أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - بين المطلك وأوباما والمالكي.. أصل الحكاية / القسم الأول















المزيد.....

بين المطلك وأوباما والمالكي.. أصل الحكاية / القسم الأول


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3589 - 2011 / 12 / 27 - 15:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حينما صرح صالح المطلك بأن المالكي صار دكتاتورا فربما كانت تلك هي اللحظة المناسبة لكي ينفي الأخير قول الأول, لكن يبدو أن المطلك كان نجح في الإيقاع بالمالكي, لأنه دفعه للتصرف بطريقة انفعالية واضحة. المالكي الذي أسرع بإقالة المطلك كان أعطى هذا الأخير ما أراده, وربما سوف يدفع بعد ذلك تسرعه بمعالجة قضية الهاشمي إلى أن يراجع أوباما سياسته بشأن الوضع العراقي و يقرر مع أصدقائه في التحالف الوطني ما إذا عاد مفيدا استمرار المالكي بمنصبه.
وأعتقد أن المطلك الذي عرف بتمرده منذ أن وقف عام 1977 ضد أحكام الإعدام التي أصدرها صدام حسين بحق أشخاص من الشيعة, فيما سمي بقضية "ركضة طويريج", لم يكن مستعدا للبقاء في حكومة يعمل فيها خيال مآتة, ولهذا فإن تصريحه ضد المالكي, وقد اختار له توقيتا حاسما بعد الإشارات الخاطئة التي أرسلها أوباما بثنائه على ديمقراطية المالكي, أراد له أن يكون خطابا موجها إلى واشنطن أكثر مما هو موجها إلى المالكي وحده.

أوباما من ناحيته كان عمل, ربما من دون أن يدري, حطابا للنار العراقية. وأحسب أن كل ما أراده الرجل من خلال ترحيبه بالمالكي بالإشارة إليه كـ "رئيس ديمقراطي منتخب" أن يوجه رسالة إلى الداخل الأمريكي يؤكد فيها على أن قراره بالانسحاب السريع من العراق كان صحيحا, على عكس ما أكد عليه الكثير من المرشحين الجمهوريين لانتخابات الرئاسة القادمة, إذ حينما انفجر الوضع العراقي بعد ثلاثة أيام فقط على خطاب أوباما الترحيبي بضيفه العراقي فلقد تبين للجمهوريين أنهم كسبوا الجولة, كما تأكد لأولئك الذين اطلعوا على الرسم الكاريكاتير الذي يمثل الرئيس أوباما وهو يسلم المالكي سيارة مثقبة ومهشمة وترمز إلى العراق إنهم لم يخطئوا حينما اختاروا ذلك الرسم كأجمل الرسوم للعام الذي يشرف هذه الأيام على نهايته.
بالإضافة إلى ذلك فإن أوباما ليس بحاجة إلى رأي مستشاريه, لكي يعرف ايضا أن خطوة المالكي الاقتحامية ضد خصومه في العراقية هي جزء من خطة إستباقية لترتيب الساحة العراقية بما يتلاءم وما يمكن أن تفرزه الأحداث السورية من نتائج حاسمة على الوضع العراقي بالذات, وأن هذه الخطوة ستكون بالنتيجة ضد سياسة أمريكا الإقليمية, وبالذات فيما يتعلق بالموقف من سوريا وإيران.

إن الأمور تحتدم بشكل سريع, وهي بحاجة لخبراء سياسيين بإمكانهم رسم خرائط جديدة لتحالفات المراحل القادمة, وإن من الخطأ الاعتماد على معطيات المرحلة السابقة لرسم سياسات وتحالفات المرحلة الحالية أو المرحلة القادمة التي ستترتب على ضوء تحديد الفائز في الأحداث السورية, ففي مقالة سابقة لي, كانت نشرت قبل فترة قصيرة, قلت أن الأحداث السياسية في المنطقة صارت تتحرك بسرعة قياسية بحيث بات من الصعوبة الاحتفاظ بالتحالفات التي كانت قد أقرتها معطيات المرحلة السابقة, ولا عجب لو رأينا غدا تحالفات بين قوى كانت لحد الأمس متخاصمة ومتقاتلة. وكان دليلنا إلى ذلك موقف المالكي المساند لنظام بشار بعد أن كان الأول قد اتهم الثاني بالتسبب بمقتل عشرات الألوف من العراقيين وذلك بتسهيله لمرور إرهابي القاعدة عبر الأراضي السورية. وحينها فإن المالكي لم يقف عند تلك الإشارات فقط وإنما هدد بنقل شكواه إلى مجلس الأمن لغرض تشكيل هيئة خاصة للتحقيق بالتفجيرات كما حدث في قضية المرحوم رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الذي أتهم حزب الله باغتياله.

إن النداء الذي وجهه يونس الأحمد الذي يقود الجناح البعثي الذي يتواجد بشكل رئيس في الأراضي السورية والذي غالبا ما اتهمه المالكي بوقوفه خلف أغلب التفجيرات الإرهابية,جاء لينسجم مع حقيقة كنت قد أشرت إليها بشأن طبيعة التحولات المتوقعة, فالأحمد سرعان ما أصدر نداء إلى المالكي يشيد فيه بموقفه المساند لسوريا التي اسماها بـ ( تاج القومية العربية ) ويدعوه إلى مراجعة موقف الحزبين, الدعوة والبعث, من بعضهما وصولا إلى علاقات ترتقي إلى مستوى التحالف في مواجهة تحديات المرحلة الحالية واللاحقة, وفي هذا الاتجاه سبق لي أن قلت أن المالكي, برغم كل الأسوار القديمة, بات بموقفه الإقليمي اقرب سياسيا إلى الأحمد عن غيره من كثير من الحلفاء, رغم أن من غير المتوقع أن يستجيب المالكي لدعوة الأحمد لوجود تاريخ دموي يصعب تجاوزه ولأنه من غير المتوقع أن تحظى هذه الاستجابة بتأييد قيادة المالكي الدعوية أو عناصر التحالف الوطني من غير حزب الدعوة, إضافة إلى صعوبة تجاوز الدستور الذي يحضر نشاط البعث ويدعو إلى اجتثاثه تنظيما وأفكارا.

