أنا لم أختار أسمى

عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3576 - 2011 / 12 / 14 - 23:41
المحور: الادب والفن
    

نعم أنا إنسان كبقية المخلوقات التى على الآرض , نعم أنا ولدت ولم يكن لى حرية الآختيار , فى أسمى , بل أختاره من هم من تسببوا فى وجودى فى هذه الحياة , ولو كنت أعلم بأن الحياة وحشية هكذا , لما ترددت لحظة فى عدم المجيئ إليها , وكنت عارضت مجيئى , وأعلنت رفضى , لقد سجنت مرتين , مرة وأنا فى أحشاء أمى , ومرة أخرى وأنا فى هذه الحياة المرة والقاسية على بنى البشر , إذن كل شيئ دون أختيارى !!

وكذلك لم أختار دينى ولا عقيدتى , فكل شيئ كان بأختيار الأخرين , جئت الى الدنيا لاحول ولا قوة , إذن أنا منذ وجودى مسلوب الآرادة , كبرت ونشأت ووجدت أن لى إسما ودينا ووطنا , وقالوا لى أنت هكذا إنسان , كل ما هو يخصنى ليس بأختيارى !!
إناس غيرى تسببوا فى وجودى نتيجة نشوة خلال دقائق معدودة , إذن لم نخلق أنفسنا بل غيرنا تسببوا فى ذلك .

أما الشيئ الذى أستطيع أختياره هو مطعمى وملبسى , أما وظيفتى أيضا فيها شيئ من عدم الآختيار , ربما تتدخل أيادى خبيثة فى وظيفة لى ليست على قدر يتناسب مع كرامتى ومؤهلى العلمى , وربما يوجد أناس غيرى يزاحمونى على وظيفة أحبها , فيأخذها غيرى , نتيجة واسطة أو رشوة , إذن الوظيفة ليست بأختيارى أيضا , , وشكلى ولونى , إن كان أسودا أو أبيضا , لم أختاره , لآنى جلبت على وجه الدنيا هكذا , وكثير من الصفات البيلوجية هى خارج نطاق قدراتى وإرادتى .

أما أخلاقى فهى نتاج التربية الآسرية وتأثر الآنسان بالعوامل المحيطة به فى البيئة المحيطة به , ونتيجة للموروثات التى أخذتها من الآباء والآجداد , أما الطباع الشخصية مثل الآرادة والطموح والكرم والآنفعال والرضا والنخوة والشجاعة والبخل والسخاء والجبن والخوف , فهى فى أغلب الآحيان طباع موروثة من الآسرة وأيضا من البيئة , وهذه الطباع فى تباين من فرد لآخر , وكثيرا ما نجد فى الآسرة الواحدة شقيقان , أحدهما أنفعالى وعصبى , يثور لأتفه الآسباب , وأخر طيب ومرن للأحداث التى حوله , ولا ننسى أن الطباع يتدخل فيها عدة عوامل مثل الثقافة , والظروف المعيشية , والحراك الآجتماعى .

كما تتفاعل العوامل الوراثية مع عوامل البيئة عضوية أو غذائية أو نفسية أو أجتماعية فى تحديد مكونات الشخص النفسية وتحديد صفاته , كما أنها تؤثر فى سلوك حياته ومستوى نضجه , اذن أنا إنسان لا يملك فى نفسه شيئ , فهل أنا لى دخل فى لون شعرى , أو لون بشرتى , أو نوع دمى الذى فى جسمى , وشكل الجسم ومعالم الوجه ؟ ! أنا لا أملك فى نفسى سوى أن أعبر عن مكنونات ما فى صدرى عن طريق لسانى , الذى قد يكون سليطا فيكرهنى الناس , أو يكون لسانا مهذبا و يحبنى الناس , ويقول المثل ( لسانك حصانك , إن صته صانك ) .

#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل