أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار جاف - الجمهورية الاسلامية : الاسماء الکوردية محرمة شرعا














المزيد.....

الجمهورية الاسلامية : الاسماء الکوردية محرمة شرعا


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1085 - 2005 / 1 / 21 - 12:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حين تواترت الانباء من مدينة مهاباد الکوردية " عاصمة أول جمهورية کوردية في التأريخ " عن قرار " إسلامي للنخاع " صادر من عاصمة دولة ولاية الفقيه حول منع تعليق الاسماء الکوردية على المحلات و المعارض في المدن الکوردية و تبديلها بأسماء أخرى أقرب للإسلام من قبيل الاسماء الفارسية! لم أصدم و حتى لم أتفاجأ بتلک الانباء إطلاقا ، بل إنه الاسلام السياسي الحقيقي و الواقعي بعيدا عن کل الرتوشات و المساحيق . الاسلام الذي نشأ في کنف الدولة الصفوية و تم تجييره و تسيسه و تشذيبه بما يوافق طموحات الشاهات الجدد للدولة الصفوية في مواجهة سلاطين الدولة العثمانية . هذا الاسلام عاد مجددا بعربة يقودها "ولي فقيه " يشترط أن يکون أيرانيا عن أب وجد ، وليس من خيار أمام المسلمين سوى مبايعته و تنفيذ أوامره المستنبطة من المتون الشرعية . ولعل الفقيه الايراني الراحل " مرتضى مطهري " کان واضحا جدا في تسيس الاسلام و توجيهه وفق المسار الايراني في کتابه الموسوم " أيران و الاسلام.. الإسهامات المتبادلة " حيث يبين عبر الاجزاء الاربعة للکتاب ماقدمه الاسلام لإيران و ماقدمته إيران للإسلام ، ويقوم بعملية هي أشبه بالمفاضلة و أقرب للمقارنة بين الجانبين . والحق أنا أشهد بالذکاء الحضاري للإيرانين و قدرتهم الفائقة في تفهم الامور و تسيسها و هي حقيقة يشهد لها التأريخ عبر أکثر من 2500 سنة . ولست من الذين يعتقدون أن العقل الايراني يقف مکتوف الايدي أمام الدين الاسلامي الذي تتفرع فيه المذاهب و الاتجاهات الفقهية ، لينتظر الاخرين کي يفتون في أمره . ومجرد وجود حوزة " قم " العلمية في مواجهة الحوزة العلمية في النجف کاف للاستدلال على الاستقلالية الفکرية للعقلية الايرانية و ليس هذا فحسب وإنما توضع حوزة " قم " في بعض الاحيان في مواجهة الازهر نفسه من خلال المناظرات الفکرية و الفقهية بين علماء الجانبين . من هنا کان وصول إسلام کهذا الى دفة الحکم يحمل في ثناياه أکثر من طموح سياسي و فکري و حتى إقتصادي ، لم يکن لمجرد صدفة أو لقضاء نزهة بريئة ، بل هو مشروع مبرمج و مخطط له لفرض هيمنة العقل الايراني على الدول الاسلامية تحت مظلة الدين ! فمابالک بشعب مجزأ الوطن و مسلوب الحق کالشعب الکوردي حين يقع تحت أيدي مثل هذه العقلية ؟ بالامس القريب حاکموا الصحفية الکوردية شمزيني جيهاني تحت يافطة الشرع و القانون ! و هاهي أخت الصحفية ذاتها " شيرين جيهاني " الکاتبة و المخرجة الکوردية تفر بجلدها من مضايقة " الاطلاعات " الايرانية و تناشد الضمائر الحرة في العالم بمناصرة قضية أختها و الدفاع عنها . هذه السلطات نفسها وتحت ذرائع " الشرع و القانون " تقوم بإصدار مقررات تمنع بموجبها رفع الاسماء الکوردية على واجهة المحلات ، وليس هذا فقط وإنما يمنع بموجب القانون ذاته تسمية الاطفال الکورد بأسماء کوردية ! ولا أدري مالذي ذکرني فجأة بکتاب " إلزام الناصب في حجة الغائب " الذي ينادي مؤلفه بأن أصل الکورد من الجن ، ومن يدري فلعل فقهاء إيران تذکروا فجأة هذا الکتاب و أدرکوا أن الاسماء الکوردية الأصيلة هي أيضا ذات أصول " عفريتية " ولذا فلا مناص من إصدار أمر شرعي بتحريمها . أنا أعطيهم الحق کما ذکرت من البداية فهم محقون تماما في سياستهم الدينية أو ديانتهم السياسية " فالامر سيان " لکنني في نفس الوقت أيضا أعطي الحق کاملا لمکنسة الشعوب الايرانية حين تکنس هذه الطفيليات المعشعشة في قم و طهران الى حيث يلقون مکانهم المناسب !

کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شئ من الماضي الاوربي الاسود بخصوص النساء
- إيران النووية..إبحث عن الدجاجة
- أزمة الحضارة الغربية و اللاأزمة في الشرق
- المرأة و الخرافة
- حزب البعث الالماني الاشتراکي الخجول جدا جدا
- القضية الفلسطينية بين خيار الحماسة و منطق العقل
- أحمد سالار ...من أجل مسرح کوردي أصيل و معاصر
- رجل أم مجرد ظل لديک
- شئ عن الموقف و أصحاب المواقف
- الى أنظار صحفيي و ناشطي حقوق المرأة و الانسان في العالم : شم ...
- مظفر النواب : کلام متواضع في حقه
- أحمد رجب..معلمي و أستاذي و مناري الاول في عالم الصحافة
- فتاة طارت من أربيل الى مکة
- الى الاخ نزار رهک قليلا من الموضوعية في تقييم خيار الشعوب في ...
- أقتلوا الاشباح
- المسرح الکوردي و سبر أغوار المرحلة المقبلة
- نحو نظرة أکثر إشراقا للمستقبل الانساني
- کلام هادئ مع الراحل الکبير الدکتور علي الوردي
- عبدالجبار عباس وشئ من ذکراه
- سوريا ..البحث في المحال في الوقت المحال


المزيد.....




- هل سيلعب لوبي ترامب دورًا في انتخاب بابا الفاتيكان الجديد؟
- جدل في مصر حول من يحق له الإفتاء.. والأزهر يحسم الأمر
- الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية بدء التصويت لاختيار حبر ...
- حدثها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ل ...
- الفاتيكان يلغي رمزين من رموز سلطة البابا فرنسيس
- بنعبد الله يستقبل وفدًا روسيًا والمتحدث باسم جماعة “ناتوري ك ...
- الاحتلال يعتدي على أحد المعالم التاريخية الملاصقة لأسوار الم ...
- المسجد التذكاري.. رمز لبطولات المسلمين
- الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية بدء التصويت لاختيار حبر ...
- طريقة تنزيل تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات والعر ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار جاف - الجمهورية الاسلامية : الاسماء الکوردية محرمة شرعا