أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فوزية الحُميْد - آفة الإسلام...اختزاله وشخصنته














المزيد.....

آفة الإسلام...اختزاله وشخصنته


فوزية الحُميْد

الحوار المتمدن-العدد: 2908 - 2010 / 2 / 5 - 23:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن اختزال الإسلام في مرجعية طائفية كانت ,أم حزبية ,أم مذهبية يعتبرأمراً مستحيلا .لأن الاحتكام في الإسلام الرجوع للكتاب والسنة ! ومادون ذلك هي الفتن التي جلبت الويلات للمجتمعات العربية والإسلامية .حيث انشغلت بخلافاتها الطائفية عن عملية التقدم والتنمية بفضل لوثة الفكر,وثقافة التعتيم ,على حساب المعرفة بأساليبها المنهجية الصحيحة.وقد جرت العادة في المنتج الإسلامي بتقديس التجربة الاجتهادية ورفع رموزها فوق منزلة البشر.
هذا التقديس جعل الإسلام حالة مختزلة ,تتماهى فيها التجربة مع الشخصنة في التصاق تام لا يقبل التفكيك والتطوير والمراجعة ’كأي منتج ثقافي اجتهادي !وفي حالة كهذه لا يمكن بمقاربة للمنتج الاسلامي مع مباديء التقدم ,كونه يركن الى النقل في جل نتاجه ,وفي تنافر مع المتغير,ومع ضرورة تجديد الاجتهاد الذي يؤدي إلى تطور السياق المعرفي في تناغمه مع كافة الأطياف الفكرية ,وفي خلق حياة تستوعب الجميع .لا حياة تقوم على التقسيم الطائفي والحزبي والقبلي بغرض إنشاء دويلات داخل الوطن الواحد بعيدة كل البعد عن مفاهيم العمل الوطني الجاد ,وعن القيمة الدينية في الإسلام قال تعالى(إنما المؤمنون إخوة) الحجرات-10-
إن الإسلام دين وسطية واعتدال ,وإذا كان الحال كذلك فلماذا المزايدات على الإيمان؟ وهو علاقة بين الخالق والمخلوق . والاختزال حالة ليست غريبة في سياق المراحل للتاريخ الاسلامي وتحديداً بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ,حيث انفض القوم لتصنيف الدين إلى العديد من الحلل والملل والعمل على تشويه صورة الإسلام باحتكاره في دوائر الغلو والتعصب ,والمآرب الأخرى! وفي تغييب لمفهوم الاعتدال والوسطية قال تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً) البقرة 143
إن شخصنة الدين تضعف التواصل مع الفكر الإنساني و مع المتغيرات ,ومتطلبات الواقع ,والبحث في أسئلة الشك ,وفي هكذا تفكيرتبرز الشخصنة على حساب المعرفة لكونها لا ترى إلا ذاتها في المشهد .وهي على أية حال الذات الكاملة ,الغير ملتفتة لمفهوم الضعف البشري ! الذي يختص به الأتباع والتلاميذ فقط ! والنموذج يظل شديد التحصين من عوامل الفحص المعرفي ! لأن ثقافتنا العربية على عداء معه!
إن الاغتصاب الذهني يحرم الفرد والمجتمعات من نعمة التفكير والتأمل ! ولأن الله سبحانه منحنا العقل لنتدبر !والتدبر يؤهل للحوار وللثراء المعرفي واحترام العقول لا اختطافها ! وفي غياب تعزيز العقل تغيب الأسئلة!في حضور طوائف الحجب والتضليل ,والمتاجرة بالاسلام ! وباعتقادي أن الوضع الراهن يسيء للذهنية ,ويذهب بالفرد المسلم عن معنى التجلي الروحي .والالتفات للعقل ,والتصالح مع الذات . لقد عمل الفكر المتزمت على اختزال الإسلام .بإشاعة ثقافة الإقصاء والخراب والتخلف ونتاجها الابن الشرعي الإرهاب !
وبتصفح للمواقع الإلكترونية سيلاحظ المتابع نتاج الثقافة الإقصائية المهزومة الذاهبة بالدين عن أهدافه الحقيقية ,حيث يتم انتاج الفرد المسلم وتسويقه بطريقة مدروسة لأغراض الطائفة والحزب .والعزف على مفهوم الفرق الناجية ,والفرق الهالكة .وكأن مفاتيح الجنة والنار بأيدي البشر!! وفي المشهد نتساءل إلى متى يتم احتكار الدين ؟حيث الاحتكار ثقافة عاجزة ومفلسة تؤسس للإغتصاب الذهني, والأمية المعرفية , وتنأى بالاسلام عن مظاهر الحضارة .ويمكننا القول بوجود الفرق بين الواقع الديني وما يرمي إليه النص المقدس وهو المرجع الرئيسي للإسلام .حيث ظلت المسألة الدينية في السياق العصي على الحركة . وفي حالة غير متعظة من دروس التاريخ!!



#فوزية_الحُميْد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمتمات
- نصوص
- الثقافة المنتجة.. القيمة الأهم في الفعل الحضاري!!!
- التمرد الحوثي!
- تكامل الإسلام في الجمع بين علوم الدين والدنيا !!
- الفكر الخرب والذهنيات المعتلة !!
- ناشطات الحملات الهزيلة وثقافة العرائض!!
- للحنين ذاكرة تفيض بالجمال!!
- الثقافة العربية والأجوبة العمياء
- الفكر يعيد خلق الحياة في هزالها !!!
- التصور المرعب للدين ..نتاج ذهنية مختلة
- التضليل الثقافي والتربوي
- قيد الدراسة... نتاج بيروقراطية مقيتة
- قبائل النت ....هذا الخطر القادم
- الخطاب المؤدب!!
- في سلب حقوق المرأة (الموروث الثقافي نموذجاً)
- المجتمع المغلق.. ضحية ثقافة مريضة
- شكراً ........ للرجل الكويتي
- قصص قصيرة جداً
- شكلية الثقافة العربية والأسئلة الكبرى!!!


المزيد.....




- السيد الحوثي: إحياء ذكرى الإمام الحسين (ع) تجسيد لقضية الإسل ...
- استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على الأقمار الصناعية نايل ...
- سوريا: الطائفة الشيعية في دمشق تحيي عاشوراء هذا العام في ظل ...
- الشرطة الألمانية تفرق مظاهرة مؤيدة لفلسطين وتعتقل ناشطين يهو ...
- ستة ملايين سائح زاروا كاتدرائية -نوتردام- في باريس منذ إعادة ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد على النايل سات ...
- أستراليا: الشرطة توجّه تهمة لرجل على خلفية الهجوم على كنيس ي ...
- اغتيال محرِّر اليهود والعبيد في إيران وإحراق رباعيات الخيّام ...
- المرشد الأعلى الإيراني في أول ظهور علني له منذ المواجهة مع إ ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على نايل وعرب سات 2025 “أحد ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فوزية الحُميْد - آفة الإسلام...اختزاله وشخصنته