أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فوزية الحُميْد - المجتمع المغلق.. ضحية ثقافة مريضة














المزيد.....

المجتمع المغلق.. ضحية ثقافة مريضة


فوزية الحُميْد

الحوار المتمدن-العدد: 2659 - 2009 / 5 / 27 - 10:01
المحور: حقوق الانسان
    



ما يلفت النظر في المجتمعات المغلقة البطء في التعاطي مع المسائل الحضارية وتفعيلها , والإنسان بطبيعته يميل إلى القيم العادلة والحقوقية كالحرية والمساواة والكرامة وتكافؤ الفرص ,وعندما يفتقد الفرد لهذه الحقوق فمن الطبيعي أن تنشأ المشكلات الاجتماعية ,وقد يعجز المجتمع عن إيجاد الحلول كونه ينطلق من ثقافة مغلقة يشكلها الإقصاء والتعالي لأن الإنسان في المجتمع المغلق يسير وفقا لعادات الجماعة والقبيلة والحي حتى لو تعارضت هذه العادات والتقاليد مع قناعاته وماتريده الدولة!والكثير من المجتمعات العربية هي مجتمعات مغلقة بالنظر للمجتمعات الأخرى التي تجعل الإنسان في قائمة أولوياتها مقارنة ببعض الدول العربية !حيث تسعى هذه المجتمعات ومن خلال مؤسساتها المدنية إلى المطالبة بحقوق الإنسان والعمل على دراسة الظواهر ورصد الحالات لإيجاد الحلول المناسبة وأتساءل عن أسباب عجز المجتمع العربي في مواجهة المشكلات؟ وأهمها قضايا الطفولة والمرأة والبطالة . وبالنظر لوضع المرأة العربية كنموذج من نماذج عدة تتضح عيوب المجتمع المغلق ورداءة ثقافته , مع أن الإسلام قد وضع الحلول في التعاطي مع قضايا المرأة !وحيث المرأة هي الطرف الأكثر تضرراً مقارنة بالرجل, وحيث التقاليد والأعراف لا تؤهل لصنع مجتمعات حضارية أن مجتمعات الاستبداد والخشية مجتمعات غير جديرة بإعمار الحياة . وعندما يفتقد الفرد لأبسط حقوقه تذوب كرامته التي يصعب استردادها ,حيث تصبح الغربة هي الملاذ و الملجأ والبديل!!و معنى ذلك تنشئة معتلة منذ البدء!!! وبما أن الثقافة والتربية صناعة عند الآخر لكنها تبقى في الوضع العربي الراهن مهزلة بكل المقاييس !!أين هو الفكر العربي المعاصر الذي يناقش قضايا معاصرة ,مازال التفكير العربي وفي الكثير من نماذجه قاصرا عن رؤية الواقع بدءا من الفقه الذي من المفترض أن يقترب من الواقع ليساعد على حل المشكلات !وانتهاء بالمنتج الفكري العربي !وفي الحالة العربية الراهنة مازال المجتمع العربي في خصام مع الفكر الذي يشكل قراءة بحثية مهمة حيث تنظر مجتمعاتنا المغلقة للمفكر العربي كونه حداثيا أو علمانيا أو ليبراليا أو عقلانيا وهذه أولى انطباعاتها وهي قراءة حاجبة بفعل الصراع مع الخط الإسلامي المتشدد الذي يدعو لهذا الحجب مع أنه لو نظر للمسألة بحيادية لوجد في الإسلام هذه الاتجاهات و الإسلام لا يتعارض مع قضايا التقدم والحقوق الإنسانية المشروعة حيث يقضي المجتمع العربي جُل وقته قي صراع التوجهات دون الاستفادة من المنجز الحضاري للعالم المتقدم وأخذ ما يناسبنا من هذه التوجهات والمناهج وما يؤسس لمجتمعات أكثر تقدمية, مجتمعات تسعى للمطالبة بحقوقها الإنسانية المشروعة, و حيث الملاحظ هذا الصراع الدائم بين تياريين لا ثالث بينهما!!!! التيار الديني المتزمت الذي يرى أن المرأة من أملاكه و التيار المنفتح الذي يدعو في ظاهره إلى تحرير المرأة ولكن باطن هذا الخطاب دعوة للمتاجرة بجسد المرأة !!وكل طرف يدعي أنه يحميها!!! ويريد أن يترافع عن حقوقها والمرأة وحدها المغيَبة !!في مجتمع لم يهيئها كإنسان حر, بالغ ,عاقل, مكلف, حسب تعاليم الإسلام و لتقرر ماتريد ولتستطيع مواجهة مشاكلها ! ومشكلة المجتمع المغلق أنه لا يرى عيوبه وينطلق من مفهوم المجتمع الملائكي ناسيا أنه في مجتمع بشري عرضة للخطيئة والخطأ , هذه الخطيئة التي تظهر بشكل شفاف في الأعمال الروائية العربية حيث يتضح الخلل وتبرز التناقضات والعلل!! ولو أخذنا على سبيل المثال المنجز الروائي السعودي الحديث في المجتمع الأكثر محافظة كما نتوهم!!! وهو المنجز الأهم في المبادرة لكسر التابو في المنتج الثقافي السعودي و على مستوى الوعي بمشكلات المجتمع حيث تسلط الضوء على العديد من القضايا والمشكلات التي تحدث في الظلام وتمارس في الخفاء !! يبرز ذلك في رواية بنات الرياض لرجاء الصانع , ورواية الآخرون لصبا الحرز- وهو اسم مستعار- ورواية نساء المنكر لسمر المقرن , ورواية سعوديات لسارة العليوي .ولا يمكن لأي مجتمع أن يكون مجتمعا مثاليا, هكذا هي الطبيعة البشرية التي أرادها الله ! البطلات في هذه الروايات يبحثن عن الحب وحرية الاختيار والمساواة وهذا البحث يتم في الظلام وليس في النور لأن ماسبق يعتبر جريمة من وجهة نظر العرف الاجتماعي وحراس الفضيلة!!! وقد تكون النهاية أكثر حزنا كما في رواية نساء المنكر لسمر المقرن!!! وهي الرواية التي تلخص المأساة على مستوى الحدث !! وفي البحث عن فكرة الخلاص يضيق المجتمع المغلق بإنسانه ويتركه نهبا للغربة والاغتراب !!



#فوزية_الحُميْد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكراً ........ للرجل الكويتي
- قصص قصيرة جداً
- شكلية الثقافة العربية والأسئلة الكبرى!!!


المزيد.....




- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فوزية الحُميْد - المجتمع المغلق.. ضحية ثقافة مريضة