أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقر - ذكرياتى فى المعركة














المزيد.....

ذكرياتى فى المعركة


عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3577 - 2011 / 12 / 15 - 09:16
المحور: الادب والفن
    


فى أحد ى الآيام التى كنت على جبهة القتال , جاءنى إشارة من قيادة الجيش , كى أترك الجبهة ,وأنزل الى القاهرة للخطوط الخلفية , نظرا لآن لى شقيق أكبر على جبهة القتال ,ولكن فى مكان أخر , وهو كان برتبة عقيد , بصراحة أدهشنى هذا القرار , وأنزعجت كثيرا , فسألت عن السبب , فقالوا لى أن قيادة الجيش تمنع بوجود شقيقان على جبهة القتال فى أوقات الحرب , وجلست مع نفسى , وأخذت القرار , بألا أترك جبهة القتال حتى ولو كان على عمرى , ورفضت رفضا قاطعا , وبقيت بين جنودى , مع الحرب والفر والكر , حتى أنول الشهادة , لآن أسمى معانى الموت هو أن تموت فى سبيل الآوطان .

وفى يوم كلفنى قائدى بأخذ عدد من الجرحى فى سيارة عسكرية الى مستشفى عسكرى فى القاهرة , وهذه المأمورية بمثابة مكافأة منه لى , لآنه كان يعلم جيدا أن والدتى إمرأة مسنة ومريضة بجميع الآمراض , وبصراحة شديدة كم كنت فرحا , لآنى سوف أرى ست الحبايب وأرتمى فى حضنها الحنون , وفعلا أخذت السائق وبعض الجنود معى , وكان معنا العديد من الحرحى وطوال الطريق من سيناء الى القاهرة , وأنا أسمع تأوهات وألام الجرحى , فكنت مكتئبا وفى حالة نفسية غير طبيعة , كنت طوال الطريق أنا وبعض الجنود , نضمد الجراج والنزيف الذى يحدث من بعض الجنود , لآن هناك بعض الجنود كان لديهم أعضاء مبتورة مثل الآرجل والآذرع .

وصلت الى المستشفى العسكرى وسلمت الجرحى الى المستشفى , وقلت للسائق أنتظرنى حتى أرى والدتى , الى أن أرجع لك مرة أخرى , وبصراحة كانوا فى البيت فاقدون الآمل فى أنى لازلت على قيد الحياة , وأخذت تاكس الى منزلنا , ولم أدرك أن ملابسى العسكرية كلها كانت ملطخة بالدماء , وكأنى أت من المذبح , وسائق الناكس عندما شاورت له للوقوف , فى البداية كان خائفا من منظر الدماء , فقلت له لا تخاف أنا جاى من جبهة القتال ومعى جرحى , أرجوك لا تنزعج وخذنى بسرعة الى منزلى , وطوال الطريق كلام ه عن الحرب والمعركة , وعقلى وقلبى مع أمى وأختى كيف سأواجههم بهذا المنظر المخيف , وفكرى كان ضائعا تماما , وكنت كالتائه , ووصلت الى الحى الذى أسكن فيه , وبمجرد أن نزلت من التاكس وإذا بأهل الحى يحملونى على الآكتاف , وترجيتهم أن يتركونى , لآنى فى مهمة لمدة ساعات معدودة , ولكنهم لم يتركونى وصعدوا الى شقتنا ووجدت الدرج كله محمل بأهل الحى , وكانت أغلب الآسئلة عن أحوال الجنود والجيش فى المعركة , ومنهم من كان يسأل عن أبنه , وصعدت الى شقتنا بالدور الرابع , وطرقت على الباب , وإذات بشقيقتى الكبرى , تصرخ من المفاجأة , أخذتنى فى صدرها وهى تبكى بكاءا شديدا , وهذا والناس خلفى , فسألتها عن والدتى التى وحشتنى كثيرا , ووجدتها جالسة فى البلكونة على الآرض , رأتنى وكأنها لم ترانى , جلست على الآرض أمامها وسألتنى من أنت , بصراحة خفت عليها من الصدمة , فقلت لها أنا عبدالله يا أمى ... صرخت صرخة مكبوتة وأرتميت فى حضنها وكأنى حرمت من حضن أمى منذ مئات السنين , بكيت فى حضن أمى , وهى كانت تبكى وتضحك , لدرجة أنى خفت عليها , كل هذا وأهل الحى يملأون الشقة لدرجة أنك تحسب أن فيه شيئ مكروه من شدة الزحام , جلست مع أمى لبضعة دقائق وودعتها الى المستشفى العسكرى , لكن أهل الحى أصروا على أنهم يذهبوا معى الى المستشفى لوداعى , ولكن إصرارى منعهم من الذهاب معى , قلت لنفسى وأنا راجع للميدان , الآن قد أ سترحت , فإذا جرى لى مكروه ومت , فسوف أموت وأنا مستريخ لآنى شاهدت أمى وأختى , وعدت الى المعركة أكثر إصرارا وأكثر قوة وعنفوانا على تحقيق النصر مع زملائى فى الميدان .



#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا لم أختار أسمى
- ذكريات أكتوبر وخطاب الشهيد
- لماذا الهجوم على نجيب محفوظ ؟ !
- يا عرب أحذروا هذا الرجل
- السياحة والمناحة
- رسالة الى الحكام الظلمة
- النقاب والعقاب
- تهنئة ومودة وأحترام
- تغليب مصلحة الوطن
- كنت بحلم
- مسكين أيها الوطن
- كنت ثرثارا بحكم وظيفتى
- الديمقراطية فى أحتضار
- العرى وعلاقته بالآحتجاجات
- رسالة الى شهيد
- نريد رئيس نحبه
- ها أنتخب إنسان
- ما خفى كان أعظم
- أصبحنا أمة لا تقرأ
- الحفاظ على أمن الوطن


المزيد.....




- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...
- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقر - ذكرياتى فى المعركة