أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - إنها سياسة -المكايدة-.. يا ذكى!














المزيد.....

إنها سياسة -المكايدة-.. يا ذكى!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3597 - 2012 / 1 / 4 - 16:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أحد يجادل فى أن هناك قوى دولية وإقليمية تتربص بمصر وتحاول باستماتة الصيد فى الماء العكر وركوب أمواج الثورة المصرية المجيدة ومحاولة حرفها عن مسارها الوطنى.
ولا أحد يجادل فى أن هناك مليارات من الدولارات والدنانير والريالات تدفقت على بلادنا منذ 25 يناير حتى الآن لخدمة هذه المخططات عير البريئة.
ومع ذلك فإن هناك جدلاً ساخنا يدور حاليا حول الغارة التى تم شنها على سبعة عشر منظمة من منظمات المجتمع المدنى بحجة مخالفتها للقوانين المصرية وتلقيها تمويلاً أجنبيا خارج القنوات الشرعية.
فالحكومة ترفض وصف هذه الغارة بأنها "مداهمات"، لأنها – من وجهة نظرها – إجراءات قانونية من صميم سلطات قضاة التحقيق، وتقول أنه لا توجد دولة تحترم نفسها، وسيادتها، يمكن أن توافق على أن تكون البلاد "سداح .. مداح" تعمل فيها منظمات أجنبية دون الحصول على ترخيص وتتلقى فيها جمعيات أهلية أموالاً من جهات أجنبية دون موافقة ومن غير حساب.
لكن المجلس القومى لحقوق الإنسان يؤكد – من الناحية الأخرى – عدم قانونية هذه الإجراءات التى تم اتخاذها وطالب بوقف إجراءات مداهمة قوات الجيش والداخلية والنيابة العامة لمقرات منظمات حقوق الإنسان وإعادة فتح المقرات التى تم إغلاقها. وقال بيان المجلس أن قضاة التحقيق الذين تحاول الحكومة إسباغ الصبغة القانونية على حملة المداهمات من خلالهم قد تم تعيينهم بغير الطريق الذى رسمه قانون الإجراءات الجنائية والذى يشترط تعيين قضاة التحقيق بقرار من الجمعية العمومية لمحكمة الاستئناف، وليس بطلب وزير العدل مثلما حدث.
وتحدث البيان عن ثغرات أخرى تشكك فى عدم قانونية "المداهمات".
****
لكن المشكلة ليس قانونية فقط، بل هى سياسية فى المقام الأول.
فإذا نظرنا إلى القضية من هذه الزاوية السياسية سنجد أنفسنا أمام أسئلة ملحة أولها:
لماذا الآن وليس قبل ذلك طالما أن هذه المخالفات قائمة منذ شهور وسنين؟
ولماذا تم القيام بهذه المداهمات فقط بعد تصاعد انتقادات منظمات المجتمع المدنى لكثير من الممارسات التى تنطوي على استخدام عنف مفرط ضد الثوار والقيام بانتهاكات فظة لحقوق الإنسان مثلما حدث فى أحداث البالون وماسبيرو وشارع محمد محمود ومجلس الوزراء وما خلفته من دماء ودموع وأحزان ومهانة.
وعلى سبيل المثال فإن تشارلز دون مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على المؤسسة الأمريكية " فريدوم هاوس" – التى كان لها فى المداهمات الأخيرة نصيب – قد رد على التصريحات الحكومية بقوله "انه كان من المستغرب أن يتم اقتحام مكاتبنا بعد تلقينا يوم 26 ديسمبر (أى قبل ثلاثة أيام من عملية الاقتحام ) رسالة من وزارة الخارجية المصرية تفيد باستكمال منظمة فريدوم هاوس لجميع الإجراءات والأوراق المطلوبة لممارسة أعمالنا فى مصر. وكنا فى انتظار الحصول على الموافقة النهائية بعد استكمالنا لكل الأوراق والمستندات المطلوبة".
