أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبدالله صقر - النقاب والعقاب














المزيد.....

النقاب والعقاب


عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3572 - 2011 / 12 / 10 - 16:44
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نحن فى حاجة ماسة للحرية التى باتت غائبة عنا منذ سنوات طويلة , لآنها حاجة من حاجات المجتمع المدنى , مثل المأكل والمشرب , الحرية ضرورة من ضرورياتنا , لا نستطيع أن نستغنى عنها , ولذا كان من الضرورى أن نستنشق عبيرها الذى حرمنا منه طوال سنوات , لم نلق فى هذه السنوات إلا القهر والمهانة على يد من لا يرحم , والفرق بين الآنسان والحيوان فى رأى الشخصى هو الشعور بالحرية والتمتع بها , لآن الآنسان دائما ما يخضع الحيوان تحت سيطرته , فالحيوان غالبا حريته غائبة عنه , والآنسان منذ أن خلق وهو يبحث عن حريته , وإذا لم يستطع أن يحصل عليها من سلطان جائر , فهنا تهب الشعوب لآخذها منه عنوة , وضحايا الحرية كثيرون , فأمهاتنا ولدتنا أحرارا ولسنا عبيدا عند أحد .

والحرية بمعناها الشمولى هى التحرر من كل القيود التى تعيق حركة حياة الآنسان وتجعله مكبلا , والحرية ليس معناها التسيب والخروج عن القوانين والأعراف , أو الآنحلال والآخراط فى البلطجة , أو التعدى على ممتلكات الغير , فالحرية التزام , وان نقر بحقوق الغير ونحافظ على ممتلكات الدولة التى هى أساسا ممتلكاتنا , لآن الحرية وسيلة لتحقيق العدالة بين الناس , إنها ليست هبة يمنحها الحاكم لشعبه , إنما هى حق من حقوق الشعوب , حق مكتسب , ودائما الذين يشعرون بالأنتماء للوطن هم أنفسهم الذين يقدرون معنى الحرية ويحافظون عليها , إذا هى حق مكتسب للشعوب الواعية ومدركة لمعناها .

كثير من الشعوب نالت حريتها بعد أن سالت دماء أبناءها وطهرت تراب الوطن من براثن الغدر والقهر , فالشعب الفرنسى لم يكن له قائمة إلا بعد أن سالت الدماء على أرض فرنسا . ولا ننسى أن للحرية حدود , حتى لا تكون هناك فوضى , إنها سحر الحياة ولا يستطيع أن يستوعبها غير العقلاء , إن العقلاء يفهمون معناها . نعم يجب أن يعيش الآنسان فى جو من الحرية .
ففى الآعلان العالمى لحقوق الآنسان تقول المادة الآولى من مواده : ( يولد جميع الناس أحرارا متساويين فى الكرامة والحقوق , وقد وهبوا عقلا وضميرا وعليهم أن يعامل بعضهم بعضا بروح الآخاء ) .
ونجد فى المادة الثانية من نفس الآعلان العالمى حيث تقول : ( لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات وكل الناس سواسية أمام القانون , ولهم الحق فى التمتع بحماية متكاملة دون أية تفرقة ) .
ورغم ما نراه من قوانين وعهود ومواثيق دولية لضمان سلامة وحرية الآنسان من بطش أخيه الآنسان , نرى فى كثير من بلدان العالم المقهور , أن الآنسان مهان ومسحوق من قبل قوى الظلم المتمثلة فى الحكام وزبانيتهم الطواغيت , وهناك تجاوزات كبيرة فى حقوق الآنسان .
هذه المقدمة التى أطلت فيها كنت أقصد صراحة موضوع أبن صديق لى , هذا الشاب تحول فجأة الى إنسان أخر , غير الذى كنا نعرفه , إنه تحول الى شخص ملتحى , وأنا أرى أن هذا حقه ما دام هذا الشخص لم يؤذى أحد , والمثل يقول أنت حر ما لم تضر , هذا الشخص بين ليلة وضحاها وجدته يلبس الجلباب القصير حتى الركبة , لدرجة أنى كنت أرى شعر أرجله ظاهرة للعيان , ويمسك فى يده ما يسمى بالسواك , طوال الوقت , لآن فرشاة الآسنان شحت من البلد ومنع تصديرها الى مصر ! هذا الشاب كان متزوجا حديثا , وسألته عن سبب التحول السريع والفجائى , فقال : أن ربنا هدانى , فقلت له : نحن إذن غير مهتدين ! فرد وقال , ربنا يهديكم , أنا الآن إنسان ملتزم ,فسترعانى هذا الكلام وبصراحة , أستغربت من رده .

