أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزار جاف - المسرح الکوردي و سبر أغوار المرحلة المقبلة














المزيد.....

المسرح الکوردي و سبر أغوار المرحلة المقبلة


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1069 - 2005 / 1 / 5 - 07:44
المحور: الادب والفن
    


لقد عانت الثقافة الکوردية بمختلف قنواتها و خصوصا في مجالي الادب و الفن، الامرين من الحکومات الدکتاتورية التي تعاقبت علی حکم العراق، حيث کان هاجسها الدائم هو إبقاء الصوت الکوردي خافتا و مهمشا، إذ لم تقم طيلة تربعها علی دست الحکم باي جهد ايجابي يذکر لصالح الثقافة الکوردية. ولم يکن غريبا وفق هذا السياق ان يکون الاديب او الفنان الکوردي تحت التأثير الشديد للثقافة العربية، بل وحتی ظهر ذلك واضحا في الکثير من النتاجات الثقافية الکوردية التي کانت تفتقد الطابع الکوردي في مضمونها و ماهيتها، فکان هناک مثلا أغاني کوردية في کلماتها و عربية في لحنها و ادائها بل وحتی في روحها و طابعها، وکذلک ظهرت قصص و مسرحيات کوردية کانت في الحقيقة نقلا خشبيا لمثيلاتها العربية. في مثل هذه الاجواء کان ترعرع و نشوء المسرح الکوردي في کوردستان العراق، لکن تنامي الوعي القومي الناجم عن الحرکة التحررية الکوردية، منح المسرحيين الکورد زخما و بعدا معنويين تبلورا في الاعمال المسرحية، حيث بدأ الطابع الکوردي او الروح الکوردية جلية في المضامين التي بدأت بدورها بالتصدي للموضوعات التي تهم الانسان الکوردي ، ولسنا هنا بصدد التعرض لموضوع المسرح الکوردي في تلک الحقبة التي المحنا إليها آنفا، بقدر مانحن نريد الاشارة إليه وفق مايحتاجه سياق الموضوع. فقد إستطاع المسرح الکوردي خلال العقود الخمس الاخيرة من القرن الماضي و خصوصا العقود الثلاثة الاخيرة منها ان يجسد ملامح و سمات مسرح کوردي تترائی فيه الخصوصيتان المکانية و الزمانية مع وشائج واضحة تطفح منها الاصالة. وفي الوقت الذي کانت فيه مواضيع المسرح الکوردي في عقد الخمسينيات عامة الا ان عقد الستينات جاء ليطرح بدايات الخصوصية في المسرح الکوردي، لکن الامر شهد إضطرادا مفعما بالحيوية في عقد السبعينات، ولاسيما في الاعمال المسرحية لفنانين من امثال : احمد سالار، طلعت سامان، بديعة دارتاش، فرهاد شريف، غازي بامرني، صفوت جراح، الراحل عثمان جيوار، جليل زنکنة و سعدون يونس و صباح عبدالرحمن و آخرون عديدون ساهموا في إرساء دعائم مسرح کوردي يرنو نحو الاستقلالية في الشکل و المضمون . وجاء عقد الثمانينات ليشهد ميلاد رعيل جديد من المسرحيين الشباب الذين ساهموا في إذکاء جذوة حرکة مسرحية جادة و فعالة کان من ضمنهم: شمال عمر، الراحل کريم عثمان، جهاد دلباک، اسماعيل هورامي، ژيلوان طاهر،دانا علي، کامران رؤوف، عادل حسن، سرکوت مجيد، مسعود عارف وآخرون کان لهم الفضل في رفد حرکة المسرح الکوردي بذلک المد الجارف. والذي يجب ان نلمح له في اعمال الفنانين الآنفي الذکر لعقدي السبعينات و الثمانينات، هو ان الموضوع الاساسي و الطابع الغالب لمعظم الاعمال المسرحية کان سياسي المحتوی و يرتبط إرتباطا وثيقا بالوضع القائم. ولکن حين جاءت حرب عاصفة الصحراء و قلمت أظافر