والاهم أن نفس المسئول الأمريكي قال للزميل محمد المنشاوى فى واشنطن أنه "ربما كانت تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون الحادة، والتى وبخت فيها الحكومة رداً على ما قام به أفراد من القوات المسلحة ضد المتظاهرين عند مجلس الوزراء وما قاموا به من سحل فتاة مصرية وتعريتها وهو مالا يقبله أحد".
هذا التفسير السياسي يؤكده – ولا ينفيه – الهجوم السياسى المضاد على الولايات المتحدة الذى نسبته زميلتنا نشوى الحوفى لمصادر مطلعة، قالت أن الولايات المتحدة الأمريكية – وبعض حلفائها الغربيين – "تمارس ضغوطا على الدول العربية لعدم منح مصر المساعدات المالية التى كانت قد وعدت بها فى أعقاب ثورة 25 يناير". وأضافت المصادر ذاتها أن تلك الضغوط ترجع إلى خلافات عديدة بين مصر وأمريكا، آخرها عدم موافقة المجلس العسكرى على اختيار الدكتور محمد البرادعى رئيس لوزراء مصر عقب استقالة عصام شرف".
****
مثل هذه المانشيتات هى شكل من أشكال "المكايدة".. التى يمكن للقارئ الذكى أن يفهم القصد الحقيقي من إطلاقها فى مثل هذا التوقيت، حتى لو تم التشهير بشخص بقامة وقيمة البرادعى واقحام اسمه فى مسألة لا ناقة له فيها ولا جمل، وحتى لو تم تلويث سمعة نشطاء ومناضلين من أجل حقوق الإنسان وتصويرهم للرأى العام كما لو كانوا لصوصاً ومرتزقة، وهو نفس ما حدث من قبل مع الثوار الذين تم الخلط بينهم وبين البلطجية مع سبق الإصرار والترصد من أجل تشويه الثورة وتنفير المصريين منها .
إنها أزمة ثقة قديمة ومزمنة لا مخرج منها إلا بالشفافية – بالفعل وليس بالقول فقط – والتوقف عن استنساخ السياسة التى كان يتبعها نظام مبارك.. ولا سبيل لبناء هذه الثقة المفقودة إلا بالإخلاص لقضية الثورة وتحقيق أهدافها دون لف او دوران ودون تمييز بين دولارات وريالات ودنانير.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة .. مستمرة
- تطبيع العلاقات مع المجلس العسكرى!
- مفيش فايده !
- إمسحى دموعك يا حكومة!
- مرحلة -سيريالية-.. فى تاريخ الوطن
- الجماعة السرية التى تحكم مصر
- تحرير .. العباسية !
- مجلس الشعب .. وبرلمان -التحرير-
- مخاطر كثيرة .. وبوليصة تأمين واحدة
- شروع فى قتل أقدم دولة فى التاريخ
- الانتخابات .. وثقافة الاستهانة
- استفزاز مزدوج !
- تبرعوا لبناء.. -تليفزيون مستقل-
- لا أحد ينام فى مصر!
- إشعاع ميدان التحرير يصل إلي «وول ستريت» (1)
- ابحث مع الشعب: جهاز أمن خرج ..ولم يعد!
- سجن أبوغريب علي أرض مطار القاهرة!
- إشعاع ميدان التحرير يصل إلي «وول ستريت»(2)
- ليالي -الثورة- في فيينا
- من المسئول عن مذبحة ماسبيرو؟


المزيد.....




- فريق كامالا هاريس يرد على انتقادات إسرائيلية لتصريحاتها عن غ ...
- العراق.. قصف على قاعدة عين الأسد
- كيربي حول صفقة تبادل بين إسرائيل وحماس: لا يزال هناك فجوات و ...
- الملك الأردني يبحث مع بايدن الوضع في غزة والتطورات في الضفة ...
- -نوفوستي-: أوكرانيا تنشر طيرانها على أراضي دول ثالثة
- كينيدي جونيور يتعهد بإنشاء احتياطي قدره 4 ملايين بيتكوين حال ...
- تركيا.. اشتباكات بين الشرطة ومحتجين بسبب مشروع قانون حول الك ...
- خبير يحذر من احتمالية تعرض مصر ودول في حوض النيل لسنوات عجاف ...
- كبار أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي: حياة العشرات من المخطوفي ...
- في اتصال مع بايدن.. الملك عبدالله يؤكد على ضرورة وقف حرب غزة ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - إنها سياسة -المكايدة-.. يا ذكى!