أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين القطبي - اكتشاف امه جديده في العراق














المزيد.....

اكتشاف امه جديده في العراق


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 987 - 2004 / 10 / 15 - 08:33
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


يبدو ان حالة الاحباط التي اصيب بها المواطن العراقي من الفكر القومي العنصري المتعصب اخذت تخيف اولئك الذين يتملكهم هوس المشاعرالنازيه، اوبقايا البعثيين الذين لايمتلكون ادنى فكرة عن عالم نظيف خال من التعنصر.
البعض من هؤلاء يعتبرها المهنه الوحيدة التي يجيدها بحرفيه، وافنى عمرا في ممارستها بامتياز، وهي الخدمه في المؤسسات القمعيه والاستخباريه في الداخل والخارج والتي يتصور ان العنصريه العرقيه الابارتايديه، والتي اثبتت جدواها ونجاحها عبر العقود الثلاثه الاخيره كمهنه هي مبررها الاخلاقي الكافي للارتزاق.
طفت الى السطح مؤخرا فكرة جديده مفادها الحفاظ على هيكلية الفكر النازي والتمجيد القومي العروبي الطعم والرائحه، ولكن باطار جديد، ليس فيه "امه عربيه واحده"، التي استهلكت صلاحية شعاراتها، وانما امه جديده يعلن عن اكتشافها للمرة الاولى وهي الامه "العراقية"، هذه التي يمكن ان تحل المعظله وتحافظ على جريان الدماء في عروق التعصب، كما ان شعاراتها ماتزال تحمل بعض من بريق الغامض المجهول الذي يعز في زمن الازمات ومابعد الحروب، وقد تحضى ببعض المقبوليه خصوصا بين فئة البيروقراطيين الذين وجدوا نفسهم على حين غره خارج الحدث.
طبعا لم يكن هؤلاء المنظرون الذين دبجوها فلاسفه، ولا مصلحون، ولاحتى مبدعون، فهم يجترون فكر انتهى بلا رجعه ويملاؤون الفراغات التي تركتها الشعارت البائده على غرار امه عراقيه واحده، او حزب البعث العراقي الاشتراكي، وهم بالتاكيد مع وحدة العراق وحرية الامه واشتراكية الشعب ولن يتوانوا في يوم من الايام عن خوض غمار الحروب دفاعا عن الامه الجديده، وعن بواباتها، ليست الشرقيه فقط، انما الجهات الاربعيه. فيها ام معارك وام حواسم، وحروب تحرير قد تطال المحمره وطريبيل وام قصر وسيف سعد، وتوفر للفن والادب التعبوي و الاعلام والاجهزه الاستخباريه والسجون والتسلح وغسيل الاموال فرص عمل مجزيه.
في هذه الامه لن يكون العربي عربيا، ولا اقصد المعنى السياسي والتوجه الفكري والتنظيمي فقط، بل يشمل البتر حتى رابطة الدم والقبيله، ولن يكون الكردي كرديا، وان كان ذلك مفضلا اساسا على اعتبار ان الكردي الصالح هو من تنكر لقوميته على الدوام. بل يذوب الجميع في امه واحده لغتها مقدسه "العربيه؟"، عضوة في جامعة الدول العربيه؟ يجب ان يكون رئيسها عربيا؟ لا تخرج عن المصالح العليا للامة العربيه؟ ومن اجل ديمومة وجود هذه الامه يجب ان لايفسح المجال لحزب او حركه لا تؤمن بها، والافضل ان يحكمها حزب واحد قوي بامكانه ان يحافظ على تماسكها، وان تقنن الديمقراطيه بالشكل الذي كان معمولا به قبل التاسع من نيسان 2003 لسد المنافذ على القوى الداخليه التي تعاديها.
ولا اعرف هنا ما العيب في الفكر العروبي الذي تجاوزته العروقيه، وما هي الطروحات المغريه جدا التي تحث العراقي على الغوص من جديد في مجاهيل مظلمه من اجل استخراج تلك لؤلؤة "العراقيه" ثم المزايده بها في سوق الايديولوجيا الكاسده هذه الايام.
