أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فوزية الحُميْد - الفكر يعيد خلق الحياة في هزالها !!!














المزيد.....

الفكر يعيد خلق الحياة في هزالها !!!


فوزية الحُميْد

الحوار المتمدن-العدد: 2698 - 2009 / 7 / 5 - 05:08
المحور: المجتمع المدني
    


الفكر البشري, هذا المنتج الثقافي للمجتمعات لا يمكن له أن ينفصل عنها ,كون منتج الأفكار وصانعها هو أحد أفراد هذا المجتمع أو ذاك . و ربما يتأخر المجتمع في التعاطي مع الأفكار وطرق توظيفها, ولكن الفكرة الناهضة والمستنيرة بعقل المعرفة لا يمكن لها أن تموت, وحيث يتحول الفكر لصالح الإنسانية والحياة معاً .. لقد مرت المجتمعات في تاريخها و عبر مراحلها بالكثير من العقبات والضعف ولكنها نهضت من خلال رموزها العاقلة !!
وفي عالمنا العربي الحديث هناك تجربة ثرية خلقت أهم رموز النهضة و التحديث والتقدم, ممثلة بجمال الدين الأفغاني ورفاعة الطهطاوي و محمد عبده والدكتور طه حسين. وبما أن الفكر أداة لحراك المجتمع يبقى هذا الفكر ما بقيت الحياة !
وتطور المجتمعات لا يحدث إلا من خلال مفكريها , والفكر في المسألة الثقافية يحتاج إلى نضال طويل, من أجل التغيير والحراك الاجتماعي وتداول الأفكار وفحصها بطريقة علمية. إن المفكر يقدم خلاصة العقل والحكمة وعلينا أن نتناول منتجه بعقل وحكمة أيضا . وحيث لديه رؤية أكبر و أعمق وأسرع وأوضح جلاء من مجتمعه, ولديه القدرة على التحليل والفحص وتناول المشكلات , وفي غياب المشاريع الفكرية تبقى المجتمعات في حالة سكونية , لأن المفكر هو الثروة الحقيقية لأمته ووطنه!
وفي تجربة رواد النهضة العربية الحديثة , ما يجعلنا نسترد هذه النماذج المضيئة والمضيفة في تاريخ الأمة العربية وفي تجربتها الحداثية, وبالتأكيد على المواقف الفكرية في تناول المعطيات وفحصها نجدنا أكثر حاجة لإثارة هذه النماذج في عمق أفكارها ورؤاها .وفي لحظة نحن أحوج فيها لمثل هؤلاء الكبار ! إن مهمة المفكر في مجتمعه القراءة لواقعه وتناول الأفكار بالدراسة والبحث, في مواجهة الجهل وفحص الموروث مع المتغيرات فليس من المعقول الأخذ بالخرافات والأوهام مقابل تطور العلم!
وحيث ينمو الفكر لصالح المجتمعات, و قد يبدو غريباً في مرحلته الأولى , وقد يعرض عنه المجتمع بفعل مكتسباته وموروثاته وأعرافه.
وإشكالية الفرد والمجتمع مع التغير ومسائل التقدم قضية إنسانية تحتاج للإقناع والصبر والحلم وتصور للرؤية والرسالة فيما يتم تناوله وهذه من مهمات المفكر.وحيث تمر الأفكار في صراع مع الايدولوجيا أيضا . وفي تاريخنا العربي والإسلامي الكثير من الدروس حول ذلك, . و المفكر هو من ينهض بهذا الدور بل الفاحص للمسائل الحضارية الشائكة والمعقدة أحيانا أخرى
وفي مراحل من تاريخنا العربي لم تكن لتنهض دون وجود العقول المفكرة والحاملة لمهمة العلم والمعرفة وإعادة قراءة النصوص في ضوء الواقع وتطويعها بما يناسب الزمان والمكان!وفي حسابات التقدم والعصرنة تبرز أهمية المشاريع الفكرية في التنوير و في دفع المجتمع للتقدم والتحديث .
إن المجتمعات التقدمية قد تخلق الإنسان الحقوقي عبر مؤسساتها المدنية كون المجتمع المدني أكثر استعدادا وأسرع استجابة للتغيير من المجتمعات المغلقة التي تشكلها العادات والتقاليد والأعراف ومجتمع القبيلة والعائلة! بالإضافة للإيديولوجيات. وفي الثقافة العربية الراهنة يُلاحظ الاستسلام للايدولوجيا في أشكالها المختلفة من أحزاب وطوائف وجماعات وتوجهات و لم يكن الهم في الرهان التقدم العلمي والمعرفي الذي يشهده العالم ولم تكن ايدولوجيا ت تسعى للتقدم بقدر ما تضيق وتتراجع وبقدر ماتحقق من مكاسب ذاتية هي أبعد بكثير عن حاجات المجتمع وإيديولوجيات هذا حالها سوف تهتز والمشهد في إيران قد يعكس مانقول به ونتساءل هنا عن مدى إمكانية نجاح ولاية الفقيه في إيديولوجيا تضيق بها الحياة والدين معاً!!!كون الدين في جوهره جاء ليحرر الإنسان وفي الاستجابة للحاجات الإنسانية والنفسية وكونه حالة روحية دقيقة بين الخالق والمخلوق !!والدين ليس ضد التقدم بل يجلّ العلم والمعرفة ويرفع من قيمة العقل ويؤكد على إنسانية الإنسان وحريته , لقد تم إبعاد الدين عن غايته و تناوله بالطرق المنهجية في تقصي المعرفة وقراءة النصوص ليتم إحالة الحالة من قراءة للنص المقدس إلى ولاية للفقيه وولاية الأحزاب والجماعات وقد تتعدد الأحزاب في الدولة الواحدة كما هو حال بعض الدول العربية مع أن الدين يمقت التحزب !! وفي استعادة رموز النهضة العربية الحديثة
ما يجعلنا نأمل بمثل هؤلاء الرموز وبحاجة لمحمد عبده آخر في التجديد الديني فلم يكن بمنأى عن فكر رفاعة الطهطاوي و عن أهم رموز النهضة و الفكر وقادة التنوير في عصره , و في حلقة هي أشبه بالتكميل للنقص بين عالم الدين وعالم النهضة والفكر , وهكذا ترقى المجتمعات من خلال مفكريها وعلمائها الذين ساهموا في صياغة مجتمعاتهم بما يقره العقل ! فهل نعي التعقل لنخرج من الأفق المظلم! وهل نستوعب وعي المفكر عندما يفحص هزال أمته !!





#فوزية_الحُميْد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التصور المرعب للدين ..نتاج ذهنية مختلة
- التضليل الثقافي والتربوي
- قيد الدراسة... نتاج بيروقراطية مقيتة
- قبائل النت ....هذا الخطر القادم
- الخطاب المؤدب!!
- في سلب حقوق المرأة (الموروث الثقافي نموذجاً)
- المجتمع المغلق.. ضحية ثقافة مريضة
- شكراً ........ للرجل الكويتي
- قصص قصيرة جداً
- شكلية الثقافة العربية والأسئلة الكبرى!!!


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فوزية الحُميْد - الفكر يعيد خلق الحياة في هزالها !!!