دکتاتور بغداد في کوردستان حيث شهد الوضع هناك إنفراجا ايجابيا تنفس الناس فيه الصعداء و شرعوا لاول مرة يعيشون حياتهم بصورة طبيعية و يتنسمون عبير الحرية، وجد المسرحيون الکورد انفسهم في حيرة من امرهم، فالوضع الجديد لم يعد يتلائم مع الاتجاه الفکري السائد في المرحلة السابقة. والحق ان کل مرحلة زمنية معينة تحمل في احشائها مجموعة عوامل تصنع او ترسم الخطوط العامة و الخاصة لحرکة الحياة، وعودة الی تاريخ المسرح نفسه يجسد هذا الامر بوضوح ، فلو تاملنا في المسرح الروماني الذي تلا عصر السيطرة الاغريقية، لوجدنا انها تجنح الی مواضيع خاصة بها بعيدا عن المواضيع و الاساطير الاغريقية وليس هذا فحسب وانما تعدی الامر الی الشکل المسرحي الذي شهد هو الآخر ايضا تغييرا فيه وصار المسرح الروماني يمتلک هوية و طابع خاص به. ونفس الامر ينطبق علی المسارح الاوربية المختلفة في عصر النهضة الذي شهد إنقلابا جذريا في الشکل و المضمون، واستمر هذا التغيير في التوسع و الاضطراد في الفترات الزمنية اللاحقة التي حظت المجتمعات الاوربية بقدر اکبر و اوسع من الحريات المختلفة حيث إنعکس ذلک في الاعمال المسرحية و منحها زخما و عمقا فکريا و اخلاقيا واضحا. ولعل انتهاء عصر " منع التجول" و "إکراه الناس علی سب الزعيم الکوردي الراحل البارزاني مصطفی" و " حرق الکورد في الکهوف التي تحصنوا فيها من قبل الجيش العراقي" و " تدمير القری و إجلاء سکانها الی اماکن اخری لاينتمون اليها بصلة" و " تراجيديا حلبجة و کارثة الانفال" وبدلا من ذلک مجئ عصر جديد يعاصر الشباب فيها " الحرية بمختلف اشکالها" و " الاطباق المستقبلة" و " الکومبيوتر و الانترنيت" و مفاهيم مثل" حوار الحضارات ، العولمة" کل ذلک يجعل المسرحيين الکورد امام تحدي جديد في البحث الجاد عن القواسم المشترکة العظمی للمواضيع التي تهم المجتمع الکوردي الجديد. وهنا لا يسعنا الا ان نشير الی تلک الطاقات المسرحية المبدعة التي ظهرت في فترة مابعد افول عصر الاستبداد البعثي و بزوغ شمس حرية کوردستان، من امثال صديق حسين و ارسلان درويش اللذين طرحا و لاول مرة مواضيع مسرحية جديدة و جريئة في الطرح و المعالجة ورافق ذلک سعي جاد و واضح لخلق اشکال و انماط مسرحية جديدة تواکب و تلائم المواضيع. وفي اعتقادنا ان النموذجان الانفان و نماذج اخری لا تسعفنا الذاکرة باسمائهم، يجعلون الامل کبيرا ببداية عصر مسرحي زاهر في کوردستان ، عصر الحرية و الانسان و المستقبل.
*کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو نظرة أکثر إشراقا للمستقبل الانساني
- کلام هادئ مع الراحل الکبير الدکتور علي الوردي
- عبدالجبار عباس وشئ من ذکراه
- سوريا ..البحث في المحال في الوقت المحال
- أصالة دور المرأة في المجتمع الکوردي
- الرجل المثالي جدا
- ماتحقق للمرأة في العقود المنصرمة : صفر و باليد حصان !
- لاخير في نظام فکري ـ إجتماعي يستمد قوته من غشاء البکارة
- تراجع الادب النسوي لماذا ؟
- لادين للنساء
- تغشى وجدها الارق من النسمة فکان مخاض الشعر! فينوس فايق..کورد ...


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزار جاف - المسرح الکوردي و سبر أغوار المرحلة المقبلة