أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين القطبي - سباق الغزالة والسلحفاة، الغرب والشرق














المزيد.....

سباق الغزالة والسلحفاة، الغرب والشرق


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 992 - 2004 / 10 / 20 - 07:31
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ما بيع في معرض فرانكفورت للكتاب (الاسبوع الثاني من هذا الشهر) في خمسة ايام يفوق ما بيع في كل الدول العربيه (مجتمعة) في عام كامل. وهذه الحقيقه قد تصلح دلاله رمزيه تفسر ان الناتج الاجمالي في افقر الدول الاوربيه مثل اسبانيا يفوق ما في الدول العربيه مجتمعة.
اذا كانوا يقطعون في خمسة ايام ما لايستطيع العرب بلوغه في عام فلا غرابه في ان تكون مواضيع النقاش العام في الغرب تختلف عما هي عليه في الشرق.
قضاياهم اليوم هي التي تجاوزت حتى الحقوق الانسانيه الى حقوق الاشجار والطبيعه. ، بينما لم نتوصل نحن في الشرق الى صياغه ولو تقليد شفوي لحماية الانسان.
احزاب تدافع عن حقوق الغابات لتحميها من القطع، والبحار لتؤمنها ضد الملوثات، وحتى الحيوانات التي لانلمسها نحن الا على المائده، عن طريق تشجيع الغذاء النباتي، ونناقش نحن مدى حلال اوحرام ذبح الانسان، والغريب ان ترى الكثير من علماء ديننا من المغرب الى اندنوسيا يحاولون ان يجدوا -عن رغبه كامنه في الذات- ايما لمحه في القران ليمكن تفسيرها على انها "تجيز" الذبح في "ضروف"!

تقدم الشركات دعما ماديا مجزيا لطلاب الدكتوراه في الغرب، والجامعات بدورها توفر المختبرات ووسائل البحث العلمي، وبذا لا يكاد المتفرج الشرقي ان يواكب تقنية جديده تقبل من تلك الديار، حتى تفاجئه اخرى اكثر غرابه.
هذا التطور العلمي المتسارع يقابله بله اكاديمي شبه تام، لم نتوصل فيه حتى الى معرفة المصطلح العلمي وما يميزه عن المفرده اللغويه المنتشره شفويا، اي اننا مازلنا في مراحل الطفولة، وتعلم المفرده.
مازال مصطلحا فيزياويا مثل "المقاومه" لايفسر بانه "عدد الاومات الناتجه من قسمة فرق الجهد بالتيار" ، بل "اسم مصدر من الفعل الرباعي قاوم، وتعني في الفيزياء كذا، وفي السياسه كذا.. وفي الجنس.. "، بمعنى اننا لم نكتشف بعد ان التطور الاكاديمي وقد اضاف الى القاموس ملحقا خاصا للمصطلحات العلميه. بل ان هنالك من مازال ينفر من المصطلح خصوصا اذا كان مأخوذا عن لفظه الاصلي من اللغات الاخرى، فمازال هناك من لايستسيغ اسم الديموقراطيه ويفضل "الشورى"، واذا كان هناك من علمائنا من لم يجد بدا من استعمالها حورالتاريخ لكي توافق مزاجه مدعيا انها كلمة عربيه وهي تركيب من "ديمو" اي اديموا و"كراسي" اي الكراسي وصار يسميها بنظام "اديموا الكراسي" لتكون اسهل على مسامعه.
الكثير من المتدينين السياسيين -الشيعه، حسب مشاهداهتي- لا يحتفلون بعيد ميلاد ابناءهم رغم انهم يقيمون الاحتفال، واللغز هو ان تسمي الحفله بعيد الميلاد حرام، وان يسمي ذات الاحتفال بـ "التكلف" فهو حلال.
واليوم في الدستور العراقي الموقت حيث اقر النظام الفيدرالي بضغط المطالبه بالحقوق الكرديه الا ان هذه المفرده استعيض عنها في النص الذي وقع من قبل اعضاء مجلس الحكم السابق بمفردة "الاتحاديه" تحت ضغط حقوق الاسلاميين، اذ ان النظام ذاته اذا ما سمي فيدراليه فهو حرام، واذا سمي اتحاديه فهو حلال.
في هذا الزمن الذي يختار عضو البرلمان الاوربي اللغه التي توافقه من لوحة اللغات على سماعة الاذن حين يتحدث اي عضو اخر.
فهل مازلنا على درجة من البدائيه بحيث لا نعرف ان المضمون في يكمن المفاهيم لا في مسمياتها، وان الجوهر في المعاني لا في الفاظها.
وليت الامر توقف عند حدود البون العلمي، اي ليت الفارق كان مسافة فحسب، حينذاك يمكن الاستثمار في مجال استيراد التكنولوجيا. الا ان كل سنة تمر تزيد الفوارق الروحيه والاخلاقيه والاجتماعيه والنفسيه تبعا، بينما علينا ان نعيش في كوكب واحد، يضيق عاما بعد اخر، بسبب ارتفاع الكثافة السكانيه المضطرد وازدهار المواصلات ووسائل الاتصال الثقافي، يزيد منها حاجة الاقتصاد العالمي للاسواق الاستهلاكيه شبه الدائمه.
عالم ينشطر روحيا الى نصفين، على بقعة جغرافيه واحده. وتفهما من الغرب الذي لايستطيع ان يراوح في مكانه بانتظارنا، بل لا يمكن لجمه هكذا، اخذ يمد يد "الشرق اوسط الكبير"، واشترط تطوير المناهج الدراسيه في العالم العربي، ثم تشجيع الانظمه شبه الديموقراطيه كما في تركيا وجنوب شرق اسيا وحتى فرض ما يشبهها بالعنف كما يحدث في العراق اليوم ويهدد الدول المحيطة الاخرى.
ولكن هذه تبقىعمليات تجميليه، قد لاتفضي ، مع ما نبديه نحن في الشرق من ليونه الا الى دفعه صغيره الى الامام، قد تقرب المسافة قليلا بين الغزالة والسلحفاة الا انها لن توحد شطري هذا الكوكب ما لم يكف الغرب عن اعتبارنا اسواقا استهلاكيه مفتوحة للابد، وما لم نتخلى نحن عن البعض من موروثاتنا، اذ لا يجدي ان نستبدل الكتاب بثقافة المسلسلات الرمضانيه وسيديات الفيديو كليب البدائيه.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيوت المهجرين .. ورمضان
- اكتشاف امه جديده في العراق
- اين السوبروطنيين العرب ؟
- الاستقلال، ما الذي يجنيه الاكراد؟
- من يدفع الاكراد لل-ثأر-؟
- الاروهابيون
- المرأة السعوديه ... الرجل السعودي
- المثقف العربي، بين نار الارهاب، وثلج امريكا


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين القطبي - سباق الغزالة والسلحفاة، الغرب والشرق