وذات يوم وجدت زوجة أبن صديقى هذا , تأتى عندنا لزيارتنا وتشتكى من زوجها الملتزم وما يحدث من زوجها وطريقة معاملته لها , لآنه يجبرها على لبس النقاب وبالعافية , ولا يراعى شعورها وأدميتها , فهى بنت متعلمة وخريجة جامعة , لكنه , وصلت به الآمور للتسلط وقهر زوجته غصب عنها وهى التى عاشت فى كنفه , النقاب لم يكن فرضا , بل إذا لم يأتى عن طريق الآقتناع فهذا حجب للحريات , كما كان يفعل الحكام المفسدين معنا , أذا لا فرق بين من يفرض النقاب , وبين من يحجب الحريات !

هذه المرأة غير مقتنعة بالنقاب بالمرة وفى داخلها رفض تام للفكرة , وهى رافضة لكلام زوجها عن النقاب الذى يريد أن يعزلها عن مجتمعها , وتصبح كالخيمة المتحركة فى الشارع , كنت جالسا وأنا أستمع لحديثها , والفكرة الآساسية هى أنه غيور ولا يسمح لآحد غيره برؤية وجهها إطلاقا , فهى ملكا ليمينه هو فقط , وقالت لى المرأة : هل الآسلام فرض النقاب على المرأة , قلت لها يا أبنتى هذه مشكلتك أنت ولازم تحليها بإقناع زوجك , ويجب أن تواجهيها بصلابة وحسم أمام زوج لا يقدر مشاعر الآخر , وحاولى أن تناقشيه بصراحة وبدون خوف , فقالت : هو يهددنى بالطلاق أذا لم أنفذ كلامه وأرتدى النقاب , لبسته عدة أيام ولم أطيقه لآننى حين أرتديه أحسست بأنى سوف أختنق وأموت , كما أنه يعيقنى فى شرب الماء أذا ما عطشت وأنا فى الشارع ..... ما عدت أحتمل لبسه أبدا .

نحن نريد زوجات على هوانا , زوجة نضعها فى ميدالية المفاتيح نخرجها وقت ما نشاء لا رأى لها ولا مشورة , وكأننا عدنا الى عهود الظلام , عهود الجاهلية الآولى حين كانت الفتاة تؤاد وتوارى التراب ولا حول لها ولا قوة , حين كانت القبائل تسطو وتغزو بعض وتسلب وتنهب وتأخذ النساء سبايا وتحلهم لأنفسهم , أنها لأعجوبة من أعاجيب هذا الزمان الذى يذكرنا ماضى أليم .
هذا ما كنت أقصده من حديثى عن الحرية التى أخرجتنا من الظلمات الى النور , والآن مؤشرات الجهالة تعود رويدا رويدا الينا حتى نحبس بناتنا فى البيوت ولا نخرجهم إلا على بيت العريس أو الى قبورهن عند الوفاة , الآنسان هو أثمن ما فى هذا الوجود , فلا رجعة بالأنسان الى عصور الظلام.








#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهنئة ومودة وأحترام
- تغليب مصلحة الوطن
- كنت بحلم
- مسكين أيها الوطن
- كنت ثرثارا بحكم وظيفتى
- الديمقراطية فى أحتضار
- العرى وعلاقته بالآحتجاجات
- رسالة الى شهيد
- نريد رئيس نحبه
- ها أنتخب إنسان
- ما خفى كان أعظم
- أصبحنا أمة لا تقرأ
- الحفاظ على أمن الوطن
- الواحد بألف !!!!
- حكاية العم أحمد
- الست دى أمى
- ظواهر سلبية بالمجتمع
- نحن نحلم بالهدوء
- لماذا المرأة ؟ !
- حاكم ومحكوم


المزيد.....




- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبدالله صقر - النقاب والعقاب