أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - من المسئول عن مذبحة ماسبيرو؟














المزيد.....

من المسئول عن مذبحة ماسبيرو؟


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3516 - 2011 / 10 / 14 - 18:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التفاصيل مهمة لوكيل النيابة، لكنها ليست هى الأهم بالنسبة للوطن والأمة، فليس مهما الجدل حول من بدأ بإطلاق النار، أو نوعية السلاح المستخدم، أو اسم من ضغط على الزناد، فهناك فى النهاية حريق اشتعل، ودماء سفكت، وأرواح أزهقت.. وهى كلها لمصريين، والأخطر أن النار التى اشتعلت فى ماسبيرو ستظل كامنة تحت الرماد، حتى لو بدا من السطح أنها قد أطفئت.
ولا يستطيع أحد الادعاء بأنه قد فوجئ بما حدث، فكل أسباب الاشتعال والانفجار كانت ومازالت موجودة بوفرة، وأعواد الثقاب جاهزة على مقربة من براميل البارود، تنتظر مجرد «احتكاك» تافه.
والملف القبطى معروف، ومشاكله موصوفة، وتداعياته ليست خافية على أحد، ومع ذلك ظل الإهمال والتجاهل، وإذا كان النظام السابق قد استخدم هذا الملف ليقلب المصريين على بعضهم البعض لإلهائهم عن جرائمه التى أوصلت البلاد إلى ذيل قائمة الدول البائسة «حيث احتلت الترتيب رقم 57 من بين 60 دولة فى العالم»، فإن من بيدهم الحل والعقد بعد 25 يناير تركوا كل شىء على حاله، وكأنه لم تقم ثورة فى مصر، وأن هذه الثورة لها استحقاقات يجب أداؤها بصورة فعالة وجادة فى ظل شفافية مطلقة.
وكانت نتيجة هذا الموقف البيروقراطى - الذى تعلل بأننا نمر بمرحلة انتقالية والذى استغلته قوى الثورة المضادة بكل تأكيد - تكرار اشتعال الحرائق هنا وهناك، وإعطاء الفرصة والمناخ المواتى لتنشيط «جرثومة التفكك» التى بدأت تنخر فى الأطراف على النحو الذى رأيناه فى سيناء والنوبة، ثم هاجمت القلب ذاته بالشكل الذى نراه فى الملف الطائفى.
وهذه نتيجة غير مفاجئة بالمرة فى ظل سوء الأداء، فيما يتعلق بإدارة البلاد عموما، وإدارة الأزمات خصوصا منذ 11 فبراير حتى الآن.
وليست أحداث أسوان الأخيرة التى أدت إلى مصادمات ماسبيرو الدامية سوى إحدى هذه الثمار المرة.
وبالطبع فإن الملف متخم ومفخخ وبالغ التعقيد، لكن ما يثير العجب والسخط، هو أن هناك أمورا فى متناول اليد كان من السهل الإقدام عليها واتخاذ قرار بشأنها، وكان من الممكن بمثل هذه القرارات أن تحدث فرقا، أو أن تنزع فتيل الاشتعال، لكن لم يتم تفعيلها.
فقد قلنا مرارا وتكرارا إن الاحتكاكات والاحتقانات الطائفية يمكن تقليصها بشدة بموجب مرسوم قانون يزيل القيود والعراقيل الإدارية والبيروقراطية المفروضة على بناء الكنائس، خاصة أن هذه القيود هى المسؤولة عن النسبة الأكبر من الحوادث الطائفية، وآخرها الحادثة التى كانت كنيسة أسوان سببها.
وقلنا مرارا وتكرارا إن هناك حاجة ماسة لصدور مرسوم بقانون يجرّم التمييز بين المواطنين المصريين بسبب الدين أو الجنس أو العرق أو المكانة الاجتماعية، خاصة فى مجال شغل الوظائف العمومية فى كل القطاعات دون استثناء، فصدور هذين القانونين لا يحتاج شيئا أكثر من توافر الإرادة السياسية، وسيكون من شأنهما إطفاء حرائق كثيرة قبل اشتعالها، مع الاعتراف طبعا بأنه ليس بالقوانين وحدها يتم حل معضلات لها جذور ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية عميقة، وأن العلاج الجذرى يحتاج إلى ثورة فى مؤسسات التنشئة الاجتماعية، ومنها التعليم والإعلام والجامع والكنيسة، وعلى ذلك فإن وجود مثل هذه القوانين المنشودة ليس كعدمه، ويمكن أن يخلق رادعا أمام اللاعبين بالنار من المتطرفين والمتعصبين ونافخى رياح ثقافة الكراهية.
والعلاج الحقيقى للجراح التى فتحتها مصادمات ماسبيرو الأخيرة يتطلب اتخاذ قرارات كثيرة حاسمة وجادة، فى مقدمتها إصدار القانونين المشار إليهما، أما سياسة «تبويس» اللحى وتطييب الخواطر وكنس الخلافات تحت السجادة، فقد مارسناها طويلا لدرجة الإدمان، ولم نجنِ من ورائها سوى وجع القلب، وآن الأوان للاحتكام إلى قوانين عصرية ونزيهة، وتطبيقها بصرامة وحسم على كل من تسوّل له نفسه إثارة الفتن الطائفية.
فالقوانين، وليس أى شىء آخر، هى الآلية الرئيسية للدولة المدنية الحديثة على قاعدة المواطنة.. وبدون ذلك سنفتح أبواب جهنم لتمزيق الأمة وتفكيك الوطن لا قدر الله.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -بدلة- المشير!
- مستقبل مجتمع -البيزنس-... بعد الثورة
- الدين والسياسة.. للمرة الألف!
- احمد عز مازال يهدد
- إيقاظ قانون سيئ السمعة
- ثورة الاقتصاد:الفريضة الغائبة (2)
- ثورة الاقتصاد : الفريضة الغائبة (3)
- ثورة الاقتصاد:الفريضة الغائبة (4)
- ثورة الاقتصاد: الفريضة الغائبة (5)
- ثورة الاقتصاد: الفريضة الغائبة (1)
- والنوبة أيضاً.. فى خطر يا ناس!
- لماذا أصبحت أحوال الناس أسوأ... بعد الثورة؟!
- هل من الضرورى ل «يناير» أن يكره «يوليو»؟!
- سيناء فى خطر.. يا ناس!
- تحولات الإخوان .. وخواء النخبة
- التحية الأخيرة .. قبل اسدال الستار
- 3 أغسطس .. اليوم الأهم فى أجندة مصر
- دينا عبدالرحمن.. فى مرمى -نيران صديقة-
- الخطوط الحمراء .. تحترق!
- ثورتان .. وبينهما -نكسة-


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - من المسئول عن مذبحة ماسبيرو؟