرها من هذا البيت ... الذي يختصر لونا من حياة مصر منذ أبعد عهودها بالتاريخ إلى هذا العهد الذي نحيا فيه، ولو أن التاريخ أراد أن يحصي الثعالب التي عَدَت على مصر وأموالها، فأخذت منها ما أطاقت وما لم تطق حتى أدركها البشم، وما هو فوق البشم، ونواطيرها نائمة وقادتها غافلون، وأموالها مع ذلك لا تفنى ولا تنفد...أقول لو أراد التاريخ إحصاء هذه الثعالب لما استطاع. ولست أدري: أيأتي يوم يُكَذَّبُ فيه هذا البيت من شعر المتنبي فلا تنام نواطير مصر ولا تبشم الثعالب فيها ولا يعدو الماكرون الغادرون على أهلها الآمنين الغافلين؟" (مع المتنبي/دار المعارف / القاهرة/ ص334-335).
يالله يالله يادكتور طه، لم يكن ليمر بذهنك ولو للحظة أن نواطير مصر سيصبحون هم أنفسهم ثعالبها، فيمسي "حاميها حراميها"، حتى أهلكوا الزرع والضرع.
لقد أصبح وضع مصر بداية من عصر السادات ساخرا، معقدا في آن، فالنواطير حين تصير ثعالب يصيبها شره أسطوري لا يشبعه إلا فعل السرقة ذاته. كما أن الحاكم الذي يصير لصا يسعى دوما لإرباك جميع الأنظمة القانونية والاجتماعية ليجعل سرقته مشروعة. وهو ما رأيناه في بيع شركات القطاع العام المصري بأقل من عشر ثمنها طبقا للقانون!!
ولأن نواطير مصر/ الثعالب كانوا ومازالوا من العسكر الجهلة بتاريخ مصر وطبيعة شعبها، لم يكن صعبا أن يدخلهم وهم عظيم بالسيطرة على كل شيء: الأرض والزرع والطير والإنسان، وبسبب الوهم السابق ينمو لديهم وهم أخطر منه، وهو شعور النواطير/ الثعالب بأنهم يتمتعون بقدرات ترفعهم فوق البشر حتى تقربهم من مصاف آلهة الأوليمب. ثم حين ينقلب عليهم الدهر (وهو لابد فاعل) وتظهر أنياب الشعب المصري الصبور يحاول النواطير/ الثعالب العودة لما تبقى من إنسانيتهم فلا يجدون لهم رصيدا. وهنا يرقدون كديناصورات منقرضة على أسرة المستشفيات المتحركة وهم أصحاء، فقط ليستجدوا عطف الشعب الذي لم تزل دماء أبنائه تقطر ساخنة من بين أصابعهم.
هذا ملمح واحد من ملامح القبح التي رسختها الأنظمة الشمولية العسكرية في أكثر من دولة عربية. ويبدو أن هذه الملامح قد تسللت إلى كثير من قوى المعارضة التي تطمع في حكم مصر؛ فنراها تعيد الآن إنتاج النظام العسكري في شموليته وفساده وديكتاتوريته، لكن الأخطر هذه المرة أنها ديكتاتورية ملتحية.
لقد كان الأولى أن يقول المتنبي:
صارت نواطير مصر عين ثعلبها وما بشمن وقد تفنى العناقيد



#أيمن_بكر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكشف عن -اللهو الخفي-
- انتبهوا أيها العسكر
- لماذا هيكل الآن؟
- رسالة من على حافة الهاوية إلى المجلس العسكري
- أزمة شرف
- رسالة إلى مجلس العسكر في مصر
- بعضي يمزق بعضي
- لقطات على هامش الثورة المستمرة في مصر
- من يقامر بمصر
- انقلاب الإخوان وعودة مبارك
- على هامش المشهد السوري
- أينما كنت: إرفع راسك فوق ..إنت مصري
- بين الكهنوت وسلطة الغضب
- همس النخيل.. صراخ مصر
- هو بعينه ..........
- مناورات خطابية
- إبراهيم نافع: السم في العسل
- الإعلام المصري .. بين التضليل وضعف الكفاءة
- الإخوان والانتهازية
- أسس دولة مدنية ..الآن وفورا


المزيد.....




- مهلة -الأسبوعين- التي حددها ترامب بشأن روسيا أصبحت الآن في ا ...
- نصائح موضة عملية لتنظيم حقيبة السفر بأناقة
- مصر.. أول تعليق رسمي على تغيير اسم شارع -قاتل السادات- خالد ...
- نتنياهو: الخطر الإيراني يفوق التهديد الذي مثلته القومية العر ...
- باريس تحترق.. القنوات المائية ومرشات التبريد هما الملاذ الوح ...
- أين اختفى الفهد الأسود؟ القضية تتفاعل في بلغاريا وتكهّنات بع ...
- بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. هل تتوقف الحرب في غ ...
- -نزع سلاح حزب الله-.. هل ما زال لبنان يمتلك هامشا للتفاوض؟
- إغلاق جزئي لبرج إيفل ومنع وسائل النقل الملوثة... حالة تأهب ق ...
- صحيفة لوفيغارو تستعيد وصف جحيم باريس خلال موجة الحر عام 1911 ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أيمن بكر - نامت نواطير مصر