أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزار جاف - مظفر النواب : کلام متواضع في حقه














المزيد.....

مظفر النواب : کلام متواضع في حقه


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1075 - 2005 / 1 / 11 - 11:02
المحور: الادب والفن
    


"فوراء محيطات الرعب المسکونة بالغيلان
هنالک قلعة صمت
في القلعة بئر موحشة
کقبور رکبن علي بعض
آخر قبر يفضي بالسر الی سجن
السجن به قفص تلتف عليه أغاريد ميتة
ويضم بقية عصفور مات قبيل ثلاث قرون، تلکم روحي"
هذا التداعي الغريب ـ الجميل في ترکيبته و توليفته و هذا التدوير الاغرب و الاجمل الذي رافقه، أعطي للمقطع الشعري الآنف لمظفر النواب طعما و نکهة خاصة يندر ان تجد لها بديلا او مثيلا. الکلمات تداف ببعضها و المعاني تتضاد و تلتقي وترسم أبعادا جديدة في الآفاق اللامحدودة للفکر و الوجدان الانساني، هذا هو النواب، هذا هو المهاجر و المغترب قسرا و حبا في الوطن و الانسان. النواب الذي لم تستطع کل أجهزة القمع و الاستبداد و الارهاب ان تمحو اسمه و شعره و کلماته المغناة من ذاکرة و وجدان أغلب العراقيين و خصوصا من نادم خمر قصائده و ثمل بسحر مضامينه الاعمق من العمق ذاته. فهو يمتلک مقدرة خاصة و فريدة من نوعها في خلط المضامين و الابعاد الفکرية و الخروج بحالات طلق و مخاض جديدة. ففي قصيدة"جسر المباهج القديمة" يقول النواب :
"سوف أحدثکم في الفصل الثالث عن أحکام الهمزة
في الفصل الرابع عن حکام الردة
وأما الان فحالات العالم فاترة
ملل يشبه علکة
لصقته الايام بقلبي"
هکذا إذن، من أحکام الهمزة الي حکام الردة، ثم يدلف لحالات العالم الفاترة، وفي النتيجة ومن جراء التراکم في کم لا تغيير فيه، تتولد في روح النواب الوثابة ملل يشعر به في الصميم، في القلب. لکنه وفي قصيدتي "إعترافتان في الليل و الاقدام علي الثالثة" و "مرثية الي ناجي العلي" يجمع بين معان عديدة متباينة، غايته الاساسية فيها فضح النظام السياسي العربي المترهل ککرشة بدين يئن من ترهلها و ثقلها. في اولاهما يقول :
"دقوا کفي بمسمارين من الصدأ الحامض
فارتج صليبي..

وانهاروا من ألمي

سألوا قدمي الغفران

وساح المکياج علي أوجههم و الشرف"
إنهيار الجلاد أمام الضحية هو إنعکاس لتأثر النواب العميق بثورة الامام الحسين و فلسفة إنتصار الدم علي السيف التي يؤمن بها السائرين علي نهج ذلک الامام الخالد، وهذا البعد الشيعي نجده في العديد من قضائده، وقد يکون لرکون النواب الي هذه الفلسفة من جراء شعوره باليأس و الاحباط من تغيير الواقع العربي المر و الواقع العراقي الصدامي الامر و الاتعس، وکرد فعل لارتجاج الصليب الذي هو في الواقع،الوطن تکون الفضيحة، فضيحة الحکام العرب، حين تزول اقنعة الوطنية الزائفة عن وجوههم الکريهة. اما في القصيدة الثانية التي کتبها للفنان الشهيد ناجي العلي، فيقول فيها :
"ماهذ?ه المسرحية بالدم و النار
تبکي التماسيح فيها ؟!
لقد طالت المسرحية
والصبغ سال علي أوجه البعض"
تبکي التماسيح التي ليست سوي رمز يشير من خلاله للحکام العرب، علي مآسي الوطن، لکن مع تراکم المآسي و إستمرارها تفضح تلک الدموع الکاذبة الحکام و تظهرهم علي حقيقتهم، في القصيدة الاولي يفضح الحکام من خلال تأثرهم الکاذب بما يجري للوطن، لکنه في القصيدة الثانية يفضحهم بزيف حزنهم أساسا.غير ان مظفر النواب في قصيدة" قمم" يسلک نهجا أعنف و أقذع لفضح "الجوقة" حين يصب جام غضبه بکلمات بذيئة في حق الذين" سرقوا فرحي" و الذين"باعوا فلسطين" بقوله :
"قمم
معزي علي غنم
مضرطة لها نغم
لتنعقد القمة
لاتنعقد القمة
لاتنعقد القمة
أي تفو علي أول من فيها
الي آخر من فيها
من الملوک..والشيوخ
والخدم"
إنها بحق الکوميديا النوابية الساخرة بطرازها الخاص، کوميديا تأخذه الجرأة فيها الي تجاوز کل حدود المألوف و المرعي ولاسيما حين يقول في قصيدته الاشهر"وتريات ليلية" :
"أبول علي الشرطة الحاکمين
أنه زمن البول فوق المناضد و البرلمانات و الوزراء
أبول عليهم بدون حياء
فقد حاربونا بدون حياء"
إلا أن تجاوز النواب للمألوف لم يأت إعتباطا وانما کرد فعل لخساسة الوضع القائم، فبول النواب علي الحکام بدون حياء جاء أساسا کحاصل تحصيل محاربة الحکام لشعوبهم بدون حياء ! لقد کان النواب و سيبقي صاحب الباع الاکبر في إستخدام المفردات السوقية بحق الحکام"السوقيين" ولم يکن هذا الامر الا تمردا علي عدم إستيفاء الکلمات العادية لحاجته في فضح و إدانة الواقع العربي الردئ. وفي ختام کلامي المتواضع هذا في حق شاعرنا العظيم، أردد مقطعا شعريا بليغا في معناه و هدفه للنواب والذي للاسف البالغ نسيت أسم القصيدة التي تنتمي إليها :
من کان تشوه
أو کان يموت بطيئا
فليتقدم !
کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد رجب..معلمي و أستاذي و مناري الاول في عالم الصحافة
- فتاة طارت من أربيل الى مکة
- الى الاخ نزار رهک قليلا من الموضوعية في تقييم خيار الشعوب في ...
- أقتلوا الاشباح
- المسرح الکوردي و سبر أغوار المرحلة المقبلة
- نحو نظرة أکثر إشراقا للمستقبل الانساني
- کلام هادئ مع الراحل الکبير الدکتور علي الوردي
- عبدالجبار عباس وشئ من ذکراه
- سوريا ..البحث في المحال في الوقت المحال
- أصالة دور المرأة في المجتمع الکوردي
- الرجل المثالي جدا
- ماتحقق للمرأة في العقود المنصرمة : صفر و باليد حصان !
- لاخير في نظام فکري ـ إجتماعي يستمد قوته من غشاء البکارة
- تراجع الادب النسوي لماذا ؟
- لادين للنساء
- تغشى وجدها الارق من النسمة فکان مخاض الشعر! فينوس فايق..کورد ...


المزيد.....




- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزار جاف - مظفر النواب : کلام متواضع في حقه