خلاصة الأمر أن الوضع لم يعد سهلا على الإطلاق, ومنذ أن اتخذت حكومة المالكي موقفا خلافيا من أحداث البحرين وما تبعه أيضا على صعيد الموقف من سوريا – قلت - أن ذلك سيكون له آثاره السريعة على الموقف العراقي الداخلي الذي كان بحاجة ماسة إلى التماسك وتقرير علاقاته المتفرقة مع المتغيرات في المنطقة من خلال وحدة قرار مستقل بإمكانه التعامل مع الأحداث الإقليمية بدخول تتحكم فيه الإرادة الوطنية الموحدة. ولكن بالنسبة لعملية سياسية عراقية يراد لها الاستمرار فإن الإعلان عن ذلك الموقف الفئوي كموقف رسمي للدولة, إضافة إلى مستويات أخرى من العلاقات المرتبكة, كان لا بد وان تكون له انعكاساته المباشرة على العلاقات مع الشقيق ( السني ) الذي أسرع بترتيب علاقاته بأشكال جديدة لم تكن المطالبة بالفدراليات بعيدة عنها.
بل أن التأكيد على تخوف المالكي بشأن أن يأتي المتغير السوري لصالح التيار السوري الإسلاموي كان يجب أن يدفع إلى تحصين الجبهة العراقية بحيث يجعلها أكثر مقاومة لأي اختراق مستقبلي, وكان ذلك يقرر مجموعة من الإقترابات العراقية بالمستوى الذي يكفل تراجع تأثير الطائفية.

وبينما بدا المالكي حازما وهو يعلن عدم استعداده للمساومة على دم العراقيين في قضية الهاشمي, الذي أتهم بالوقوف خلف مقتل عدد منهم ربما لا يتجاوز الخمسة, فإن المالكي لم يوضح بما فيه الكفاية أسباب تخليه عن ذلك الدم العزيز حينما ذهب إلى التحالف مع نظام بشار الذي كان اتهمه بالأمس القريب بمقتل عشرات الألوف من العراقيين وكاد أن يطالب مجلس الأمن برأسه.
ترى لماذا صار دم خمسة عراقيين أثمن بكثير من دم عشرات الألوف.. إنها السياسة يا سادة هي ذلك الساحر الذي يحول الدم إلى ماء ونقطة الدم إلى بحر من الدماء.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثال الآلوسي.. وقانون التسي تسي
- قضية الهاشمي والقضاء العراقي المستقل
- من يتآمر على سوريا.... نظامها, أم قطر والسعودية.. ؟!
- الانتخابات المصرية.. بين المطلبي والسياسي
- اغتيال المالكي.. قصة الكيس وفئرانه الخمسين
- العلمانية.. إنقاذ الدين من ساسته ومن كهنته
- إلى اخوتنا في صلاح الدين.. (3)
- إلى إخوتنا في صلاح الدين... 2
- لا يا إخوتنا في صلاح الدين.. حوار لا بد منه.. (1)
- رسالة إلى المحترمين خبراء النفط العراقي*
- التحفظ العراقي.. كم كان صعبا عليك يا هوشيار تفسيره
- علاقة البعثيين بفدرالية صلاح الدين*
- ليس بالفدرالية وحدها يتجزأ العراق
- ماذا قالت كونديليزا رايس عن الحرب مع العراق
- حينما صار أعداء الفدرالية أنصارا لها
- من سايكس بيكو إلى محمد حسنين هيكل.. قراءة جديدة للتاريخ
- ثقافات سياسية تائهة
- سوريا, العراق, البحرين.. رايح جاي
- سوريا.. استأثر حاكمها فأساء الأثرة وجزع شعبها فهل سيسيء الجز ...
- التسامح وصِلاته الدينية


المزيد.....




- حكم العيسى.. من هو القيادي البارز في -حماس- الذي أعلنت إسرائ ...
- نهائي درامي - إنجلترا تهزم ألمانيا وتتوج بأمم أوروبا تحت 21 ...
- هل تنجح مساع واشنطن لوقف الحرب في السودان ؟
- اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية تطال الجنود الإسرائيليي ...
- -مسيرة الفخر- تشعل التوتر مجددا بين المجر والاتحاد الأوروبي ...
- لأول مرة منذ ثلاة عقود، بريطانيا تعيد العمل بالردع النووي ال ...
- كوريا الشمالية تفتتح أكبر منتجع سياحي .. مخصص للسياح الأجان ...
- إيران تشيع جثامين قادة وعلماء نوويين قضوا في الهجوم الإسرائي ...
- هل تعرف كيف تحمي نفسك وعائلتك من لدغة القراد في كل فصول السن ...
- مقتل عدة أطفال من عائلة واحدة في غارة إسرائيلية على غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - بين المطلك وأوباما والمالكي.. أصل الحكاية / القسم الأول