أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقر - ما خفى كان أعظم














المزيد.....

ما خفى كان أعظم


عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3527 - 2011 / 10 / 26 - 02:11
المحور: الادب والفن
    


رجل طيب , حديثه فيه حكمة وعظة , سافر من قريته ومعه أبنه , هذا الآبن لازال فى ريعان الشباب , أنه كالعود الآخضر , لم تثقه الآحداث , ولم يكن لديه الحكمة التى تؤهله أن يعتمد على نفسه أو يكون عاقلا فى كلامه , أو يكون صبورا كما يفعل الرجال , هذا الشاب دائما عجولا , فهو يستعجل الآمور , وكل أفعاله مع الآخرين من منظور القوة .
سافر مع أبيه الى المدينة لقضاء بعض الحاجيات الهامة والتى تلزم بيتهم , أما الآب فكان زاده التعقل , فحين يتحدث , يكون حديثه بميزان العقل , لا التهور , لآنه ثقلته السنون والايام , كانا يسافران ومعهم الجمل الذى يحمل أ ثقالهم وزادهم خلال رحلتهم , لآن رحلتهم من المدنة الى قريتهم ليست بالسهلة ولا بالقريبة , فحين بدأ الآب والآبن الرحلة قال الرجل لآبنه : أرجوك يا ولدى أن تكون سندا لى خلال رحلتنا ولا تكون متهورا كعادتك , لآن رحلتنا يلزمها الصبر والتأنى .
سارا الآثنان بين الجبال والفيافى القاحلة قاصدين القرية المنشودة بعد قضاء ما أرادا من هناك , لكن الرجل يتحلى بالصبر أما الشاب دائما عجولا , فى أثناء الرحلة مرض الجمل الذى يحملهما مرضا شديدا , وهذا المرض أدى الى موت الجمل , هنا أعترض الشاب على موت الجمل , ولكن الرجل وجه له نصيحة شديدة وقال له : ما خفى كان أعظم يا ولدى , أستعجب الشاب من والده عجبا شديدا , أتقول لى ونحن وسط الصحراء ما خفى كان أعظم !
سارا الآثنان سويا وهم يحملون الزاد والزواد وما أشتروه من المدينة , الى أن شعرا بالتعب , فمالا نحو صخرة كبيرة للراحة والنوم , وخلال نومهما أتى ثعبان ولدغ الآبن من أحد أصبعه , وأستطاع الرجل أن يتصرف بحكمة وأستطاع الرجل أن يبتر أصبع أبنه الذى سار فيه سم الثعبان , وأعترض الآبن على ما حدث له , وأحتد على والده لآنه كان معترضا على تلك الرحلة منذ البداية , فرد والده بهدوء وقال للأبن : أصبر يا ولدى , ما خفى كان أعظم , فأندهش الآبن من تصرفات أبيه وكلامه فى تلك الظروف الصعبة ! .
وسار الآثنان فى حر الجبال , لا ونيس ولا أنيس لها , وكان كلام الرجل لآبنه كله حكمة وذلك كى يعطى أبنه دفعة قوية من الآحتمال وقوة على تحمل الصعاب فى تلك الظروف الصعبة , قال الولد لآبيه ما بك يا والدى , كل ما يحدث لنا من سوء وشر تقول لى ( ما خفى كان أعظم ) . فال الرجل يا ولدى نحن لا نختار الظروف إنما الظروف هى التى تختارنا ولسنا بمنأى عنها , يا ولدى الحياة ليست ملكا لنا , نحن فيها ضيوف , وأمشى حسب ما يملى عليك فى الحياة , يا ولدى إن القول الصحيح والصادق يقول : لو علمتم الغيب لآخترتم الواقع , فأرض بما قسم لك ولى يا ولدى .
سارا الآثنين سويا للرجوع الى بلدتهم بعد شراء ما أحتاجاه , وخلال مسيرهم شعر الآب بتعب شديد , فمرض الرجل مرضا شديدا , لدرجة أن الآبن ظن أن أبوه سوف يموت وأخذ يبكى ويقول لآبيه لا تموت يا والدى وتتركنى وحدى أنا فى حاجة ماسة لك فى هذه الصحراء القاحلة , وأخذ الولد يدعو ربه بدعوات كى لا يموت والده ويتركه وحيدا , بعد عدة أيام شفى الرجل من مرضه , ودار حديث بين الرجل وأبنه , وأخذ الآبن يؤنب أبيه على هذه الرحلة , فرد الرجل على إبنه وقال : يا بنى ما خفى كان أعظم فسكت الآبن ولم يتفوه بكلمه لآنه شبع من هذه العبارة التى كادت أن تفتله ألما كلما سمعها فى كل مرة .
سارا الآثنان سويا بعد أن تماثل الرجل للشفاء , وأصبحا الآثنان على مشارف قريتهما , ونظرا الآثنان على القرية وإذا بالقرية لا أثر لها , أنها سويت بالآرض , من أثار زلزلا قويا ضربها منذ يومين , فسواها بالآرض , فاستعجب الآبن مما حدث للقرية وما أل بها , ونظر لوالده مستفسرا فقال له الآب قلت لك مرارا يا ولدى : ما خفى كان أعظم !



#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصبحنا أمة لا تقرأ
- الحفاظ على أمن الوطن
- الواحد بألف !!!!
- حكاية العم أحمد
- الست دى أمى
- ظواهر سلبية بالمجتمع
- نحن نحلم بالهدوء
- لماذا المرأة ؟ !
- حاكم ومحكوم
- حنين إلى وطنى
- البكاء وسيلة لغسل العين
- الآلم
- غريزة حب البقاء
- نحن نصنع إلاهنا بأيدينا
- أشتاق إليك
- شاعر الثورة محمود درويش
- أمة تأكل وتصرف بسخاء
- الموت داخل الوطن
- الفكر التربوى فى العصر الحديث
- مشاكلى مع الجزار


المزيد.....




- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله صقر - ما خفى كان أعظم