استمرار النظر للرابطه القوميه على انها عقد دم انكشاري سواء كان في العروبيه او العراقيه، وانها غير قابله للنقاش حسب مبدأ ابن قومي الفاسق افضل من الغريب الورع هو مكمن الخلل، وهي لا يمكن ان تعالج بنفس الهيكليه الفكريه المتطرفه، التي كانت سائده في عصر سيطرة البيروقراطيه، انما بالدراسه العلميه المتفحصه وبذهنيه محايده خصوصا واننا نشهد تجاربا رائعه في هذا المجال بدأت الكثير من بلدان العالم المتطوره اعتمادها خصوصا في اوربا الغربيه حيث اتخذت الانتماء مافوق القومي مرتكزا ستراتيجيا لها في بناء دول جديده وفرت اعلى قدرا من الرفاه لشعوبها من خلاله.
سيظل العربي في العراق جزءا من امه عربيه كبيره مهما تشعبت التسميات ولكن مع فارق هو ان عليه اعتماد العقلانيه في الموازنه بين ما هو وطني وما هو قومي، فلا انصهار كامل في شعارات عائمه على حساب الواقع بحيث تهمل العمليه التنمويه في البلاد وتدمر مؤسسات الدوله، ولاعداء مزمن مع الجيران بسبب عدم جدوى الرابطه القوميه.
ويظل الكردي كرديا يتفاعل مع ابناء جلدته في اجزاء كردستان الاربعه ولكن مع فارق هو ان لكل جزء منها واقع وخصوصيات لايمكن تجاوزها لاعتبارات هي اكبر من مجرد رابطه وجدانيه تجمع المدن التقابله عبر الحدود.
هنالك ارقام تتحدث، فائض الميزان التجاري بين الدول بامكانه ان يحدد العلاقة الافضل مع هذا الجار او ذاك بغض النظر عن قوميه الطرف الاخر، ولغته.
لعل من اهم اسباب اندحار الفكر القومي النازي في العالم الجديد، عالم الالفيه الثالثه هو الحاجه الماديه الملحه لعبور الحدود، لغويا وعرقيا، وهذا التداخل الذي يوفره شكل الاقتصاد العالمي اليوم سيكون له الاثر الكبير في تجاوز التابوات التي رسمت في القرن الماضي.
ان الفشل لم يصب العروبيه كونها عربيه، بل لان هذا النمط من التفكير قد استنفذ صلاحيته، وان العالم منفتح لامحاله على التعدديه، سواء الاثنيه او اللغويه اوالثقافيه، وان مدرسة البعث الفكريه قد انتهت بلا رجعه ليس فقط بسبب الظلم الذي اقترفته شعاراتها القاسيه بحق العراقيين، بل لان الزمن قد تجاوزها.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين السوبروطنيين العرب ؟
- الاستقلال، ما الذي يجنيه الاكراد؟
- من يدفع الاكراد لل-ثأر-؟
- الاروهابيون
- المرأة السعوديه ... الرجل السعودي
- المثقف العربي، بين نار الارهاب، وثلج امريكا


المزيد.....




- حل لغز كرات سوداء أثارت رعبا بعد ظهورها على شواطئ بأستراليا ...
- الأمر الذي يستحق المتابعة وعلاقته ببوتين.. وودوارد يكشف لـCN ...
- آخر تطورات صراع الأغلبية بمجلسي النواب والشيوخ بعد إعلان ترا ...
- أول مطعم للمثلجات حائز على نجمة ميشلان في العالم..ما سره؟
- الولايات المتحدة.. تظاهرات واشتباكات مع الشرطة رفضا لفوز ترا ...
- ساندرز: حرب غزة بين أسباب فشل الحزب الديمقراطي الأمريكي
- مصر.. فيديو للأمير سلطان بن سلمان مع عمال مصريين يثير التفاع ...
- ترامب بعد فوزه.. محادثات مع قادة العالم حول الحرب في أوكراني ...
- ترامب يفوز بالانتخابات، لكن ماذا عن قضاياه القانونية؟
- ألمانيا ـ الحزب الديمقراطي الحر يعلن سحب وزرائه من الحكومة


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين القطبي - اكتشاف امه جديده في العراق