أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نزار جاف - إيران النووية..إبحث عن الدجاجة














المزيد.....

إيران النووية..إبحث عن الدجاجة


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1083 - 2005 / 1 / 19 - 11:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



هناک حکاية کانت جدتي ترويها لي أيام کنت طفلا ، و مضمونها أنه کان هناک بيتا في قرية إشتهر بإمتلاکه للکثير من الماشية و الطيور الداجنة . ولم تقع أية حادثة من قبيل السرقة أو الخطف أو الافتراس للحيوانات الساردة الذکر ، حتى جاء اليوم الذي دخل فيه الابن على أبيه ليخبره بأن دجاجة قد إختفت و لايعلم شيئا عن سر إختفائها . فقال الاب بروية : إذهب و إبحث عن الدجاجة ! وفي اليوم التالي نادى الابن بأن خروفا قد إختفى ، فقال الاب في هدوء : إذهب و إبحث عن الدجاجة ! وفي اليوم الثالث صاح الابن بأن بقرة قد إختفت ، فکرر الاب طلبه من إبنه : إذهب و إبحث عن الدجاجة ! فقال الابن مستغربا و مستنکرا طلب أبيه بقوله : أنا أقول بأن بقرة قد أختفت و أنت تقول إذهب و إبحث عن الدجاجة ؟ فأجابه الاب بهدوء تام : لو بحثت عن الدجاجة في اليوم ووجدتها لما إختفى الخروف و لا البقرة ! هذه الحکاية تذکرتها و أنا أتابع الملف النووي الايراني و إنعکاساته و تداعياته التي آخرها " وليس أخيرها " تصريح الرئيس الامريکي عن إحتمال توجيه ضربة عسکرية الى أيران على خلفية إمتلاکها لأسلحة نووية . ولم يجف ريق بوش من تصريحه الانف حتى تحدثت تقارير صحفية عن تواجد قوات أمريکية خاصة في داخل أيران و هو أمر لم تنفيه البنتاکون رغم رفضها للنبأ ! لکن العلة ليست في تواجد قوات أمريکية في أيران أو عدم تواجدها و إنما في الملف النووي الايراني الذي کلف ويکلف أيران الکثير من الجهد و المال و القلق ! فإستقراء بسيط للمسار النووي الايراني يدل بوضوح أنه ليس بذلک الامر الهين حتى تترک أيران تغزل صوفها النووي وسط جيرانها المتوجسين ريبة منها ناهيک عن الدولة العبرية التي تنظر بقلق بالغ لسعي أيران لإمتلاک التقنية النووية ! ويأتي الاصرار الايراني على الاستمرار في اللعبة النووية بعد إختفاء طالبان و القاعدة من المسرح السياسي في أفغانستان " الدجاجة " ثم إختفاء البعث و دکتاتوره من العراق " الخروف " و أخيرا و ليس آخرا التخلي الليبي الرسمي عن البرنامج النووي " البقرة " کل هذا المسلسل الغريب و القريب جغرافيا من أيران جرى على مسمع و بصر دول العالم کافة وکانت أحداثها الميلودرامية کافية لنقل رسالة واضحة المعالم الى دول العالم عن طبيعة النظام الدولي الجديد الذي خلف نظام القطبين السابق . ولابد في نفس الوقت الاشارة الى السيناريوهات التي حدثت في منطقة البلقان و مانجمت عنها من تداعيات أثبتت المنطق الاحادي في توجيه الاحداث . بعد کل ذلک وفي أجواء دولية ملبدة و مشحونة ببرامج و أهداف اليمين الامريکي المهيمن على مقاليد الامور في واشنطن وفي خضم التراخي و الليونة الاوروبية و الانقيادية الروسية و الصمت الصيني ، تحاول طهران السباحة ضد التيار من دون قارب أو حتى طوق نجاة ! فالاصرار الايراني على الاستمرار في لعبة القط و الفأر مع الغرب بشکل عام و الولايات المتحدة بشکل خاص ، لايرى فيه المراقبون من جدوى سوى قتل الوقت و إستهلاک الشعارات داخليا و إقليميا سيما وإن إيران لاتحبذ التخلي عن بعدها الايديولوجي في الساحة بين عشية و ضحاها ، أو بتعبير أدق لاتحب تکرار المشهد الليبي البارد بطاقمها الحالي من الممثلين الذين يلعبون أدوارا جدية في مسرحية عقائدية لايتسع الوقت کي تستمر أحداثها بشکل متتابع ، خصوصا وأن المسرحية العقائدية لطالبان لم يکتب لها النجاح إسلاميا رغم" قربها المذهبي" من عموم مسلمي العالم إن لم نسميه إخفاقا ذريعا ، فکيف الامر مع دولة تتبني منهج " ولاية الفقيه " التي أشتقت أساسا من مبادئ الفقه الشيعي و هي بذلک لاتضمن عدم الفهم من قبل السواد الاعظم لمسلمي العالم فحسب ، وإنما تدرک يقينا الرفض الضمني لها . ولعل إستمرار تفاقم الوضع الاقتصادي الايراني نحو الاسوأ بدليل تدهور الوضع المعاشي لغالبية الشعب الايراني ، يؤکد أن القادة العقائديون لإيران بعد مضي مايقارب من ربع قرن على إسقاط الشاه لم يستطيعوا أن يقدموا أداءا إقتصاديا جيدا بل وحتى لم يستطيعوا مجارات الاداء الاقتصادي للحکم الشاهنشاهي و إنما کانوا الاسوأ بحق ! أما الوضع السياسي فرغم تماسکه" بالحديد و النار" لکنه مع ذلک لايستطيع إخفاء ثغراته الآخذة في الاتساع يوميا . إن العلة الاساسية في إخفاق النظم الشمولية في بلدان العالم الثالث في مواجهاتها مع الغرب يکمن في عدم وجود برنامجها السياسي و الاقتصادي و الفکري المستقل و الواضح وإنما هي تخوض الصراع بمقومات الاخفاق المضمون سلفا ، وقد کان إختفاء طالبان من المسرح السياسي يعود أساسا الى هذا السبب الجوهري . من هنا فإن خوض الصراع في سبيل تقنية هي بالاساس مستوردة ، ببنيان إقتصادي مهزوز و نظام سياسي غير مستقر أشبه بلعبة الروليت الروسية ، فرصاصة الموت قد تنطلق في أية لحظة من المسدس الامريکي المصوب نحو رأس النظام السياسي في إيران !

کاتب وصحفي کوردي
مقيم في المانيا



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الحضارة الغربية و اللاأزمة في الشرق
- المرأة و الخرافة
- حزب البعث الالماني الاشتراکي الخجول جدا جدا
- القضية الفلسطينية بين خيار الحماسة و منطق العقل
- أحمد سالار ...من أجل مسرح کوردي أصيل و معاصر
- رجل أم مجرد ظل لديک
- شئ عن الموقف و أصحاب المواقف
- الى أنظار صحفيي و ناشطي حقوق المرأة و الانسان في العالم : شم ...
- مظفر النواب : کلام متواضع في حقه
- أحمد رجب..معلمي و أستاذي و مناري الاول في عالم الصحافة
- فتاة طارت من أربيل الى مکة
- الى الاخ نزار رهک قليلا من الموضوعية في تقييم خيار الشعوب في ...
- أقتلوا الاشباح
- المسرح الکوردي و سبر أغوار المرحلة المقبلة
- نحو نظرة أکثر إشراقا للمستقبل الانساني
- کلام هادئ مع الراحل الکبير الدکتور علي الوردي
- عبدالجبار عباس وشئ من ذکراه
- سوريا ..البحث في المحال في الوقت المحال
- أصالة دور المرأة في المجتمع الکوردي
- الرجل المثالي جدا


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نزار جاف - إيران النووية..إبحث عن الدجاجة