أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين القطبي - بيوت المهجرين .. ورمضان














المزيد.....

بيوت المهجرين .. ورمضان


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 988 - 2004 / 10 / 16 - 12:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رمضان يعود ومكبرات الصوت التي تتبارى في اثير المدن العراقيه بالدعاء، تنثر الايمان غيمة فوق اسطح المنازل، تهبط حتى تكاد تلامس الارض، تاخذ السامع بالوجل فيقرر البعض تجاوبا ترك معاقرة الخمره، والاخر معاشرة النساء بالحرام، يذهب البعض الى اقامة الصلاة طيلة ايام الشهر الفضيل، بل ان هنالك من يقلع عن التدخين حتى العيد تماشيا.

اما رجال الدين، من منادي الحي، المختص برفع الاذان صعودا الى اكبر مرجع روحي -اية الله السيستاني- فانهم يكرسون كل حواسهم لخدمة الباري عزوجل، في استنفارورع استثنائي. على اعتبار ان اجر العباده في هذا الشهرتأتي مضاعفة ساعة الحساب.

المهجرون الذين سلبت دورهم، ونهبت اموالهم، وسبيت عوائلهم ثم رميت في مجاهيل مغتربات لا ترحم، نصف عراة، الذين مازالوا ينتظرون الاذن في استعادة تلك البيوت من غاصبيها، هل فكر احد من هؤلاء المصلين في هذا الشهر الفضيل ان يتنازل عن غلواءه ويناصرهم ولو بكلمة حق، كاي طقس عبادي اخر، ولو ابتغاء اجر مدفوع في الاخره؟

اولئك الذين يقيمون في تلك الدور دون وجه حق، ويمتنعون عن اعادتها الى اصحابها تحت اية ذريعه، هل يعتقدون مثلا بان الصلاة فيها مقبولة وان الصيام والسحور والفطور في دفئها وادعية ليلة القدر في فنائها، افضل عند الله من الفجور الذي كانوا يمارسوه قبل رمضان فيها؟

رجال الدين، ولا استثني السيد السيستاني هنا، والذي له فتوى حادة كنصل المقصله، يهدد بتسليطها انى شاء، الم يسمع بأن حواليه، في النجف مثلا الاف البيوت التي ماتزال مغتصبه، وان اصحابها لا يجدون طريقة لاعادتها بسبب الظلم والزور والافتراء الذي يمارسه الغاصبون، اليس بامكانه ان يستعمل سلاح الفتوى الماضي في سبيل احقاق الحق، وهل هناك حق اكثر قداسه من المال والعرض والارض؟

الخمره، النساء، التدخين، سوح ضعيفي الايمان طيلة هذا الشهر، والنسك والنوافل وعزلة الاعتكاف للعارفين الضالعين بالتقوى، في استنفار عبادي غير مسبوق طوال العام. ورغم هذا الزخم الايماني الدافع، ورغم ان البعض يبدأ بالتذكر حتى قبل رؤية الهلال الكثير من عباداته المنسيه الا ان احدا لم يفكر في كلمة حق واحده لنصرة مظلوم.

عوائل الشهداء التي دفعت معيليها ثمنا لرفض الظلم ايام النظام الفاشي ماتزال تستجدي اللقمه، وان حصلت عليها فهي حسنه، لا رمضان يشبعهم ولا العيد يكسيهم.
ضحايا التهجير وتجفيف الاهوار والانفال مازالوا غرباء في وطنهم، لا يمتلكون شبرا من ترابه.
لا الامر بالمعروف يشملهم، ولا النهي عن المنكر يوقف الجريمه التي ما تزال مرتكبه دون وجل بحقهم.

عاد رمضان، يمكنك ان تدرك ذلك من تحجب المذيعات على الشاشه، من قلة التدخين، ومن انواع مخصوصه من الاكلات تباع على الارصفه، ولكن ماخلا ذلك فهو سيان، شعبان، رمضان، الكريسمس.
"اللهم اني افتتح الثناء بحمدك، وانت مسدد للصواب بمنك وايقنت انك ارحم الراحمين في موضع ..."
نعم عاد رمضان، بامكانك التاكد من مكبرات الصوت والصلاة والنوافل والصيام وكل ما هو بالمجان، ولكن ماخلا ذلك، ما يكلف دينارا او ماله صلة بالسرقه، باسم الرزق، والاغتصاب تحت وطأة التغاضي فهو سيان، والصلاة في دار الغير دون استئذانه ليست اجدى من معاقرة الخمره في الماخور، وسهرات الادعيه الرمضانيه في تلك الدور ليست اكثر تقوى من ممارسة الفجور.
الدين واضح، وتعاليمه ناصعه، والانتقائيه نفاق بحق الله فاذا لم يكن بامكان المجرم الذي يستحوذ على دار مصادرة ان يعيدها، ولم يكن ممكنا لاكبر مرجع ديني ان يصدراي فتيوى باخلاء هذه الدور واعادتها الى اصحابها الشرعيين،مناصرة للحق واذا لم يكن بالامكان التنازل عن غلواء القوميه والقبليه والطائفيه، ولايمكن قبول الاسلام الذي لايفرق بين عبد وعبد ومناصرة الضعيف ولو بالكلمه. اذا لم يكن رمضان قادرا ولا الصوم على غسل الجشع المترسب في تلك النفوس، نفوس الغاصبين، فما هي جدوى العباده ، وما هي شعائر رمضان؟ او لماذا الاسلام اصلا اذا كانت تصرفاتنا كلها جاهليه؟



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكتشاف امه جديده في العراق
- اين السوبروطنيين العرب ؟
- الاستقلال، ما الذي يجنيه الاكراد؟
- من يدفع الاكراد لل-ثأر-؟
- الاروهابيون
- المرأة السعوديه ... الرجل السعودي
- المثقف العربي، بين نار الارهاب، وثلج امريكا


المزيد.....




- التردد الجديد 2024 لقناة الأطفال طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- نوتردام بعد الحريق: إعادة افتتاح كاتدرائية باريس
- الإمارات.. الشيخ محمد بن زايد يستقبل الزعيم الروحي للطائفة ا ...
- السفير الباباوي يكشف عدد المسيحيين في المغرب
- ماكرون يستقبل ترامب في باريس قبيل إعادة فتح كاتدرائية نوتردا ...
- بحضور ترامب ونحو أربعين رئيس دولة وحكومة.. افتتاح كاتدرائية ...
- الولايات المتحدة الأمريكية ثاني أكبر المانحين لإعادة إحياء ك ...
- محمد بن زايد يستقبل الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل ...
- إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام بباريس بعد أعمال ترميم استمرت ...
- بعد مرور خمس سنوات.. عودة بالذاكرة إلى يوم نشوب حريق كاتدرائ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين القطبي - بيوت المهجرين .. ورمضان