أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزار جاف - تراجع الادب النسوي لماذا ؟














المزيد.....

تراجع الادب النسوي لماذا ؟


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1056 - 2004 / 12 / 23 - 08:05
المحور: الادب والفن
    


ليس هناک موضوعين حساسين و حيويين مثيران للجدل و التباين في الطروحات مثل موضوعي حقوق المرأة و الحرية بأبعادها المختلفة. ولعل للترابط الجدلي العميق بين هذين الموضوعين أکثر من علة و دافع، فکلا الموضوعين متداخلين في بعضيهما و ليس بالامکان فصم عرى العلاقة بينهما بسهولة. ولم أذکر موضوع حقوق المرأة إعتباطا و إنما هو لب الموضوع و الاساس الذي يقوم بنيانه عليه، فکل دعوة تطلق لصالح المرأة لابد وان ترتبط في النهاية بموضوع حرية المرأة، من هنا فان تناولنا لموضوع الادب النسوي و ضرورته ينبع أساسا من رؤيتنا لعموم حرکة الواقع السياسي و الفکري القائم و المدى أو الحيز الذي تحتله المرأة من تلک الحرکة، وسوف لن نکون متفائلين بهذا الصدد إذ ان ذلک المدى أو الحيز هو في حالة من التراجع و الانکماش على نفسه. فبعد الزلزال الايراني الذي حدث في عام 1979 وأسفر عن سقوط عرش الطاوس في أيران، وإندحار القوات السوفيتية الغازية في أفغانستان و بروز ظاهرة الاسلام السياسي المتداخل مع مبدأ إستخدام القوة لازالة أسباب الظلم و العدوان، بدأت الدعوات المضادة لمبدأ حقوق المرأة و متعلقاته تتبلور على الساحة السياسية أکثر فاکثر. وبعد ان شهدت السوح الثقافية و الادبية في السبعينات و الثمانينات من القرن المنصرم أسماء مثل : نوال السعداوي، غادة السمان، ليلى بعلبکي، سعاد الصباح و غيرهن، واللائي أثبتن حضورا ليس في الامکان تجاهله أو نکرانه، تطفو الى الساحة في بدايات القرن الجديد دعوات صريحة لمحاربة مبدأ حقوق المرأة و تمييعه تحت واجهة و ذريعة المساس بالدين!
ولعل ماعانته و تعانيه الاديبة المصرية الکبيرة نوال السعداوي من الضغوطات المختلفة تحت يافطة الدين، نموذجا ساطعا لما نلمح اليه. فرواية " سقوط الامام " التي کتبتها السعداوي قبل أکثر من عقدين من الزمان، يتذکرونها فجأة اليوم و بسبب أو ذريعة منها يشنون هجوما غير تقليديا لا يتعلق بالعمل الادبي وحده وانما يتعداه الى الحياة العائلية الخاصة للدکتورة نوال السعداوي! من هنا تظهر العقبة الکأداء ليس في وجه الادب النسوي فحسب وانما في وجه الوجود النسوي ذاته. وليس غريبا أن تشهد الساحة الفنية نتاجات فنية من أمثال " الحاج متولي " في مصر و " إمرأة أخرى " في ايران و اللتان تدعوان کليهما الى مبدأ تعدد الزوجات!! والغريب في الامر ان للدولتين المذکورتين ثقل خاص بالنسبة للمسلمين وان تبنيهما لهکذا توجهات " وأخرى عديدة ذات صلة بالموضوع " تبين بوضوح أن الامر ليس مجرد مسلسلة درامية فحسب وانما يتعداه الى مديات أوسع و أشمل، تطرح من خلالها مفاهيم تدعو بصورة " عصرية " الى تحجيم دور المرأة و تحديد سياق مساراتها. وليس غريبا ان تتواجد في المکتبات کتب و مؤلفات جديدة تمت صياغتها اساسا لمخاطبة المرأة في هذا العصر بلغة عصور خلت! کتب تدعوها الى التمترس في البيت و الاحتشام الکامل إذا خرجت، وإرضاء الزوج و إرضاع الاطفال والسلام! وکأن المرأة إذا خرجت للنور ستنسى أمومتها و تلغي دور زوجها من حياتها، وکأنها إذا لبست شيئا من الملابس المتبرجة ستهد بفعلتها معظم زوايا و أرکان المجتمع! الحقيقة ان الاشکالية لاتکمن إطلاقا في ماسيحدث لو خرجت المرأة و مارست دورها الحيوي في المجتمع کانسان أعتيادي شأنها شأن أخيها الرجل، لکن الخلل يکمن أساسا في نظرة الرجل و تفهمه لموضوع حرية المرأة. صحيح اننا لاننتظر ان تغدو المرأة الشرقية بين عشية و ضحاها في مصاف سيمون دو بوفوار أو فرانسواز ساغان، لکننا في نفس الوقت لانبقى مکتوفي الايدي و الاغلال توضع في يديها من جديد باسم الدين والقيم الاجتماعية التي أکل عليها الدهر و شرب! ان المثقفين مدعون لمناصرة حرية المرأة و ثقافتها والوقوف معها بکل قوة من اجل ضمان دورها الحيوي و الطبيعي في المجتمع وکذلک تهيئة الاجواء المناسبة لها کي تقول کلمتها و تطرح موقفها و مفاهيمها من الامور و القضايا المختلفة.

کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا



#نزار_جاف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لادين للنساء
- تغشى وجدها الارق من النسمة فکان مخاض الشعر! فينوس فايق..کورد ...


المزيد.....




- زلزال في -بي بي سي-: فيلم وثائقي عن ترامب يطيح بالمدير العام ...
- صورة -الجلابية- في المتحف تثير النقاش حول ملابس المصريين
- مهرجان -القاهرة السينمائي- يعلن عن أفلام المسابقة الدولية في ...
- زلزال في -بي بي سي-: فيلم عن ترامب يطيح بالمدير العام ورئيسة ...
- 116 مليون مشاهدة خلال 24 ساعة.. الإعلان التشويقي لفيلم مايكل ...
- -تحيا مصر وتحيا الجزائر-.. ياسر جلال يرد على الجدل حول كلمته ...
- منتدى مصر للإعلام يؤكد انتصار الرواية الفلسطينية على رواية ا ...
- بابكر بدري رائد تعليم الإناث في السودان
- -على مدّ البصر- لصالح حمدوني.. حين تتحول الكاميرا إلى فلسفة ...
- هل تحلم بأن تدفن بجوار الأديب الشهير أوسكار وايلد؟ يانصيب في ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزار جاف - تراجع الادب النسوي لماذا ؟