مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 3676 - 2012 / 3 / 23 - 11:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الدين – الإيديولوجيا – السلطة
الوعد الذي قطعه النبي محمد لأتباعه , أي لكل المسلمين , كان واضحا , لم يتعلق فقط بخلودهم في الجنة أو الجحيم لخصومهم , أي باليوم الآخر , أو بما يسمى بالحياة بعد الموت , لقد كان وعدا واضحا و مباشرا , دنيويا , وعدا بامتلاك كنوز كسرى و هرقل , و ملك كسرى و هرقل , من الصحيح أنه رفض عرض زعماء قبيلة قريش عندما فاوضوه بأن يصبح ملكا , لكن فقط لأنه كان يرى ما هو أبعد من مجرد مملكة في الصحراء , كان محمد , كأي نبي أو قديس أو مصلح أو منتج للإيديولوجيا , يريد تأسيس حكم يتجاوز الزمان و المكان , سلطة مطلقة و دائمة , هذا هو الحلم الذي يتمسك به رجال الدين المسلمون اليوم و غدا و بالأمس ... مثل أي دين آخر يتجاوز وضعيته العقيدية إلى وضعية مؤسساتية , ليس الدين , أي دين , إلا محاولة لتحديد من "يستحق" السلطة , المطلقة , في هذه الأرض كما في السماء , و هذا هو دور الإيديولوجيا أيضا , كل إيديولوجيا سلطوية , لكن هذا يحتاج إلى آلية وسيطة لتحويل الدين أو الإيديولوجيا نفسها إلى سلطة هي التمثيل , أو في الواقع الإدعاء بتمثيل مجموعة بشرية تحدد على أساس قومي أو ديني أو طائفي أو عرقي أو حتى طبقي الخ ... الاستخدام الأساسي للدين و الإيديولوجيا من قبل كل سلطة هي قمع الناس الذين تدعي تمثيلهم و تمنع أي تنظيم ذاتي لهم مستقل عنها لكي تبقي على أسطورة تمثيلهم الذي هو مبرر سلطتها المطلقة , الدين ليس إلا وسيلة قمع و تهميش لجماعة المؤمنين أنفسهم و اغترابهم عن تقرير مصيرهم بأنفسهم .. من جانبها فسرت الستالينية الماركسية على أنها ديكتاتورية الحزب ثم ديكتاتورية الزعيم باسم البروليتاريا التي لم يكن من الممكن إقامة مثل هذه الديكتاتورية من دون حرمانها من أي سلطة فعلية أو تأثير على حياتها أو على نتاج عملها , بل من دون قمعها , قمع أي نضال مستقل , و أي تنظيم مستقل لها باستخدام مفرط و استعراضي – إرهابي لقوة ديكتاتوريتها , هذا أيضا ما فعلته "الأنظمة القومية" ( عبد الناصر – الأسد الأب و بشكل أسوأ و أكثر دموية و تفاهة الابن – القذافي – صدام ) التي قامت على قمع المجموعات القومية التي ادعت تمثيلها .. إن كل عملية تمثيل أو تفويض تنطوي على تهميش و استلاب , لهذا بالتحديد قامت فكرة الديمقراطية المباشرة الثورية على نقض فكرة التمثيل أو التفويض , على أن تمارس الشعوب – الجماهير تقرير مصيرها بنفسها مباشرة من خلال شبكة غير هرمية من مؤسسات أفقية قاعدية كالسوفييتات , المجالس , اللجان الشعبية في الأحياء , القرى و المصانع و الجمعيات العامة للبشر في مكان السكن أو العمل
مازن كم الماز
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