أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوزية الحُميْد - قراءة في أعمال الفنانة التشكيلية /خديجة زين














المزيد.....

قراءة في أعمال الفنانة التشكيلية /خديجة زين


فوزية الحُميْد

الحوار المتمدن-العدد: 3644 - 2012 / 2 / 20 - 12:20
المحور: الادب والفن
    


في اقترابي من رسومات الأخت الزميلة الفنانة التشكيلية " خديجة زين" أخذني التأمل إلى المخيال في ذاكرتها وقد جذبني إحساسها بما حولها من الكائنات والأشياء والقضايا, والحنين المتأمل عبر نوافذ التذكر والغياب .
لقد برعت في الائتلاف مع أحاسيسها ,وكم كانت جميلة إلى حد إبهارنا في تسريب رسائل روحها فالمتأمل لفنها لا يمكن له مغادرة ذاته حين يتأمل لوحاتها.
ويمكن القول بأن خديجة قد استفادت من التجارب الثرية في الفن التشكيلي بنوعيه الواقعي والتجريدي ولكنها تفردت بما يشبهها هي. هذه الخديجة ابنة الجنوب السعودي, هذا الجنوب الرابض على ردائم الفل, و حنيين التاريخ, وألق المكان, ومن أمكنة الحنين والقلق والأحلام جاءت رسوماتها خضراء كالجنوب وثرية كثرائه , وحيث تستلهم التراث والتاريخ والآلام والتطلعات لتتركنا على إيقاع لوحاتها ولتروي لنا حكايات من ألم وسكر.والملاحظ في رسوماتها التحليق المدهش تجاه الأفق في رمزية تستلهمها من ثقافتها ووعيها بمهارة الرسم واستخدام الريشة واللون, وفي إيحاء باهر تقدم الدهشة من خلال توظيف (الرمز كقيمة ) كما نلاحظ في أعمال الفنان "روزيتي" رائد الرمزية من خلال لوحته المشهورة (بياتريس المقدسة)في أدق ترميز لصعود الروح ! والرمز عند خديجة يتداعى في لوحة( صحف) وبأسلوب مبهر تعتني فيه بالمقدس الديني في صحف مفتوحة تتلى من أفق الكون !.ومصطلح التأثر لديها يكسبها الارتقاء في التعبير .حيث تهتم بالإيحاءات والمضمون لا الشكل ,وقد جاءت لوحتها الموسومة( بصلاة) لتمنحنا هذا البعد الروحي الثري لمفهوم الروحانيات !ولم تعبأ باكتمال الأشكال والوجوه ,و كل أنواع البهرجة. وحيث تقدم الأجساد عارية إلا من روحها!في رسالة منها للتأمل في الروح !! ومما يلفت في أعمالها الشفافية والانسجام بين الموضوع واللون ! واللون يتشكل معها بشفافية وحوار ,و في تواصل يكتمل من خلال إ تنوع الألوان وإسقاطها على المعنى الذي يتيح حراك الفن ويعكس إيقاع الحياة .في الأزرق/ الأبيض / الأخضر المدهم المائل للسواد /الأصفر /الرمادي/ البني .و لم تكن اللوحات بالنسبة لي غير هذا الانبهار بروح فنانة شفافة تقدم لنا ما يمكن أن يقدمه الفن من (ترميز لما وراء الفن) عبر هذا المخيال الجميل !وماهو الفن إن لم يكن كذلك؟
وحيث تبتكر لوحتي (المولود ) ( واليتيم )وبإيجاز لثنائية الحياة والموت تهدينا الحضور الذي يجاور اهتمامات الإنسانية ,ويقطر أنوثة تصور حدث الميلاد في تفتق وردة ! و حدث اليتم في عواء الأشياء!
لقد حلقت بتجربتها التشكيلية إلى أبعاد أكثر تأثيرا ورمزية وإيحاءات وإذا كان النجم يرافق الإضاءة فقد رأيت مرافقة روح خديجة في لوحاتها وقد لمستها أكثر في لوحتها(اليتيم) التي هزت روحي فمن الصعب أن نتحمل المأساة لقد أحدثت هذه اللوحة بالذات وما تحمل من عناصر وكائنات كالسحب والشجر والوجه -شيء أكبر من البكاء وأعمق من الحزن! وبإحساس فنانة ترسم ألمها وحيث تنتحب الأشجار بين أناملها جرداء,. وتنحني أخرى ويبكي الغيم في غربة وجه وحيد وصغير .واعتقد بأنها أبرع من أن ترسم وجها آخرا وكأن الأمومة الحدث الذي لايليق بغير الأمهات! وعلى إيقاع طغيان الألوان الأبيض والأزرق والأصفر والقليل من الأخضر تألقت بلوحتها الموسومة باليتم ‏.وذهبت بخيالي لقصيدة بدر شاكر السياب أنشودة المطر ( في ربط جعلني أنذهل أمام هذا التناص المبهر والعلاقة مابين القصيد والرسم .فالسياب فقد أمه مبكراً في طفولة غضة وعبر عن هذا الفقد في قصيدته المشهورة (أنشودة المطر) . فقال في أنشودته التي تعالج الغربة والفقد والحنين للأم من ذاكرة (يتم) تأبى لها أن تموت!!حيث يقول
تثاءبَ المساءُ والغيومُ ما تزال
تسحّ ما تسحّ من دموعها الثقال:
كأنّ طفلاً باتَ يهذي قبلَ أنْ ينام
بأنّ أمّه - التي أفاقَ منذ عام
فلم يجدْها، ثم حين لجَّ في السؤال
قالوا له: "بعد غدٍ تعود" -
لا بدّ أنْ تعود
وإنْ تهامسَ الرفاقُ أنّها هناك
في جانبِ التلِ تنامُ نومةَ اللحود
تسفُّ من ترابها وتشربُ المطر
وهكذا يصور شاعرنا الفقد في الانتظار المحال! وهكذا تتركنا خديجة مع( لوحة اليتيم) طفولة غضة في اليتم !! وتمنحنا إشراقة تضيء في الفن التشكيلي السعودي [email protected]



#فوزية_الحُميْد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قائد وشعب
- القصيبي /المثقف النموذج في المنجز الثقافي السعودي
- قراءة لقصيدة (سواد مدجّج بالتآويل) للشاعر السعودي/ أحمد عائل ...
- صوت !
- أمية!
- وطن نصفه منصور.. ونصفه الآخر فاطمة !
- آفة الإسلام...اختزاله وشخصنته
- تمتمات
- نصوص
- الثقافة المنتجة.. القيمة الأهم في الفعل الحضاري!!!
- التمرد الحوثي!
- تكامل الإسلام في الجمع بين علوم الدين والدنيا !!
- الفكر الخرب والذهنيات المعتلة !!
- ناشطات الحملات الهزيلة وثقافة العرائض!!
- للحنين ذاكرة تفيض بالجمال!!
- الثقافة العربية والأجوبة العمياء
- الفكر يعيد خلق الحياة في هزالها !!!
- التصور المرعب للدين ..نتاج ذهنية مختلة
- التضليل الثقافي والتربوي
- قيد الدراسة... نتاج بيروقراطية مقيتة


المزيد.....




- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوزية الحُميْد - قراءة في أعمال الفنانة التشكيلية /خديجة زين