أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - استفزاز مزدوج !














المزيد.....

استفزاز مزدوج !


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3532 - 2011 / 10 / 31 - 18:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علاء عبد الفتاح ليس بلطجياً، ولا توجد أدنى شبهة تسوغ حشره ضمن زمرة البلطجية. فهو معروف " أباً عن جد" لمعظم المهتمين بالشأن العام. ورغم انه لايزال فى شرخ الشباب فإن له سجل حافل قبل ثورة 25 يناير وأثناءها فى الدفاع عن الوطن والأمة. وهو أحد الثوار الذين نفخر بهم وبنضالهم.
ولذلك كانت مفاجأتنا كبيرة، ومضاعفة، عندما وصلتنا أنباء عن إلقاء القبض عليه.
فالمفترض فى أعقاب اندلاع ثورة عظيمة، ولا مثيل لها فى مصر أو العالم بأسره، أن تتصدر نشرات الأخبار أنباء عن ملاحقة زبانية النظام السابق الذين عاثوا فى الأرض فساداً فأفسدوا الحياة السياسية، كما افسدوا الحياة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وكأنهم تشكيل عصابى وليسوا رجال دولة، وكانت نتيجة هذا التحالف البشع بين الاستبداد والفساد خراب مصر وتراجع مكانتها الإقليمية والدولية.
هؤلاء الذين ارتكبوا هذه الجرائم التى تصل إلى حد الخيانة العظمى مازال معظمهم مطلق السراح، ينعمون بحريتهم وثرواتهم، بل إن كثيراً منهم مازال يتمتع بنفوذه ويجلس فى مواقع السلطة وصنع القرار، وكأنه لم تحدث فى البلاد ثورة خلعت رئيسهم وبعض زعانفه.
ليس هذا فحسب... بل إن بعض هؤلاء يتأهبون للعودة الى مقاعد السلطة التشريعية من خلال الانتخابات البرلمانية المرتقبة، بعد أن تبددت مطالب الثوار بضرورة العزل السياسي لكل من شارك فى إفساد الحياة السياسية خلال عصر الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وفى مقدمة هؤلاء بطبيعة الحال قيادات الحزب الوطنى المنحل بحكم قضائى.
*****

ولم يكتفى من يجلسون فى مواقع السلطة ، بعد الثورة، بهذا "الغموض غير البناء"، حيث مازالت حكومة الدكتور عصام شرف تقدم رجلا وتؤخر أخرى فى حسم مصير قانون "الغدر" والعزل السياسي لقيادات نظام مبارك التى شاركت فى إفساد الحياة السياسية.
بل إن هؤلاء المتنفذين امتلكوا الجرأة، التى لم يمارسوها ضد فلول حسنى مبارك، لجرجرة الثوار إلى السجون، وهذا ما حدث بالضبط مع المناضل علاء احمد سيف الإسلام عبد الفتاح والعديد من أقرانه.
ورغم أن المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة كان قد وعد بوقف إحالة المدنيين للمحاكمة العسكرية فان واقع الحال يحكى لنا قصة أخرى، حيث تم إحالة علاء عبد الفتاح ورفاقه الى النيابة العسكرية. والاتهامات الموجهة إليه معروفة، لكن كل من يهتم بالشأن السياسي يعرف ان هؤلاء الشباب الثوريين ليسوا "بلطجية" وليسوا مخربين أو محرضين على مخالفة القانون باى صورة من الصور وإنما هم أصحاب رأى.. يمكن الاتفاق أو الاختلاف مع هذا الرأى.. لكن لا يجب حجبه او وضع أقفال من حديد على أفواه أصحابه. وإحالة علاء وزملائه إلى القضاء العسكري مخالفة صريحة للقوانين الدولية المعنية بحقوق الإنسان، ومنها المادة الرابعة من العهد الدولى التى تنص على عدم جواز محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكرى حتى فى حالات الطوارئ.
****
وما قلناه فى السطور السابقة ليس "اكتشافاً"، فهذه مسالة بديهية يعرفها المجلس العسكرى ويعرفها سعاة مجلس الوزراء قبل أصحاب المعالى الوزراء، وهذا ما يزيد الاستفزاز والشعور بالصدمة من الإصرار على تحدى البديهيات ، ومن قبلها تحدى الثوار ومطالبهم المشروعة.
والسؤال للجالسين على مقاعد الحكم "المؤقت": ماذا تريدون أن تفعلوا بمصر والى أين تريدون لسفينة الوطن أن تبحر؟!
ولماذا هذا الاستفزاز المزدوج، باضطهاد "الثوار" وفى نفس الوقت تدليل "الفلول"، وخاصة فى هذه الفترة الانتقالية الحساسة، التى نجحت تونس – إلى حد بعيد- فى اجتيازها بينما نحن نتخبط ونتقدم خطوة للأمام ونعود عشر خطوات إلى الخلف؟!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبرعوا لبناء.. -تليفزيون مستقل-
- لا أحد ينام فى مصر!
- إشعاع ميدان التحرير يصل إلي «وول ستريت» (1)
- ابحث مع الشعب: جهاز أمن خرج ..ولم يعد!
- سجن أبوغريب علي أرض مطار القاهرة!
- إشعاع ميدان التحرير يصل إلي «وول ستريت»(2)
- ليالي -الثورة- في فيينا
- من المسئول عن مذبحة ماسبيرو؟
- -بدلة- المشير!
- مستقبل مجتمع -البيزنس-... بعد الثورة
- الدين والسياسة.. للمرة الألف!
- احمد عز مازال يهدد
- إيقاظ قانون سيئ السمعة
- ثورة الاقتصاد:الفريضة الغائبة (2)
- ثورة الاقتصاد : الفريضة الغائبة (3)
- ثورة الاقتصاد:الفريضة الغائبة (4)
- ثورة الاقتصاد: الفريضة الغائبة (5)
- ثورة الاقتصاد: الفريضة الغائبة (1)
- والنوبة أيضاً.. فى خطر يا ناس!
- لماذا أصبحت أحوال الناس أسوأ... بعد الثورة؟!


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - استفزاز مزدوج !