أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسين القطبي - روح الطالقاني في جسد اياد جمال الدين














المزيد.....

روح الطالقاني في جسد اياد جمال الدين


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 1075 - 2005 / 1 / 11 - 09:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


المتتبع لمسار الثوره الايرانيه يعرف السيد اية الله الطالقاني، الرجل ذو التقاطيع السمحه والنظرات التي كانت تنم عن حنو ورويه، الاعلم من الخميني حوزويا انذاك، والاكثر التصاقا بالجماهير الايرانيه بحكم علاقاته بالفئات التنويريه وبقائه في البلد رغم السجن وممارسات رجال السافاك الشاهنشاهي قبل التغييرعام 1979.
والذي يتتبع الوضع الراهن في العراق يلحظ وجود سخصيه ذات ملامح قريبه من ذلك الرجل، بنفس القدر من الانفتاح الفكري والتعامل العقلاني مع المتغيرات رغم فارق السن والظرف الزماني وهو السيد اياد جمال الدين.
الاول ساهم وبشكل ملحوظ في تهيأة الاجواء لقيام دوله دينيه عن طريق اقناع الشرائح الاجتماعيه التي تكون ذلك البلد بسماحة الدين الاسلامي عموما والفكر الشيعي على وجه الخصوص، وبدد المخاوف من اي امكانيه لقيام حكومه ثيوقراطيه تمارس سلطتها عن طريق ادعاء الاستلهام الرباني و تنفيذ الاحكام المطلقة الخير، بل دعى الى مجتمع متسامح يتوافر فيه قدر عال من الحريات المدنيه في ممارسة اسلوب حياة عصري، فضلا عن المعتقدات والايديولجيات المختلفه.
والثاني، الشاب الذي يبدو وكانه اختط لحيته حديثا، رجل دين شيعي، يدعو الى قيام دوله علمانيه، واطلاق الحريات الاجتماعيه، بل والحوار مع مختلف التيارات الفكريه حتى تلك التي كانت محرمه واعتبرتها الحوزة حتى القريب "كفرا والحادا"، وفي هذا ما يكفي من دلالة لفهم التركيبة الفكريه والفلسفة العصريه التي يبشر بها، والتي من شأنها ان تبدد مخاوف الشارع العراقي من سيطرة متحجره لفكر سياسي يدعي الدينيه كما هو الحال في اقرب البلدان، او الدولة الشيعيه الوحيدة في العالم.
واذا كان اية الله الطالقاني قد مهد لسيطرة الامام الخميني، ولنظام حكم ولاية الفقيه الذي اعلنه الاخير عن طريق تلك الصورة الوادعه التي رسمها و دغدغة امال الجموع الثائره بقرب اقامة حكومة عدل الامام علي، والتي تعتبر مطلقة العداله. فان السيد اياد جمال الدين يبشر بعهد جديد من مراحل تطور الفكر الديني، ويهيئ الناخب العراقي مع اعتدال اراء المرجع الاول السيد علي السيستاني، لفكرة ان رجل الدين يمكن ان يحمل الحل الناجع لمشاكل عصريه كانت هذه الشريحة تحرم فيها وحتى القريب المنظور حتى جهاز التلفزيون، بل ربما مازال البعض يعيش تلك الفترة المتاكله من عمر المجتمع.
النتائج التي الت اليها سماحة و حنو اية الله الطالقاني هي اقتناع الشارع الايراني بصورة رجل الدين المحاور المتفتح الذي يقبل الاخر، لكن عمره السياسي قد انتهى بضروف غامضه بعد ان استطاعت الدوله الدينيه المرتكزه على ديكتاتورية المرشد الاعلى تثبيت اوتادها، ثم محاربه كل الاطياف السياسية التي كان يضج بها الشارع الايراني، وبعد قمع كل المنتديات الفكريه التي كانت تقام عفويا في زوايا الاسواق والطرقات المكتظه وشروع محاكم الثورة التي يقودها ائمة الجمعه في المحافظات بسلسلة الاعدامات العشوائيه والتي لم تكن تدون.
السيد اياد جمال الدين يطل على الشارع العراقي في نفس الفترة الانتقاليه الحرجه التي تمر بها الدوله، وهي مرحلة الحريات وازدحام التنظيمات الحزبيه، وهي نفس تفاصيل البرهه التي اعقبت سقوط الحكم الملكي الايراني انذاك، يعكس صورة المعمم الورع المتسامح الذي يحاور الاطياف حتى المتنافره، ينتقد سلبيات النظم الدينيه المتشددة بما فيها نظام ولاية الفقيه نفسه، وهو بهذا انما يؤسس لتصور جديد عن رجل الدين الذي لم يره العراقيون في السلطة بعد، والذي سوف يكون سندا للتكافل الاجتماعي وصيانة لحمة المجتمع.
انتهت الثورة الايرانيه الى نظام بوليسى يحاكي كل الحكومات الديكتاتورية القمعية مستفيدة من حرب طويلة الامد (1980-1988) لخنق اي بوادر ردة او نقاش تصحيحي يستهدف تقويم مسار الثوره وذلك بنهاية عهد الحريات التي مثلها زمن اية الله الطالقاني.
فهل ينتهي عهد السيد اياد جمال الدين بعد الانتخابات اذا ما وصلت حكومة رجال دين - وهذا غير مستبعد- خصوصا اذا ما اكملت الدولة بناء مؤسساتها التنفيذيه كجيش وشرطه ومخابرات وغيرها؟
قد يساهم فكر السيد جمال الدين بتليين المواقف الحادة المتشدده اللاعصريه داخل التيار الديني، ولكنه ايضا قد يساهم في ايهام الجماهير بان رجال الدين، والحكم الديني يمكن ان يبلغ السراب ويحقق حكومة عدل الامام علي.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكتشاف اسمه الديموقراطيه
- سنه اولى انتخابات
- متى تشترك ايران في دورة الخليج
- الحق و الانتخابات، سؤال...ـ
- وزيرتـنا ورده
- موضة الهجوم على الاكراد
- حزب للاكراد الفيليه .. لماذا؟
- هل تحب القتل؟
- شيخوخة الفكر القومي
- ما بين مقتدى الصدر وكاظم الساهر
- انتخاب رئيسان
- كركوك .. السؤال الغريب
- لكي لا تتحول الحوار المتمدن الى كتابات
- فضائيةايلاف، حشوة جديده للذهن العربي
- شرق اوسط .. حقنه
- سباق الغزالة والسلحفاة، الغرب والشرق
- بيوت المهجرين .. ورمضان
- اكتشاف امه جديده في العراق
- اين السوبروطنيين العرب ؟
- الاستقلال، ما الذي يجنيه الاكراد؟


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسين القطبي - روح الطالقاني في جسد اياد جمال الدين