مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 3674 - 2012 / 3 / 21 - 16:40
المحور:
حقوق الانسان
تغيظ تلك التعليقات التي تشبه أحكام رجال الدين التي تحاكم شباب الإيمو على أنهم "غير طبيعيين" , و بحاجة للتفهم و الرعاية , لإعادتهم إلى جادة الصواب على الأغلب , من يحتاج لأن يحاكم و يعاد إلى جادة الصواب هو النظام السائد , الوعي السائد , القمعي , البطريركي , الذي يسلب الإنسان حقوقه الإنسانية التي يفترض أن تكون جوهر إنسانيته الفعلية و يحوله إلى آلة فقط , إما للعمل المتفاني أي للاستغلال من قبل رأس المال , أو للقتل بيد الطغمة الحاكمة , أي إلى شرطي تافه مأجور , أو بيد المؤسسة الدينية التكفيرية , أي إلى مؤمن برتبة قاتل لمن يتجرؤون على استخدام عقولهم بحرية و المس بمقدسات تلك المؤسسة التي تزعم دون توقف أن ما تقوله هي الحقيقة المطلقة التي لا يرفضها إلا جاحد , من يحتاج لأن يحاكم , ما هو غير طبيعي , هي كل تلك السلطات التي تنهش أرواحنا و حريتنا و لا تقبل أن تتركنا إلا عبيدا خانعين , من سلطة الأب إلى رجل الدين و رجل الشرطة و و السياسي و الضابط و المعلم و السجان و "الرأي العام الأخلاقي" الخ , الإيمو كموسيقا ليست هي الإيديولوجيا السائدة في الغرب كما يدعي أنصار الحديث عن إيديولوجيا شرقية مستقلة و الذين ينكرون أية صفة إنسانية جامعة للفكر الإنساني خاصة التحرري , صحيح أنها مثلت و تمثل احتجاجا على الواقع السائد في أوروبا و أمريكا الرأسماليتيين , صحيح مع ذلك أن الرأسمالية الغربية لا تعتمد فقط على القمع وحده في مواجهة أشكال الاحتجاج هذه كما تفعل نظيرتها الشرقية , بل تحاول أن تحول كل شيء , حتى أشكال معارضتها و الاحتجاج عليها إلى سلعة و مصدر للربح و لإعادة إنتاجها إيديولوجيا من جديد , هذا هو الفرق الأساسي بين طريقة تعامل البرجوازية الشرقية و الغربية مع أشكال الاحتجاج الشبابي هذه , شباب الإيمو لا يحتاجون تصريحا من أحد , لا رجل دين أو سياسة أو "مثقفين" ليبراليين أيضا , القضية هو في تطوير كل احتجاج على أية سلطة قمعية في المجتمع , حيث تدعم تلك البنى القمعية بعضها البعض عموما و تتنافس أحيانا على استعبادنا كبشر , لمواجهة فكرة القمع نفسها , فكرة استلاب الإنسان لصالح سلطة ما , فوقه , لتحطيم علاقة العبد / السيد و استبدالها ببنى اجتماعية عقيدية سياسية تقوم على علاقة ند – ند إنسانية , علاقة توفر الحرية لكل إنسان و تحرم أيا ان من فرض رأيه أو استغلال أو استعباد الآخرين
مازن كم الماز
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