أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين القطبي - هل تحب القتل؟














المزيد.....

هل تحب القتل؟


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 1023 - 2004 / 11 / 20 - 10:32
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في فيلم قدمته السينما الروسيه عن قصه مأخوذه من شاهنامة الشاعر الايراني الفردوسي (رستم وسهراب)، يلتقي الرجلان في مبارزه بالسيف في وادي تفترشه زهور السوسن، فيقترح احدهما نقل مكان المقاتله الى وادي اخر، لان من المعيب حقا ان يتقاتل الانسان امام هذه البراءه، والاغصان النحيله التي تحمل كل هذه الرقه والجمال.
ينتقل الرجلان الى واد اجرد ثم يضطر احدهما، عند المساء قتل الاخر ليكتشف بعيد ذلك ان القتيل هو ابنه.
بمثل هذه الدعوة، والتحريض للسلم كانت تتغذي الحركات التحرريه، و المقاومه في الكثير من البلدان، وبمثل هذه الروح انتصرت الشعوب على المستعمرين من افريقيا الى الهند الصينيه وامريكا اللاينيه. وبمثل هذه القيم اكتسبت المقاومه، اي مقاومه شرف المشاعر الانسانيه النبيله.
الاخلاق التي تبديها المقاومه العراقيه اليوم في الفلوجه وغيرها من زوايا المثلث الحاده تختلف كثيرا وتتناقض مع هذه الروح، فرغم انها تنتحل لنفسها من خلال فضائياتها العريبه صفة "المقاومه" لتستولي على الارث الانساني الذي تركه الاحرار كمبوديا وفيتنام ويوغسلافيا وانغولا وكوبا وكوردستان والجزائر، الا انها و في الوقت ذاته تتفاخر بذبح كوري بالسكين، وتنشر ذلك على صفحاتها الانترنيتيه ومن اجل ان تراها ليس فقط الزهور، وانما الاطفال والنساء والاطباء والحوامل واصحاب المشاعر الانسانيه، وترمي رؤوس 12 نيباليا بفخر، لا لتخيف النيبال، فليس لهذا البلد ايه قوات عسكريه في العراق، ولا في اي بلد اسلامي اخر، وانما لتؤكد هويتها "الجهاديه" التي تنتمي الى مدرسة البعث والاسلام السياسي.

عرفت الحركات المقاومه في تاريخ البلدان بانها تسحب العدو الى الجبال لتجنب المدنيين المخاطره ومناظر الدم، او للغابات والاحراش، لكن المقاومه العراقيه تجر اعدائها الى داخل المدن، الكبيره منها بالخصوص الى حيث تكتظ الشوارع، المساجد والاسواق ثم الى البيوت و التجمعات العائليه، بل يرتدون اللباس الشعبي لكي لا تميزهم الرصاصة من المدنيين فتخطئ الطريق وتتجه لاخر قد يكون مارا على الرصيف، من يكون.
المهم هو نجاة المقاوم الذي يوصف شهما، وتسبغ عليه حله وجدانيه في فضائيات المثقفين العرب هذه الايام.
جندوا كل طاقاتهم فلم تسمع بقيصده، ولا بلوحه على غرار الجورنيكا مثلا، ولا بروايه او حتى اغنيه فالاحساس غير رائج في اسواقهم، ورغم بقايا الماكنه الاعلاميه البعثيه وما فرخته بالاكراه من عازفين مثل نصير شمه ومغنين مثل كاظم الساهر، وشعراء على غرار كريم العراقي وعبد الرزاق عبد الواحد الا ان اي منهم لم يستطيع ترك بصمة حسيه تؤرخ لمثل هذه المقاومه.
فليكتب شاعرهم قصيده يتغنى بذبح مارغريت حسن مثلا، وليلحنها زرياب الجديد، ثم يغنها فتاهم العذري ليباهلوا بها امام الشعوب التي انتجت بورخيس وناظم حكمت وماكسيم غوركي وشوان برور ومظفر النواب وسميح القاسم وكلسرخي.

اذا كان المقاومون في بلدان العالم التي سبقتنا هم من المثقفين والمفكرين والمدافعين عن الضمير الانساني الواعي، معروفي الاسماء والعناوين والتوجهات الفكريه، فانهم في العراق اليوم شراذم ملثمه لاتسعى الى اقناع الناس الا بمناظر السكين الذي يحتز الرقاب والمفارز المتنقله على طريق اللطيفيه، فضلا عن ان جلهم من بقايا نظام اجرامي كان في السلطه لخمسة وثلاثين سنه.
اذا كانت المقاومه في بلدان العالم التي سبقتنا قد لجأت في البعض منها للكفاح المسلح فذلك لانه كان الخيار الوحيد،و لم تكن هنالك انتخابات عامه على الابواب مثلا، ولم توجد وسائل نضال سلميه.
واذا كان القتل هو الاكثر بشاعه في تاريخ الشعوب وتارخ حركاتها، فأنه للمقاومه العراقيه حرفه زاولها المقاومون ايام فدائيي صدام وجلادي سجونه ولا يجيدون غيرها.
القتل ليس مدعاة سوى لعقدة الذنب، انه اسوء عمل مارسته مقاومه، اسألوا رستم في ذلك المساء، حيث ظل وحيدا في الوادي الاجرد وبين يديه ابنه المذبوح بسيفه.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيخوخة الفكر القومي
- ما بين مقتدى الصدر وكاظم الساهر
- انتخاب رئيسان
- كركوك .. السؤال الغريب
- لكي لا تتحول الحوار المتمدن الى كتابات
- فضائيةايلاف، حشوة جديده للذهن العربي
- شرق اوسط .. حقنه
- سباق الغزالة والسلحفاة، الغرب والشرق
- بيوت المهجرين .. ورمضان
- اكتشاف امه جديده في العراق
- اين السوبروطنيين العرب ؟
- الاستقلال، ما الذي يجنيه الاكراد؟
- من يدفع الاكراد لل-ثأر-؟
- الاروهابيون
- المرأة السعوديه ... الرجل السعودي
- المثقف العربي، بين نار الارهاب، وثلج امريكا


المزيد.....




- حاولوا اعتقاله بعنف.. فيديو صادم يظهر تحصّن رجل وعائلته بمنز ...
- مُسجّلا أعلى مستوياته منذ أكتوبر.. الجنيه يواصل مكاسبه أمام ...
- الحرائق تدمر مئات الهكتارات من الغابات في شمال غرب إسبانيا
- لماذا لا يجب أن نتداوى نفسياً بالذكاء الاصطناعي؟
- إسرائيل تعدم تماسيح في الضفة الغربية المحتلة بعد عقود من الإ ...
- بلد عائم على بحر من النفط .. عراقيون يلجأون للطاقة الشمسية
- موسكو تندد بتهديد زيادة الرسوم على الهند لشرائها النفط الروس ...
- هل يرضخ حزب الله ويقبل بتسليم سلاحه؟
- الكرملين: تهديدات ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على الهند لشر ...
- بعد 22 شهرا من الحرب.. هل تستعد إسرائيل للسيطرة على قطاع غزة ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين القطبي - هل تحب القتل؟