أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نزار جاف - القضية الفلسطينية بين خيار الحماسة و منطق العقل














المزيد.....

القضية الفلسطينية بين خيار الحماسة و منطق العقل


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1079 - 2005 / 1 / 15 - 11:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ ذلک الاقتياد الاجباري وأنا تلميذ في الابتدائية لمشاهدة فلم عن عمر أبن الخطاب خصص ريعه " کما قيل " للمقاومة الفلسطينية ، وأنا أسمع و أقرأ و أتابع کل مايتعلق بالشأن الفلسطيني . وأتذکر مختلف المراحل المريرة و الصعبة التي مرت بها تلک القضية العادلة ، ولاسيما مرحلة أيلول الاسود في الاردن عام 1970 و مرحلة الاجتياح الاسرائيلي للبنان في الثمانينات ومانجم عنه من تداعيات و مرورا بالقصف الاسرائيلي لمقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس ، فضلا عن الکثير من الاحداث المأساوية التي تخللت کل تلک المراحل التي لست في صدد الحديث عنها فمعظمها معروفة ، لکنني أرغب في طرح موضوع طالما أحببت المجاهرة به في سياق منفصل و مستقل لا کما کنت أستطرد في سياق موضوع آخر ذو صلة . الجانب الاکثر حضورا في ذاکرتي بشأن القضية الفلسطينية هو ذلک البعد الحماسي الذي رافق " ولايزال" هذه القضية ، الحماس في الاناشيد و الکتب و الصحف و حتى الابناء ! ورغم أهمية البعد الحماسي في أذکاء جذوة النضال لمقارعة العدو و نصرة القضية ، لکن الحماس حين يبلغ مستويات إستثنائية و غير مألوفة فأن ذلک کفيل " شئنا أم أبينا " بتحديد و تقليل دور العامل العقلي في تسيير و دفع القضية ، وقد لانغالي إذا قلنا إن الافراط في الحماسة يقود بصورة طبيعية الى الغرق في بحر العواطف مما يعني في النتيجة إقصاء العامل العقلي و إنهاء دوره في توجيه القضية تماما . ولم يکن عامل الحماسة دائما في خدمة القضية الفلسطينية ذاتها وإنما وببالغ الاسف وظف بإتجاهات و سياقات هي أبعد ماتکون عن تلک القضية ، خصوصا حين تدخلت النظم العربية الشمولية في خلفيات القضية و جعلتها " قميص عثمان " الذي رفعته و ترفعه کلما ضاقت بها الامور لإلهاء الجماهير العربية عن حقيقة واقعها المرير تحت ظل حراب الاستبداد الشمولي . لقد کان إستغلال النظام العربي الرسمي للقضية الفلسطينية من أجل ذاتها و لضمان بقائها السلطوي لا من أجل معاناة شعب مصادر وطنه بل إنني أجد هذا الامر ينطبق تماما على ما قاله" علي إبن أبي طالب" في جيش معاوية إبن أبي سفيان حين رفعوا المصاحف على الرماح " کلمة حق يراد بها باطل" . بماذا خدم الزعيق العروبي ـ الناصري للقضية الفلسطينية ؟ و ماذا قدمت لجنة القدس المنبثقة عن دول المؤتمر الاسلامي للقدس ؟ أين صارت دعوات التحرير المنطلقة من بغداد و دمشق و القاهرة و جدة و الخرطوم وحتى طهران ؟ ألم يثبت الزمان إنها مجرد فقاعات و بالونات دعائية تم تسويقها لغايات ميکافيلية بحتة ! إذ لاتحرير و لابطيخ ! ولاأعتقد أن تسويق القضية الفلسطينية بالحلة الاسلامية سوف يخدم المسار السياسي ـ التأريخي للقضية وإنما سوف يزيدها مشاکلا و تعقيدات هي في غنى عنها خصوصا وإن دهاقنة و أساطين هذا السياق الجديد مدعومين من أکثر النظم الشمولية إستبدادا و تعنتا سواءا في طهران أو جدة ! وقد جاءت الانتخابات الرئاسية الفلسطينية لتؤکد للعالم أجمع المدى الرفيع و الراقي للديمقراطية الفلسطينية وخلوها من کل أشکال الدکتاتورية التي تلف العالم العربي و الاسلامي على حد سواء وهي بذلک تسدد أنفذ سهم الى الجسد الواهن للنظم الشمولية على أمتداد الساحة العربية ـ الاسلامية وتثبت في ذات الوقت أن الفلسطينين قد سلکوا الطريق الاصح و الاضمن للوصول الى حقوقهم المشروعة وبصراحة کاملة و من دون لف أو دوران ماکان يتم هذا لو تجرى محادثات أوسلو مع الاسرائيلين و التي کانت " بسلبياتها و إيجابياتها " أفضل من کل الوعود الخاوية و الدجالة لأخوان الدم و العقيدة ! وواقع الامر أن إتاحة الفرصة لخيار العقل الذي يقوده السيد محمود عباس أفضل بکثير من خيارات طهران و العواصم العروبية التي تؤدي في نهاياتها الى مجموعة أنفاق لاتنتهي أبدا، أحسنها أسوءها !

کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا



#نزار_جاف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد سالار ...من أجل مسرح کوردي أصيل و معاصر
- رجل أم مجرد ظل لديک
- شئ عن الموقف و أصحاب المواقف
- الى أنظار صحفيي و ناشطي حقوق المرأة و الانسان في العالم : شم ...
- مظفر النواب : کلام متواضع في حقه
- أحمد رجب..معلمي و أستاذي و مناري الاول في عالم الصحافة
- فتاة طارت من أربيل الى مکة
- الى الاخ نزار رهک قليلا من الموضوعية في تقييم خيار الشعوب في ...
- أقتلوا الاشباح
- المسرح الکوردي و سبر أغوار المرحلة المقبلة
- نحو نظرة أکثر إشراقا للمستقبل الانساني
- کلام هادئ مع الراحل الکبير الدکتور علي الوردي
- عبدالجبار عباس وشئ من ذکراه
- سوريا ..البحث في المحال في الوقت المحال
- أصالة دور المرأة في المجتمع الکوردي
- الرجل المثالي جدا
- ماتحقق للمرأة في العقود المنصرمة : صفر و باليد حصان !
- لاخير في نظام فکري ـ إجتماعي يستمد قوته من غشاء البکارة
- تراجع الادب النسوي لماذا ؟
- لادين للنساء


المزيد.....




- هجوم روسي كبير يتسبب في قتلى بأوكرانيا وانقطاعات واسعة في ال ...
- ماذا يفعل إيلون ماسك بكل أمواله؟
- أفغانستان تعلن انهيار محادثات السلام مع باكستان .. ماذا بعد؟ ...
- تزايد أهمية الشراكة العسكرية ـ ماذا تمتلك تركيا لتقدمه لألما ...
- أوكرانيا: أربعة قتلى وانقطاع التيار الكهربائي جراء هجوم روسي ...
- ما السيناريوهات العسكرية المتوقعة بعد رفض حزب الله تسليم سلا ...
- اللوفر يشدد إجراءاته الأمنية بعد سرقة مجوهرات التاج الفرنسي ...
- تعثر محاولة جديدة لإنهاء الإغلاق الحكومي وملايين الجوعى الأم ...
- هل يشهد إقليم كردفان انطلاق المرحلة الثالثة من حرب السودان؟ ...
- لوموند: الدعم السريع يسابق الزمن لإخفاء آثار جرائمه في الفاش ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نزار جاف - القضية الفلسطينية بين خيار الحماسة و منطق العقل